توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إننى أعطيت ما استبقيت شيئا!

  مصر اليوم -

إننى أعطيت ما استبقيت شيئا

بقلم - طارق الشناوي

فى الأسابيع الأخيرة، كثيرًا ما قرأنا عن اعتزال عدد من الفنانين، يأخذ الخبر مساحة من الاهتمام قبل أن يتم التواصل مع (المعتزل) لينفى تماما صحة الشائعة.

أكثر فنان لاحقته فى السنوات الأخيرة ولا تزال شائعات الاعتزال هو عادل إمام.. غاب عادل عن الدراما عامين، وسوف يغيب أيضا عن دراما رمضان العام القادم، ولكنه لم يعتزل رسميًا، أعتبرها استراحة محارب.. قد تطول. لا أتصور أن عادل سوف يخرج على الناس بخطاب اعتزال، وكل ما كان ينشر عن فيلم العودة (الواد وأبوه)، توقف تماما.. ولكن الاعتزال الرسمى وبختم النسر لا أتصوره واردًا عند عادل ولا فى عالمنا العربى إلا فى القليل النادر، مثل فنان الكاريكاتير الراحل حجازى، الذى أطلقوا عليه (سيد درويش الكاريكاتير)، قرر عندما بلغ الخمسين أن ينهى علاقته بالرسم، وسلّم مفتاح شقته الإيجار فى حى المنيل لصاحب العمارة وعاد إلى طنطا قائلا: (إننى أعطيت ما استبقيت شيئا)، وعاش بعدها نحو ربع قرن فى رحاب السيد البدوى، وكان عزوفًا عن الإعلام قبل وبعد الاعتزال.

كانت رسوم حجازى ولا تزال تملك سحرًا وسرًا خاصًا، ورغم ذلك قرر أن يكتفى بهذا القدر، رغم أنه كان يقف على القمة، وأظنه كان يستشعر نجاحه مع كل كاريكاتير يقدمه للناس على صفحات مجلة (صباح الخير).

نتعامل وفق قانون تستطيع أن تحدد وعلى وجه الدقة معدلات الصعود والهبوط، كل شىء فى (الميديا) من الممكن إحالته إلى رقم.

النجوم قد يتعرضون لتراجع فى الوهج الجماهيرى، وأيضا فى تناقص الأجر، وفى ترتيب كتابة أسمائهم على الشاشة، مثلا جاك نيكلسون الذى يكبر عادل إمام بنحو ثلاثة أعوام، لم يعد يتصدر (التترات)، ولا هو الأعلى أجرًا بين النجوم، إلا أنه لم يلوح أبدا بورقة الاعتزال.

الاعتزال هو أصعب قرار يتخذه مبدع، خاصة وهو لا يزال يحظى بكل هذا الحب.

فى عام 1966 مثلًا بعد أن لحن رياض السنباطى قصيدة (الأطلال) لأم كلثوم، وجد أنه من المستحيل أن يقدم لحنًا أجمل، ولا أم كلثوم تستطيع أن تغنى ما هو أروع، وطلب منها أن يعلنا معًا للجمهور اعتزالهما، ورغم أن الأيام أثبتت صدق ما قاله السنباطى، حيث إنه فى نهاية القرن العشرين، وبعد رحيل العملاقين، توجت (الأطلال) بلقب (قصيدة القرن العشرين)، ولم تُقدم (الست) للجمهور ما هو أعلى من (الأطلال)، إلا أن قرار أم كلثوم كان مواصلة الغناء وحتى آخر نفس، وعندما عجزت عن الغناء فى حفل جماهيرى قبل رحليها عام 75 بعامين فقط، حرصت على تسجيل أغنية (حكم علينا الهوى) فى الأستوديو، والسنباطى أيضا لم يعتزل بعد رحيل أم كلثوم، قدم ثلاث قصائد لفيروز.. مع الأسف لم تر النور حتى الآن.. وتلك حكاية أخرى، محمد خان قال لى إنه لا يمكن أن يعتزل حتى لو ذهب للاستوديو زاحفًا.. بعد رحيله كان متعاقدًا على تنفيذ أكثر من سيناريو.

لا أحد يستطيع أن يضع نقطة النهاية للمشوار سوى الفنان نفسه، محمود المليجى مثلا يقول: (أُفضّل أن أظل جنديًّا فى الميدان على أن يقال عنى جنرال متقاعد).

ورحل المليجى فعلا داخل (لوكيشن) التصوير وهو يؤدى آخر مشاهده فى الفيلم التليفزيونى (أيوب) أمام عمر الشريف.. الاعتزال لا يليق بالكبار طالما لايزالون على موجة الجمهور!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إننى أعطيت ما استبقيت شيئا إننى أعطيت ما استبقيت شيئا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon