توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسامة عباس حضور الغياب!

  مصر اليوم -

أسامة عباس حضور الغياب

بقلم: طارق الشناوي

قبل نحو ثلاث سنوات تابعنا إطلالة نادرة للفنان القدير أسامة عباس، عندما اكتشف أن هناك من انتحل أسمه وكتب استجداء للمخرجين والمنتجين، لم يسبق لى أن التقيت الأستاذ أسامة، إلا أننى شعرت وقتها أنها واحدة من ألاعيب (السوشيال ميديا)، واضطر الفنان الكبير إلى إجراء تسجيل ( لايف)، ولم يكن أحد من الممكن أن يتشكك فى كونها مكيدة، واكتشف بعدها أسامة مساحة وعمق مشاعر الناس.

أفتقد منذ سنوات حضوره على كل الشاشات، ولا أدرى السبب، صحيح أنه لم يكن يحتل مساحة درامية كبيرة، إلا أنها كانت تستمد عمقها وتأثيرها من الحضور الطاغى واللافت لأسامة عباس، إطلالة أخرى قدمها لنا قبل يومين عندما وجه الشكر لمهرجان المسرح على تكريمه وشعرت باطمئنان على أسامة عباس.

عرفناه مع فرقة (ثلاثى أضواء المسرح) منتصف الستينيات، كانوا هم الأبطال جورج وسمير والضيف، إلا أنهم دائمًا ما يدفعون بأكثر من كوميديان فى مساحة ليست كبيرة ولكنها لافتة، مثل زكريا موافى وكامل أنور وأحمد نبيل ونجاح الموجى وغيرهم، هؤلاء امتلكوا فيضًا من الحب والشغف. أسامة اكتشفه تحديدًا الضيف أحمد، وهذا الفنان الذى رحل مبكرًا كان يملك القدرة على قراءة المستقبل، قال لى سمير غانم إنه- أقصد سمير- كان يشعر أنه لن يكمل المشوار، فهو ليس سمينًا مثل جورج أو نحيفًا مثل الضيف، إلا أنه قال له: (أنت ستصعد للقمة فى غضون سنوات قلائل).

أسامة عباس له (استايل) وبصمة تدخل القلب ولا تغادره، وتكتشف مع مرور الزمن أن هذا هو بالضبط ما يتبقى من الفنان، لا ترتيب اسمه على (الأفيش) ولا (التترات)، الناس تنسى بعد نهاية العرض كل ذلك.

بعد تكريمه فى مهرجان المسرح تكرر السؤال عن الكبار من المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين صاروا خارج أجندة شركات الإنتاج.

جزء كبير من المشكلة عمقه الكسل، الكل يلعب على المضمون، شركات الإنتاج والمخرجون لا يُجهدون أنفسهم فى البحث خارج الجدول.

مثلًا من أهم الأسلحة الفنية للمخرج الكبير صلاح أبوسيف بقدرته على التقاط ممثل وتسكينه فى دور يصبح بالنسبة له أيقونة، مثل صلاح منصور فى فيلمى (الزوجة الثانية) و(بداية ونهاية) حتى أن البعض صارت تلك الأدوار تشكل لهم عقدة، مثل حمدى أحمد الذى كان يرفض فى سنواته الأخيرة الحديث عن دوره محجوب عبدالدايم فى (القاهرة ٣٠).

قال لى المخرج شريف عرفه إنه مثلًا فى التسعينيات ظل يبحث عن الفنان محمد يوسف الذى اشتهر بشخصية (شكل) فى البرنامج الإذاعى (ساعة لقلبك)، وهو ما فعله أيضًا مع الممثل سامى سرحان، كثيرًا ما كانت تأتى الإجابة أنهما رحلا عن الحياة، إلى أن عثر عليهما وظلت لهما مساحة فى أفلامه حتى رحيلهما الحقيقى عن الحياة.

غياب الخيال هو العامل الأساسى فيما نراه حولنا.

حكى لى الفنان إبراهيم نصر عن لقاء بينه وأحمد زكى، قال له أحمد: (على فكرة يا إبراهيم، أنت من أكثر الفنانين فى جيلنا موهبة، ولكن لما بنيجى نرشح الممثلين اسمك بيسقط مننا).

هل ظل اسم أسامة عباس يسقط من قائمة الترشيحات، مثلما أيضًا سقطت ولاتزال أسماء أخرى، رحلة عطاء ٥٥ عامًا، تم تكريمه فى مهرجان المسرح، إلا أنه وبلا أى منطق ظل بعيدًا عن العين سنوات عديدة، ولكنه لم يغب أبدًا عن القلوب!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسامة عباس حضور الغياب أسامة عباس حضور الغياب



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon