توقيت القاهرة المحلي 00:50:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القصري.. كلمته نزلت الأرض!

  مصر اليوم -

القصري كلمته نزلت الأرض

بقلم - طارق الشناوي

عندما نتصفح (النت) نكتشف أن لدينا أسماء فرضت نفسها بقوة عبر (السوشيال ميديا)، لم يحتلوا أبدًا المركز الأول على (التترات)، ولا كانوا هم أصحاب المساحة الأكبر دراميًا، إلا أنهم صاروا مع الزمن الأكثر حضورًا، مما يفرض علينا دراسة اجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية وفنية، لنقف على السبب العميق وراء احتلالهم فى حياتنا تلك المكانة الاستثنائية.

للزمن الكلمة الفصل، نحن لا نملك أن نحدد حقيقة من يعيش بعد الموت، ومن يموت وهو حى يرزق، إنه قانون الانتقاء الطبيعى، الذى امتد هذه المرة إلى الشاطئ الآخر ليختار من يريدهم أن يواصلوا بيننا الحياة، ويعيدهم بعد الرحيل إلى شاطئنا.

لم تعد شبكات التواصل الاجتماعى حكرًا على من لحقوا بها وعاشوا تفاصيلها، سواء سعدوا بها أو اكتووا بنيرانها، صارت الأداة الأكثر تأثيرا وحضورا فى كل تفاصيلنا، كلنا نعيش تحت مرماها.

تم استدعاء عبر «اليوتيوب» العديد من رجال السياسة والفن، الذين غادروا الحياة قبل عقود طويلة من الزمان، نراهم يتواصلون معنا افتراضيا، ويشاركوننا بالرأى الصريح فى كل مناحى الحياة، يدلون بدلوهم فى جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، إلى عودة مو صلاح للمنتخب القومى، إلى فستان روبى، وهتاف مدحت شلبى (مالحقناش نشوف حاجة)، إلى طلاق نيللى كريم.

دائما، هناك تعليق ما منسوب إلى إسماعيل يس وعبد الفتاح القصرى وزينات صدقى وعادل أدهم وتوفيق الدقن وزكى رستم، وغيرهم من أصحاب البصمة الخاصة، كما أن للجيل الحالى حضورهم، مثل على ربيع وعمرو عبد الجليل، وأيضا مثل الراحلين محمد شرف وطلعت زكريا لهما مساحة معتبرة، ولا تنسى أيضا جمال عبد الناصر وأنور السادات والملك فاروق، بآراء يعتد بها، كما تم استنساخ شخصيتى «سى السيد» و«الست أمينة» من ثلاثية نجيب محفوظ، لنجد أمامنا يحيى شاهين وآمال زايد، اللذين جسدا الشخصيتين فى الستينيات، ليقدم كل منهما إطلالته من حى الحسين على هذا الزمن.

تستطيع أن تقول إن الإنسان قبل تلك الشبكات غير الإنسان بعدها.

الزمن لا يعترف سوى بالتواصل عبر كل المستجدات التى يطرحها العصر، موجات الإذاعة اللاسلكية بدأت فى الحرب العالمية الأولى، ولعبت دورا محوريا فى الحرب الثانية، وكانت خطب الزعماء يتم تناقلها عبر أثير الإذاعة، مثل القنابل التى تلقيها الطائرات، مصر مثلًا أعلنت ثورتها فى 23 يوليو عام 1952، وبعدها تأميم القناة عن طريق الإذاعة، وهو ما فعلته أيضًا سوريا عند إعلان الجمهورية، كانوا يتندرون بسبب تعدد الانقلابات العسكرية هناك، أن الضابط السورى الذى يصحو مبكرًا ويحتل إذاعة دمشق يستطيع إقامة ثورة.

شبكات التواصل الاجتماعى لعبت دورًا أهم، لأنها خرجت عن سيطرة الدول، وهذا يشكل وجهًا إيجابيًا للحياة، حتى لو حملت أحيانًا لغة التخاطب قدرًا لا ينكر من التجاوز.

تُغير أدوات التواصل فى أسلوب تعامل البشر، وعبر كل حقبة زمنية، ولكن الجديد هو أننا قررنا اعتبار الماضى جزءا حميما من الحاضر، ووجهنا دعوة لعدد من رموزه، فصاروا عبر تلك الشبكات يتنفسون ويرزقون ويتفاعلون وينفعلون ويسخرون منا وعلينا.

هل يعلم عبد الفتاح القصرى، الذى لم يأت اسمه أبدًا متصدرًا (التترات) أنه قد صار الآن نجم (الشباك الأول)، متصدرًا الجميع على «الفيس»، عاش القصرى آخر أيامه فى الدنيا مصابًا بـ(ألزهايمر)، قبل أن نطلق عليه هذا الاسم، فقد القصرى بصره على خشبة المسرح، والممرضة التى أحبها وتزوجها أجبرته على الطلاق حتى تتزوج من الشاب الذى تبناه واعتبره بمثابة ابنه، وشهد القصرى مرغمًا على عقد الزواج، وترك شقته ليقيم فى (البدروم) يتسول سيجارة من المارة، غير مدرك أنه عبد الفتاح القصرى (إللى كلمته مابتنزلش الأرض أبدًا)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصري كلمته نزلت الأرض القصري كلمته نزلت الأرض



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:10 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدوك يحذر من حرب أهلية في السودان
  مصر اليوم - حمدوك يحذر من حرب أهلية في السودان

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي
  مصر اليوم - الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon