توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وعاد قلم الأستاذ مفيد

  مصر اليوم -

وعاد قلم الأستاذ مفيد

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

على مدى الأسابيع الماضية، كنت أفتقد حضور كاتبنا الكبير مفيد فوزى، فى إطلالته الأسبوعية المتميزة على صفحات الرأى فى (المصرى اليوم).

تعرض الأستاذ مفيد لشرخ فى كتفه اليمنى، استلزم جبيرة وعلاجًا طبيعيًا لبضعة أسابيع حال دون قدرته على الإمساك بالقلم، الأستاذ لا يزال يكتب على الورق، اقترحت عليه أن يُملى مقالته على ابنته الكاتبة الصحفية حنان مفيد، وأضفت: لديك فى كلماتك إيقاع موسيقى وبهذا سيصبح الإملاء أسهل، الإحساس بالجملة المسموعة موهبة. وضربت مثلًا بكاتبنا الكبير طه حسين الذى كان يُملى كتاباته، ثم تذكرت أن الكتابة عادة يكمن فيها سحرها وسرها، وطه حسين كانت تلك هى وسيلته، صعب أن تطلب من إنسان إعادة ضبط الموجة، من أول وجديد، ومهما بلغت الاحترافية سيظل هناك شىء ما ناقص.

فى بداية مشوارى الصحفى فى مجلة (روزاليوسف)، كان الأستاذ مفيد يكتب على صفحات شقيقتها الصغرى الشقية الشبابية المشاغبة (صباح الخير)، وكان هو الأشهر بين كل كُتاب جيله، حتى قبل أن يبدأ مشواره فى تقديم برنامج (حديث المدينة). وكالعادة كنت أقرؤه والآخرين وتعجبنى قطعًا العديد من مقالاتهم، إلا أننى لم أستوعب لماذا هو النجم؟ وهناك من يكتب بجواره بإبداع وألق، ظل الأمر بالنسبة لى سؤال بلا إجابة، وكثيرًا ما أجد نفسى أتبنى وجهة النظر التى تقف على الشاطئ الآخر، فهو شديد الحماس لعادل إمام بينما أرى أنا محمود عبد العزيز وأحمد زكى، هو منحاز لفاتن حمامة وأنا سعاد حسنى، قناعته أن الإخراج يساوى حسين كمال وأنا أطل بإعجاب على سينما داود وخان وبشارة والطيب، هو يقول (الله يا فيروز) وأنا أقول (الله يا ست).

وتحول الخلاف الفنى مع التكرار إلى حالة من الرفض لما يكتبه، ورغم ذلك لم أكف عن قراءته، مع الزمن بدأت أستوعب أن تباين وجهات النظر ممكن ووارد وصحى جدًا (لو لم نجده عليها لاخترعناه)، استيعابى للرأى الآخر بقدر من التفهم استغرق وقتًا، ولكن ليس هذا هو المهم فى تقييمى للأستاذ مفيد، إنه سر آخر يكمن فى (كاريزما) الكاتب، كما أن هناك (كاريزما) لشخصيات تسرق انتباهك من أول طلة، سواء أكان مطربًا أو ممثلًا، هناك أيضًا (كاريزما) الكلمة المكتوبة، وهو ما يضع الأستاذ مفيد فى مكانة استثنائية، ليس مهمًا أن أعجب بالرأى، ولكن بأسلوب التعبير عن الرأى، أقرؤه أو أستمع إليه أو أشاهده أكتشف أنه صاحب بصمة خاصة فى كل التفاصيل، أختلف معه للصبح، ولكن لا يمكن سوى أن أبحث عن مقاله، وأفكر فيما هو أبعد من موافقتى أو رفضى، كيف عبر عن فكرته بكل هذا الوضوح وتلك السهولة وبكل هذا التكثيف. كل من حاولوا استنساخه ضاعوا فى نصف الطريق، وتجاوزهم الزمن.

لم ينفصل عن الحياة الفنية والثقافية، متابع جيد، لا أزال أراه فى كواليس المهرجانات، لم يفقد أبدًا روح الشغف، وكأنه فى سنة أولى صحافة، لم يتعال على القراءة، لا يزال يستقبل الكثير ويرسل القليل، وتلك هى اللمحة الغائبة، المفردات تتغير ظلالها، ومفيد فوزى يلاحقها، ربما يستهجنها ولكنه ينصت إليها بإمعان، إنها (الكاريزما) التى تسكن كلماته، وأبدا لا تشيخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعاد قلم الأستاذ مفيد وعاد قلم الأستاذ مفيد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon