توقيت القاهرة المحلي 05:51:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النقاد يقتلون النقاد!!

  مصر اليوم -

النقاد يقتلون النقاد

بقلم - طارق الشناوي

أكثر ظلم يتعرض له النقاد هو من زملائهم النقاد، التجاهل هو أقصى وأقسى أنواع الظلم، حتى إذا تذكر ناقد زميلًا، غالبا ما يستبدل القلم بخنجر لينال منه.

لدى وقائع متعددة لخناقات النقاد ومعاركهم الخائبة، وأحقادهم الشريرة، بينما قضاياهم الملحة وأحلامهم المجهضة دائما غائبة.

هيئة الأفلام السعودية من خلال رئيسها التنفيذى، السينمائى والشاعر عبدالله العياف قررت رفع الظلم عنهم، والناقد العزيز محمد الظاهرى، لا يترك مناسبة ومنها مهرجان الأفلام السعودية إلا ويسعى لتقديم ندوات عن النقد وهموم النقاد، هذا الملتقى هو الخامس من نوعه الذي تقيمه الهيئة، ويتناول قضية محورية قراءة الشريط السينمائى خارج الإطار.

وهذا التعبير (خارج الإطار) تحديدا يكمن فيه سر وسحر الفن، وليس فقط السينما، حتى تقرأ النص الأدبى شعرا أو نثرا، عليك أن تطل من خلال ظلال الكلمات، وليس منطوق الكلمات، وكلما أوغلت أكثر تكتشف الجمال أكثر وأكثر، وتلك هي المتعة الحقيقية في أي عمل أدبى أو فنى، إطار اللوحة في فن التصوير لا يعنى أن تضيق نظرتك على تلك المساحة، بل ترى ما هو أبعد، وعينك تصل أيضا إلى ما هو أعمق، والفارق بين فنان وآخر هو في ضبط هذا الهامش بين المحكى والمسكوت عنه، وكيف تقدم للمتلقى مفاتيح قراءة هذا الهامش المقنن.

السينما بطبيعة تكوينها التفاعلى مع كل الفنون التي سبقتها، موسيقى ودراما وأدب ورسم ونحت وعمارة ومسرح، أسفرت عن حالة خاصة أشد تعقيدًا، وهى تتطلب من الناقد دائما القدرة على قراءة ما وراء (الكادر).

المتلقى للشريط السينمائى حتى تكتمل متعته، عليه أيضا أن يقرأ الفيلم على هذا النحو مثلا (الكيت كات) داود عبدالسيد وبطولة محمود عبدالعزيز، لو شاهدته فقط برؤية مباشرة، تتابع الشيخ حسنى باعتباره رجلا ضريرا خفيف الظل يعشق الحياة والنساء ويركب الموتوسيكل ويتعاطى الحشيش، ستضحك طوال ساعتين زمن عرض الشريط، لو قررت أن تطل بعيدا عما يعلنه الشريط مباشرة ستجد أن القهقهة زاد معدلها وفى نفس الوقت المتعة العقلية والوجدانية اشتعلت وتوهجت أكثر، فهو يتناول العجز بمعناه المطلق وكل منا يعانى من عجز ما، وتقرأ خارج (الإطار) رسالة لتحدى العجز.

أحسنت إدارة الملتقى باختيار المخرج يسرى نصرالله للتكريم في الافتتاح وعرض فيلمه (صبيان وبنات)، ليس فقط لأنه بدأ حياته المهنية في نهاية السبعينيات بممارسة الكتابة النقدية في الجريدة الأشهر لبنانيا (السفير)، وذلك قبل أن يكتشف أن البوصلة توجهه إلى الإخراج.

الأهم بالنسبة لى أنه يعلم بالضبط ما هو دور الناقد، كما أنه يمتلك مرونة في استقبال كل الآراء، أيضا عين الناقد لم تغب أبدا عن رؤيته لكل التفاصيل، بعد أن أصبح مخرجا مرموقا، قد يستخدم- بل كثيرا ما يستخدم- سلاح السخرية في التعبير عن موقفه حتى الذاتى منها، مثلما كتب قبل بضع سنوات عندما وجد نفسه خارج الخريطة الفنية، أنه يجيد الطبخ وسوف يغير مهنته ويقدم برنامجا يحكى عن أصول إعداد محشى ورق العنب بشوربة العكاوى.

النقاد ظلموا أنفسهم هذه حقيقة- راجع الأرشيف- لن تجد أن النقاد قدموا مثلا دراسات عن أساليب النقد المختلفة وتحليل عميق للأساتذة الكبار الذين سبقونا.

قدمنا مئات من الكتب والدراسات عن المخرجين والكتاب والنجوم ومديرى التصوير وواضعى الموسيقى التصويرية وغيرهم، أين النقاد من كل ذلك؟ (ولا الهوا)، أخطأنا كثيرا في حق أنفسنا، وأتصور أن هيئة الأفلام بتلك الإطلالة والحفاوة بالنقد والنقاد تحاول رفع الظلم عن أهل المهنة.

أتمنى أن تتوقف الأصوات الغاضبة والمتشنجة بين النقاد والنقاد، (دقيقة سكوت لله)، وتلك حكاية أخرى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقاد يقتلون النقاد النقاد يقتلون النقاد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon