توقيت القاهرة المحلي 17:16:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظرى والعملى فى «جعفر العمدة»

  مصر اليوم -

النظرى والعملى فى «جعفر العمدة»

بقلم: طارق الشناوي

لا أصادر مسبقًا على حق كل مبدع فى التجربة، ومن هنا مثلًا أيدت محاولات الملحن عمرو مصطفى فى صناعة أصوات بالذكاء الاصطناعى، حتى لو كانت تحاكى أم كلثوم، لم أتوقف كثيرًا أمام سؤال هل أعجبتك أغنية (أفتكرلك إيه؟). إجابتى: (لم تعجبنى)، إلا أن هذا لا يمنحنى الحق فى إغلاق الباب بالضبة والمفتاح أمام تلك المحاولات أو غيرها.
عندما قرأت، قبل أسابيع، أن هناك جزءًا ثانيًا لـ(جعفر العمدة)، اعتبرت الأمر مجرد خبر مشكوك فى صحته، يعبر عن اجتهاد لأحد الزملاء. المشهد متكرر. ينجح عمل، نسأل صُناعه مباشرة: هل هناك جزء ثان؟. البعض لا يكتفى بسؤال (أهل الذكر)، بل يعتبر نفسه مؤهلًا ليلعب هو دور (أهل الذكر)، ويجيب بنعم، وينشر الخبر.

استبعدت فى البداية صدق الخبر، واعتبرته واحدًا من توابع النجاح الطاغى، الذى فى العادة يعبر عن رغبة مشتركة، الجمهور الذى تعلق بالمسلسل وأبطاله يريد استكمال الرحلة معهم، والفنان على المقابل يتمنى استثمار النجاح فى عمل فنى قادم.

هناك قواعد عامة فى كتابة الأعمال الدرامية متعددة الأجزاء، أولاها أن الكاتب والمخرج يقرران منذ البداية أن هناك مراحل زمنية متعددة تفرض ذلك، وقد يستمر العمل الفنى بالمناسبة عقودًا من الزمان، لديكم مثلًا المسلسل الإذاعى (عيلة مرزوق أفندى) تجاوز ستين عامًا، ورحل أغلب أبطاله، ولا يزال مستمرًّا على موجات (البرنامج العام) حتى كتابة هذه الكلمات.

ومن أشهر الأعمال (ليالى الحلمية) والسورى (باب الحارة) والسعودى (طاش ما طاش) وغيرها، كلها كان مخططًا لها منذ الحلقة الأولى أن تتعدد أجزاؤها.

عندما كتب أسامة أنور عكاشة (زيزينيا)، قرر هو والمخرج جمال عبدالحميد أن تمتد ثلاثة أجزاء، يحيى الفخرانى، بطل العرض، قرر التوقف عند الثانى، ولم يجازف أسامة ولا جمال بإسناد البطولة إلى نجم آخر، هذا الجزء لا يزال فى حوزة ابنته نسرين أسامة أنور عكاشة. هناك قطعًا تخوف يواجه مسلسلات الأجزاء، أهمها زيادة مساحة الترقب، الصراع الحتمى بين الواقع والتوقع، النجاح الطاغى يؤدى إلى ترقب يتجاوز فى العادة حدود الواقع، عنصر يلعب دورًا سلبيًّا، يخصم الكثير من العمل الفنى.

عدد من الأعمال تنطوى على خطوط درامية من الممكن تطويرها، ممكن مثلًا ابن محمد رمضان الذى أدى دوره أحمد داش قادر على أن يتحمل بطولة عمل فنى، وبالتالى تبدأ بذور حكاية جديدة موازية لـ«جعفر»، وبالمناسبة «داش» من أكثر أبناء جيله قدرة على الجذب، ولكن هذا وغيره لا يكفى قطعًا لضمان النجاح.

تفاصيل مختلفة فى العديد من الشخصيات من الممكن أن تسمح بحلقات أخرى، على شرط أن يتأكد محمد سامى أن النجاح الجماهيرى لـ(جعفر العمدة) بقدر ما سيلعب دورًا مؤثرًا فى زيادة مساحات المشاهدة، بقدر ما سيؤدى إلى زيادة سقف الخيال، وهو سلاح ليس أبدًا فى صالحه.

لديكم مثلًا صفصف (هالة صدقى) وصلت إلى الذروة، هذا الدور هو أعلى ما حققته من جماهيرية فى رحلتها، ليس بالضرورة الأعلى إبداعًا، لديها مثلًا فيلم (الهروب) ومسلسلا (زيزينيا) و(أرابيسك)، إلا أن النجاح الجماهيرى غير المسبوق يظل متجسدًا فى (صفصف).

العملى غير النظرى، أغلب العناصر نظريًّا تؤكد أن تجربة (جعفر العمدة) الجزء الثانى تدخل فى رهان قاسٍ غير محمود العاقبة، بينما عمليًّا من حق الكاتب والمخرج والنجم وشركة الإنتاج تقديم مشروعهم للناس، والحكم فى النهاية بعد المشاهدة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظرى والعملى فى «جعفر العمدة» النظرى والعملى فى «جعفر العمدة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon