توقيت القاهرة المحلي 09:10:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسامة عباس حضور الغياب!

  مصر اليوم -

أسامة عباس حضور الغياب

بقلم: طارق الشناوي

قبل نحو ثلاث سنوات تابعنا إطلالة نادرة للفنان القدير أسامة عباس، عندما اكتشف أن هناك من انتحل أسمه وكتب استجداء للمخرجين والمنتجين، لم يسبق لى أن التقيت الأستاذ أسامة، إلا أننى شعرت وقتها أنها واحدة من ألاعيب (السوشيال ميديا)، واضطر الفنان الكبير إلى إجراء تسجيل ( لايف)، ولم يكن أحد من الممكن أن يتشكك فى كونها مكيدة، واكتشف بعدها أسامة مساحة وعمق مشاعر الناس.

أفتقد منذ سنوات حضوره على كل الشاشات، ولا أدرى السبب، صحيح أنه لم يكن يحتل مساحة درامية كبيرة، إلا أنها كانت تستمد عمقها وتأثيرها من الحضور الطاغى واللافت لأسامة عباس، إطلالة أخرى قدمها لنا قبل يومين عندما وجه الشكر لمهرجان المسرح على تكريمه وشعرت باطمئنان على أسامة عباس.

عرفناه مع فرقة (ثلاثى أضواء المسرح) منتصف الستينيات، كانوا هم الأبطال جورج وسمير والضيف، إلا أنهم دائمًا ما يدفعون بأكثر من كوميديان فى مساحة ليست كبيرة ولكنها لافتة، مثل زكريا موافى وكامل أنور وأحمد نبيل ونجاح الموجى وغيرهم، هؤلاء امتلكوا فيضًا من الحب والشغف. أسامة اكتشفه تحديدًا الضيف أحمد، وهذا الفنان الذى رحل مبكرًا كان يملك القدرة على قراءة المستقبل، قال لى سمير غانم إنه- أقصد سمير- كان يشعر أنه لن يكمل المشوار، فهو ليس سمينًا مثل جورج أو نحيفًا مثل الضيف، إلا أنه قال له: (أنت ستصعد للقمة فى غضون سنوات قلائل).

أسامة عباس له (استايل) وبصمة تدخل القلب ولا تغادره، وتكتشف مع مرور الزمن أن هذا هو بالضبط ما يتبقى من الفنان، لا ترتيب اسمه على (الأفيش) ولا (التترات)، الناس تنسى بعد نهاية العرض كل ذلك.

بعد تكريمه فى مهرجان المسرح تكرر السؤال عن الكبار من المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين صاروا خارج أجندة شركات الإنتاج.

جزء كبير من المشكلة عمقه الكسل، الكل يلعب على المضمون، شركات الإنتاج والمخرجون لا يُجهدون أنفسهم فى البحث خارج الجدول.

مثلًا من أهم الأسلحة الفنية للمخرج الكبير صلاح أبوسيف بقدرته على التقاط ممثل وتسكينه فى دور يصبح بالنسبة له أيقونة، مثل صلاح منصور فى فيلمى (الزوجة الثانية) و(بداية ونهاية) حتى أن البعض صارت تلك الأدوار تشكل لهم عقدة، مثل حمدى أحمد الذى كان يرفض فى سنواته الأخيرة الحديث عن دوره محجوب عبدالدايم فى (القاهرة ٣٠).

قال لى المخرج شريف عرفه إنه مثلًا فى التسعينيات ظل يبحث عن الفنان محمد يوسف الذى اشتهر بشخصية (شكل) فى البرنامج الإذاعى (ساعة لقلبك)، وهو ما فعله أيضًا مع الممثل سامى سرحان، كثيرًا ما كانت تأتى الإجابة أنهما رحلا عن الحياة، إلى أن عثر عليهما وظلت لهما مساحة فى أفلامه حتى رحيلهما الحقيقى عن الحياة.

غياب الخيال هو العامل الأساسى فيما نراه حولنا.

حكى لى الفنان إبراهيم نصر عن لقاء بينه وأحمد زكى، قال له أحمد: (على فكرة يا إبراهيم، أنت من أكثر الفنانين فى جيلنا موهبة، ولكن لما بنيجى نرشح الممثلين اسمك بيسقط مننا).

هل ظل اسم أسامة عباس يسقط من قائمة الترشيحات، مثلما أيضًا سقطت ولاتزال أسماء أخرى، رحلة عطاء ٥٥ عامًا، تم تكريمه فى مهرجان المسرح، إلا أنه وبلا أى منطق ظل بعيدًا عن العين سنوات عديدة، ولكنه لم يغب أبدًا عن القلوب!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسامة عباس حضور الغياب أسامة عباس حضور الغياب



GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام و«بهلوان» يوسف إدريس

GMT 08:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon