توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

  مصر اليوم -

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

بقلم -طارق الشناوي

في النسخة الثانية لمهرجان «البحر الأحمر» أقول على عكس الفيلسوف العربي محمد بن عبد الجبار النفري المعروف بتلك الحكمة «كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة»، أنا أرى هذه المرة أن العبارة اتسعت أكثر وأكثر، وتعددت أيضاً زوايا قراءتها، وازداد الطموح، واحتل المهرجان الوليد مكانة مميزة على الخريطة في العالم، بفضل تلك الكوادر المنظمة للفعاليات والتي تحركت وفق خطة طموح، لا تكتفي بالممكن، ولكنها تعانق المستحيل.

ما سر المهرجان؟ كان وسيظل الجمهور، المتطلع دوماً للجمال الفني، في الفعاليات والعروض والندوات، لتؤكد أن العصمة بيد الناس، وأن المملكة عندما تشرع في زيادة هامش المسموح، فإنها تلبي نداءً كامناً في الضمير الجمعي، للمواطن السعودي، الذي يتوق بطبيعة تكوينه للتعاطي مع مختلف الفنون. عندما سقطت الحواجز الوهمية التي كان هناك من يعتبرها عصية على مجرد المناقشة، ظهرت الحقيقة جلية، ولم يعد هناك من يزايد على أحد.

إنها أواني مستطرقة تفرض قانونها، ارتفاع منسوب الحرية في جهة يفرض زيادته في الأخرى، ومن يتقاعس عن القراءة الصحيحة لمفردات الحياة، سيجد نفسه وقد صار خارج رقعة الحياة.

لا أعزل المهرجان أبداً عن التوجه العام في المملكة العربية السعودية، والطموح الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبات يتوجه إلى فتح أبواب الثقافة والفن والترفيه أمام الشعب من أبناء الوطن أو المقيمين على أرضه.

لا أفصل مهرجان «البحر الأحمر» عن «التيمة» النغمة الرئيسية التي تحرك كل تلك المنظومة بمختلف تنويعاتها، وهكذا يقود وزارة الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وهيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، لتلبية احتياج الجمهور لنسمات هواء الإبداع.

عندما تذهب إلى دور العرض بمدينة جدة، تلمس إلى أي مدى جاءت أفلام المهرجان على موجة الناس، أول خبر تقرأه في كبرى المهرجانات العالمية مثل «كان» و«برلين» و«فينيسيا» هو أرقام بيع التذاكر، وفي كل دول العالم يتهافت الجمهور على النجوم، وهو ما حرص «البحر الأحمر» على تحقيقه، ولم يكتف فقط بنجوم حفل الافتتاح، يومياً هناك اسم جديد تلتف حوله الناس، ويعقب حضوره ندوة بطلها الجمهور.

لن تنتهي فعاليات المهرجان مساء الخميس المقبل بحفل الختام وتوزيع الجوائز، ولكنها سوف تستمر في الوجدان تعبر عن رغبة حقيقية لمزيد من التفاعل بين الشاشات والناس.

كثير ما كان هذا السؤال يثار مع مطلع الألفية الثالثة، في العديد من دول الخليج، مع انطلاق مهرجانات عالمية بحجم «دبي» و«أبوظبي» و«الدوحة»، من يسبق من، الفيلم أم المهرجان؟ على طريقة البيضة أم الفرخة.

على أرض الواقع أثبتت الحقيقة أنه لا تعارض بين البيضة والفرخة، عندما يصبح هناك توازٍ، الأفلام التي تحمل الجنسية السعودية صارت تشارك في مهرجانات خارج الحدود، وهذا العام وللمرة الثانية تتسابق على جائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي بفيلم «أغنية الغراب».

العلم السعودي يرفرف في مختلف المهرجانات العالمية، كما أن السينما السعودية تتصدر المشهد في الكثير من المهرجانات العربية مثل «القاهرة» و«قرطاج»، وأيضاً «مالمو» في السويد المتخصص في السينما العربية.

في مهرجان «البحر الأحمر» لا يقتصر الأمر فقط على دعم السينما السعودية ولا حتى الخليجية، ولكن التوجه العربي له مساحته المعتبرة وفي كل التفاصيل.

هناك من يتحفظ ويسأل أين الخط الأحمر؟ الإجابة تجدها في التصنيف العمري، الذي ألغى سلاح المنع والمصادرة، وصارت الناس هي التي تملك حق الاختيار.

الإمكانيات المادية تلعب دوراً رئيسياً وهاماً، إلا أن الأهم كيف تدير البوصلة للاتجاه الصحيح، والقائمون على المهرجان برئاسة المنتج محمد التركي، نجحوا بامتياز في تحقيق هذا التوجه، فهو مهرجان من الناس وإلى الناس، تتسع فيه الرؤية ولا تضيق فيه أبداً العبارة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر «البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon