توقيت القاهرة المحلي 12:47:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظرى والعملى فى «جعفر العمدة»

  مصر اليوم -

النظرى والعملى فى «جعفر العمدة»

بقلم: طارق الشناوي

لا أصادر مسبقًا على حق كل مبدع فى التجربة، ومن هنا مثلًا أيدت محاولات الملحن عمرو مصطفى فى صناعة أصوات بالذكاء الاصطناعى، حتى لو كانت تحاكى أم كلثوم، لم أتوقف كثيرًا أمام سؤال هل أعجبتك أغنية (أفتكرلك إيه؟). إجابتى: (لم تعجبنى)، إلا أن هذا لا يمنحنى الحق فى إغلاق الباب بالضبة والمفتاح أمام تلك المحاولات أو غيرها.
عندما قرأت، قبل أسابيع، أن هناك جزءًا ثانيًا لـ(جعفر العمدة)، اعتبرت الأمر مجرد خبر مشكوك فى صحته، يعبر عن اجتهاد لأحد الزملاء. المشهد متكرر. ينجح عمل، نسأل صُناعه مباشرة: هل هناك جزء ثان؟. البعض لا يكتفى بسؤال (أهل الذكر)، بل يعتبر نفسه مؤهلًا ليلعب هو دور (أهل الذكر)، ويجيب بنعم، وينشر الخبر.

استبعدت فى البداية صدق الخبر، واعتبرته واحدًا من توابع النجاح الطاغى، الذى فى العادة يعبر عن رغبة مشتركة، الجمهور الذى تعلق بالمسلسل وأبطاله يريد استكمال الرحلة معهم، والفنان على المقابل يتمنى استثمار النجاح فى عمل فنى قادم.

هناك قواعد عامة فى كتابة الأعمال الدرامية متعددة الأجزاء، أولاها أن الكاتب والمخرج يقرران منذ البداية أن هناك مراحل زمنية متعددة تفرض ذلك، وقد يستمر العمل الفنى بالمناسبة عقودًا من الزمان، لديكم مثلًا المسلسل الإذاعى (عيلة مرزوق أفندى) تجاوز ستين عامًا، ورحل أغلب أبطاله، ولا يزال مستمرًّا على موجات (البرنامج العام) حتى كتابة هذه الكلمات.

ومن أشهر الأعمال (ليالى الحلمية) والسورى (باب الحارة) والسعودى (طاش ما طاش) وغيرها، كلها كان مخططًا لها منذ الحلقة الأولى أن تتعدد أجزاؤها.

عندما كتب أسامة أنور عكاشة (زيزينيا)، قرر هو والمخرج جمال عبدالحميد أن تمتد ثلاثة أجزاء، يحيى الفخرانى، بطل العرض، قرر التوقف عند الثانى، ولم يجازف أسامة ولا جمال بإسناد البطولة إلى نجم آخر، هذا الجزء لا يزال فى حوزة ابنته نسرين أسامة أنور عكاشة. هناك قطعًا تخوف يواجه مسلسلات الأجزاء، أهمها زيادة مساحة الترقب، الصراع الحتمى بين الواقع والتوقع، النجاح الطاغى يؤدى إلى ترقب يتجاوز فى العادة حدود الواقع، عنصر يلعب دورًا سلبيًّا، يخصم الكثير من العمل الفنى.

عدد من الأعمال تنطوى على خطوط درامية من الممكن تطويرها، ممكن مثلًا ابن محمد رمضان الذى أدى دوره أحمد داش قادر على أن يتحمل بطولة عمل فنى، وبالتالى تبدأ بذور حكاية جديدة موازية لـ«جعفر»، وبالمناسبة «داش» من أكثر أبناء جيله قدرة على الجذب، ولكن هذا وغيره لا يكفى قطعًا لضمان النجاح.

تفاصيل مختلفة فى العديد من الشخصيات من الممكن أن تسمح بحلقات أخرى، على شرط أن يتأكد محمد سامى أن النجاح الجماهيرى لـ(جعفر العمدة) بقدر ما سيلعب دورًا مؤثرًا فى زيادة مساحات المشاهدة، بقدر ما سيؤدى إلى زيادة سقف الخيال، وهو سلاح ليس أبدًا فى صالحه.

لديكم مثلًا صفصف (هالة صدقى) وصلت إلى الذروة، هذا الدور هو أعلى ما حققته من جماهيرية فى رحلتها، ليس بالضرورة الأعلى إبداعًا، لديها مثلًا فيلم (الهروب) ومسلسلا (زيزينيا) و(أرابيسك)، إلا أن النجاح الجماهيرى غير المسبوق يظل متجسدًا فى (صفصف).

العملى غير النظرى، أغلب العناصر نظريًّا تؤكد أن تجربة (جعفر العمدة) الجزء الثانى تدخل فى رهان قاسٍ غير محمود العاقبة، بينما عمليًّا من حق الكاتب والمخرج والنجم وشركة الإنتاج تقديم مشروعهم للناس، والحكم فى النهاية بعد المشاهدة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظرى والعملى فى «جعفر العمدة» النظرى والعملى فى «جعفر العمدة»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon