توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا بعد أن تهدأ النيران؟

  مصر اليوم -

ماذا بعد أن تهدأ النيران

بقلم - طارق الشناوي

هل تعلمنا الدرس، أم سنتعلم، أم كأن شيئًا لم يكن؟

التجربة أثبتت أننا نمتلك ذاكرة الأسماك، وسوف نستعيد تلك المواقف مجددًا مع اختلاف الأسماء، فى معارك قادمة نبدد فيها الوقت، ولا نحصد سوى التراشق بالكلمات، التى لها مذاق اللكمات.

استراتيجيًا هناك تباين شديد بين اتجاهين متناقضين، شكلا توجه المجتمع، ولايزالان يرسمان ملامحنا أمام العالم، صوت يعلو كلما وجد الفرصة مواتية من أجل أن يعيدنا مئات السنين للخلف دُر، يهتف فى أعماقه (الإسلام هو الحل)، الشعار الذى استطاع من خلاله هذا الفصيل أن يقفز إلى السلطة فى أعقاب ثورة 25 يناير، قبل أن تطيح به الإرادة الشعبية، عندما تكشفت أمام الرأى العام كل الحقائق، لايزال لديهم بقايا وجود، تلمحهم وهم يرسلون لنا بين الحين والآخر رسالة، نعم هم الآن يفضلون الانتظار حتى يلمحوا توقيت ما يبثون فيه رسائلهم، يتحدثون عن قشور الإسلام، وليس روح الإسلام، معتقدين أن أفكارهم، التى تخاصم المنطق والزمن وصحيح الدين، من الممكن أن تخدع رجل الشارع، هكذا مثلًا مع كل عيد للأقباط تجد من يردد: شجرة الكريسماس حرام، وبابا نويل حرام، وعليك أن تحرق شجرة الكريسماس، وأن تأخذ هداياك فقط من بابا مصطفى، تهنئة زوجتك لو كانت مسيحية حرام، ولكن قطعًا من حقك أن تستمع بها كامرأة حلال لك فى كل وقت، وأن تنجب منها أطفالًا حلال عليك، ولكن أن تقول لها كل سنة وأنت طيبة فى عيدها، فهى واحدة من الكبائر التى لا تُغتفر، حلال عليك أيضًا أن تتزوج عليها ثلاث نساء، وأيضًا أن تفكر فى أى عدد ممن نُطلق عليهن (ما ملكت أيمانكم)، يداعبون الجمهور برشاوى جنسية من أجل اجتذابهم، وهكذا ضاقت عقولهم عن استيعاب عظمة الدين، وصارت مداعبة الغريزة هى الهدف. هؤلاء لايزالون بيننا ينشرون أفكارهم وتُفتح لهم أيضًا نوافذ إعلامية يبثون فيها كل ما يمكن أو ما لا يمكن تصوره من خزعبلات، يعتمدون على عدد من مقدمى البرامج، الذين يقفون على نفس الشاطئ، يلعبون على إيقاع أن الحل هو فى العودة إلى التزمت، وأن العالم صار غابة من الإباحية، وإذا لم نغلق دونهم أبوابنا سيقتحموننا لا محالة، من عتبة الباب أو فتحة الشباك، وليس أمامنا إلا أن نبنى عشرات من الحواجز، فهذه هى حروب الجيل الرابع، الخوف من الآخر هو فقط العنوان لكل شىء، رغم أن التجربة العملية أثبتت أنك كلما كنت قويًا من الداخل لن يستطيع الآخر اقتحامك، ستصبح عصيًا على الغزو، لو امتلكت القوة الداخلية، الإعلام الذى يناقش كل القضايا ومن مختلف وجهات النظر، والفن والدراما التى تُسقط تمامًا حواجز الممنوع إلى غير رجعة هى أهم أسلحة الدفاع عن الهوية الثقافية.

لن يستطيع أى عمل فنى اختراق وجدانك، عندما تمتلك زمام المبادرة ونناقش كل قضايانا بعقل مفتوح، ما نراه الآن خطر يُطل علينا، لن تفلح معه على الإطلاق الأبواب المغلقة، ولكن نزع أوراق السوليفان عن كل قضايانا، وساعتها فقط سننتصر فى أى معركة قادمة، (أصحاب ولا أعز) ليس هو أبدًا العمل الفنى الذى يغير العقل والوجدان، هشاشة البنيان هى مكمن الخطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد أن تهدأ النيران ماذا بعد أن تهدأ النيران



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon