توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وعاد قلم الأستاذ مفيد

  مصر اليوم -

وعاد قلم الأستاذ مفيد

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

على مدى الأسابيع الماضية، كنت أفتقد حضور كاتبنا الكبير مفيد فوزى، فى إطلالته الأسبوعية المتميزة على صفحات الرأى فى (المصرى اليوم).

تعرض الأستاذ مفيد لشرخ فى كتفه اليمنى، استلزم جبيرة وعلاجًا طبيعيًا لبضعة أسابيع حال دون قدرته على الإمساك بالقلم، الأستاذ لا يزال يكتب على الورق، اقترحت عليه أن يُملى مقالته على ابنته الكاتبة الصحفية حنان مفيد، وأضفت: لديك فى كلماتك إيقاع موسيقى وبهذا سيصبح الإملاء أسهل، الإحساس بالجملة المسموعة موهبة. وضربت مثلًا بكاتبنا الكبير طه حسين الذى كان يُملى كتاباته، ثم تذكرت أن الكتابة عادة يكمن فيها سحرها وسرها، وطه حسين كانت تلك هى وسيلته، صعب أن تطلب من إنسان إعادة ضبط الموجة، من أول وجديد، ومهما بلغت الاحترافية سيظل هناك شىء ما ناقص.

فى بداية مشوارى الصحفى فى مجلة (روزاليوسف)، كان الأستاذ مفيد يكتب على صفحات شقيقتها الصغرى الشقية الشبابية المشاغبة (صباح الخير)، وكان هو الأشهر بين كل كُتاب جيله، حتى قبل أن يبدأ مشواره فى تقديم برنامج (حديث المدينة). وكالعادة كنت أقرؤه والآخرين وتعجبنى قطعًا العديد من مقالاتهم، إلا أننى لم أستوعب لماذا هو النجم؟ وهناك من يكتب بجواره بإبداع وألق، ظل الأمر بالنسبة لى سؤال بلا إجابة، وكثيرًا ما أجد نفسى أتبنى وجهة النظر التى تقف على الشاطئ الآخر، فهو شديد الحماس لعادل إمام بينما أرى أنا محمود عبد العزيز وأحمد زكى، هو منحاز لفاتن حمامة وأنا سعاد حسنى، قناعته أن الإخراج يساوى حسين كمال وأنا أطل بإعجاب على سينما داود وخان وبشارة والطيب، هو يقول (الله يا فيروز) وأنا أقول (الله يا ست).

وتحول الخلاف الفنى مع التكرار إلى حالة من الرفض لما يكتبه، ورغم ذلك لم أكف عن قراءته، مع الزمن بدأت أستوعب أن تباين وجهات النظر ممكن ووارد وصحى جدًا (لو لم نجده عليها لاخترعناه)، استيعابى للرأى الآخر بقدر من التفهم استغرق وقتًا، ولكن ليس هذا هو المهم فى تقييمى للأستاذ مفيد، إنه سر آخر يكمن فى (كاريزما) الكاتب، كما أن هناك (كاريزما) لشخصيات تسرق انتباهك من أول طلة، سواء أكان مطربًا أو ممثلًا، هناك أيضًا (كاريزما) الكلمة المكتوبة، وهو ما يضع الأستاذ مفيد فى مكانة استثنائية، ليس مهمًا أن أعجب بالرأى، ولكن بأسلوب التعبير عن الرأى، أقرؤه أو أستمع إليه أو أشاهده أكتشف أنه صاحب بصمة خاصة فى كل التفاصيل، أختلف معه للصبح، ولكن لا يمكن سوى أن أبحث عن مقاله، وأفكر فيما هو أبعد من موافقتى أو رفضى، كيف عبر عن فكرته بكل هذا الوضوح وتلك السهولة وبكل هذا التكثيف. كل من حاولوا استنساخه ضاعوا فى نصف الطريق، وتجاوزهم الزمن.

لم ينفصل عن الحياة الفنية والثقافية، متابع جيد، لا أزال أراه فى كواليس المهرجانات، لم يفقد أبدًا روح الشغف، وكأنه فى سنة أولى صحافة، لم يتعال على القراءة، لا يزال يستقبل الكثير ويرسل القليل، وتلك هى اللمحة الغائبة، المفردات تتغير ظلالها، ومفيد فوزى يلاحقها، ربما يستهجنها ولكنه ينصت إليها بإمعان، إنها (الكاريزما) التى تسكن كلماته، وأبدا لا تشيخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعاد قلم الأستاذ مفيد وعاد قلم الأستاذ مفيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon