توقيت القاهرة المحلي 23:51:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تامر حسنى خلطة سحرية.. 7 صنايع فى عبوة واحدة!

  مصر اليوم -

تامر حسنى خلطة سحرية 7 صنايع فى عبوة واحدة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تامر حسنى فى لحظة تجلٍّ، قال لنفسه: لماذا لا تفعلها وتعيد أمجاد شارلى شابلن الذى كان يفعل كل شىء على الشريط السينمائى، كتابة وإخراج ومونتاج وتصوير وتلحين وغناء وعزف ناهيك عن التمثيل؟. نظر إلى المرآة مرددا بيت شعر أحمد شوقى (وما نيل المطالب بالتمنى/ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)، ووجد أن المفتاح هو (غلابا)، وتوقف فورا عن (التمنى)، فى البداية أمسك بالقلم، ثم تذكر أننا نعيش عصر الكيبورد، فأمسك بالكومبيوتر، فى ثانى تجربة له، لم تنجح الأولى (مش أنا)، ولكنه استدرك، من قال إنها لم تنجح؟، جاءت بالإجابة بعض الأقلام الصحفية، وتولى مجددا الإجابة، هؤلاء إما مغرضين أو حاقدين، ولا تنس أن هناك أقلاما أخرى لم تتوقف عن الإشادة بى، بعضهم قال (إنى وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم يستطعه الأوائل)، ألم ينجح الفيلم فى النهاية، وباعتبارى أيضا المنتج حققت أرباحا، كان يحصل عليها فى الماضى المنتجون الآخرون، أليس جحا ( أولى)، وهكذا أمسك مجددا بـ(الكيبورد) وبدأ الكتابة (من تحت لفوق)، وليس كما تعود الجيل القديم (من فوق لتحت)، سأل نفسه، حتى ينجح الفيلم لا بد من توافر (كوميديان)، وعلى الفور قرر أن يسند إلى حمدى الميرغنى تلك المسؤولية، ولكن هذا لا يكفى، لا بد من زيادة الجرعة، لا يزال الجمهور يميل للضحك على أصحاب الأوزان الثقيلة، وتذكر على الفور (مدحت تيخة)، سوف يشارك أيضا فى مسؤولية الضحك، ويبقى (الفيديت) التى تقع فى غرامه، وفجأة لمعت أمامه هنا الزاهد التى تجمع بين الجمال وخفة الظل، ستحبه من أول نظرة، أو حتى قبل أن تنتهى النظرة الأولى، الفيلم إذن سوف يقدم مشاهد مرحة، ليس مهمًّا أن الناس شاهدتها عشرات المرات.

لا تنس أن الجماهير تذهب للسينما وهى تتلكأ من أجل أن تأخذ بثمن التذكرة عددا لا باس به من الضحكات، وهنا صعد السؤال الثانى، هل يجوز أن يتقاسم البطولة أمامى فنانة واحدة؟، الإجابة (لا يجوز)، إنها من مبطلات السينما، كما أنها تتناقض مع الصورة الذهنية التى يسعى لترسيخها، البطل الحقيقى هو من تتهافت عليه الحسناوات، من كل حدب وصوب، فكان لا بد من البحث عن قصة أخرى، الجزء الأول يقدم للجمهور المرح والضحك والشقاوة والعفرتة، أين إذن الدموع والشحتفة والعكننة؟، هبطت عليه الفكرة امرأة كان يحبها فى الماضى، ويوم الزواج اكتشفت مرضها الخطير وسافرت للعلاج فى الخارج، وإشفاقا عليه لم تخبره، وظل طوال السنوات الماضية معتقدا أنها قد خانته، وهكذا سيقدم الوجه الجديد هدى المفتى.

الكتابة كما ترى مقدور عليها، إنها تشبه لعبة (الدومينو)، لا يوجد قانون يمنع أحدا من ممارسة أى مهنة، وإذا كان هانى شاكر نقيب الموسيقيين يتصدى بين الحين والآخر لمطربى المهرجانات، فإن مسعد فودة نقيب السينمائيين،لا يمنع أحدا من ممارسة أى مهنة، ويترك الكرة فى ملعب الجمهور، هكذا أنهى فى توقيت قياسى مهمة الكتابة، ووصل إلى شاطئ النهاية السعيدة، بزواجه من هنا، بينما هدى سوف تضحى بنفسها، ويكفيها أنها قد شفيت تماما من المرض الخطير، وقبل كل ذلك تحقق حلمها بأن تقف كبطلة أمامه على الشاشة.

وهنا صعد سؤال هام، ما الذى يفعله بين الجميلتين، ممنوع أى مشاهد غرامية، عبد الحليم ارتفع رصيده فى آخر أفلامه (أبى فوق الشجرة) إلى 99 قبلة، ولكننا نعيش زمن (السينما الأكثر نظافة)، وهكذا فإن أقصى ما هو مسموح به قبلتان على الخد تكفيان وزيادة، وهما من نصيب هنا، بينما ماذا يفعل مع هدى، ذهبا معا إلى الفندق، طلبت منه أن تنام فى غرفته، وهكذا جاءته الفكرة، وضع فى الغرفة صورة الشيطان، بملامحه المتعارف عليها، وتذكر الحديث الشريف (ما اجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان ثالثهما)، فقرر أن يوجه الحوار للصورة ونظر مليا للشيطان وبعدها ترك الغرفة، وسوف ينتهى بالفيلم كما بدأ بأغنية مبهجة، ولن تنال هدى حتى قبلة على الخد.

البعض يسأل يعنى إيه مخرج؟، لدينا ممثل يمثل ومصور يصور وفنان ديكور يصمم، ما هو دور المخرج سوى أنه يضع اسمه على فيلم، هو فى الحقيقة لم يشارك بتنفيذ أى شىء، المخرج فى المعادلة السابقة لا يفعل أى شىء، بينما فى واقع الأمر هو الذى يفعل كل شىء.

يتمتع تامر حسنى بجرأة لا سقف لها، ظل فريد شوقى يحلم على مدى نصف قرن أن يخرج فيلما للسينما، ورحل ولم يفعلها، لأنه لم يجرؤ، بينما نور الشريف أمضى على الأقل 35 عاما يدرس ويسأل كل المخرجين الكبار الذين تعامل معهم، عن كل التفاصيل مثل يوسف شاهين وحسن الإمام وحسين كمال وعاطف الطيب وغيرهم، وكان يدرس أنواع العدسات وكيف يرسم المخرج (الميزانسين)، وفى النهاية أخرج فيلما واحدا (العاشقان) ولم ينجح، وكان صريحا مع نفسه فلم يكررها.

بعض المهن لا يجوز فيها (الفهلوة) ومنها قطعا الإخراج، فهو ليس مجرد رغبة شخصية أو قدرة مالية، هناك دراسة وإلمام بكل التفاصيل، وتامر حسنى كما هو واضح على الشاشة ترك كلٌّ يقدم ما عنده، وفى النهاية، ضامن جمهور العيد سيأتى قطعا للسينما، ويدفع له عن طيب خاطر (العيدية)، فهو لم يحرم هذا الجمهور من شىء ضحك ح يلاقى، فى نصف الفيلم الأول، (عكننة) ح يلاقى فى نصف الفيلم الثانى، الناس لن تطمع بأكثر من كل ذلك!!.

فى الموالد الشعبية لا تزال تباع الخلطة السحرية للحاج محمود معبأة فى زجاجة، تشفى كل الأمراض، من إنفلونزا القرود إلى الدود، والآن صار لدينا خلطة سحرية بشرية، يغنى ويلحن ويعزف، يمثل ويكتب ويخرج وينتج، سبع صنايع، والبخت كما ترى عال العال، ستجدها متوفرة فى عبوة واحدة اسمها (تامر حسنى)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تامر حسنى خلطة سحرية 7 صنايع فى عبوة واحدة تامر حسنى خلطة سحرية 7 صنايع فى عبوة واحدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon