بقلم : طارق الشناوي
تصريح المخرج رامى إمام جاء مطمئنًا جدًّا لكل عشاق عادل إمام عندما أشار إلى أنه يتابع كل تفاصيل الحياة، وصحته زى الفل.. عادل كان ولا يزال فى الضمير الجمعى العربى (الزعيم).
قبل نحو عام، حصل عادل إمام على تكريم جائزة «جوى أورد» من رئيس هيئة الترفيه المستشار تركى آل الشيخ.. منطوق الجائزة التى تمنح مرة واحدة (زعيم الفن العربى)، ولهذا فهى تليق فقط بعادل إمام.
استمعنا وقتها إلى صوت عادل، وشعرنا باطمئنان. وفى كلمته قال رامى وهو يتسلم جائزة تكريم والده: «إن عادل حاليًّا يستمتع بحياته مع أحفاده»، تلك الجملة تعنى أنه سوف يكتفى فنيًّا بما قدمه لنا. رصيد عادل من النجاح الجماهيرى لا يمكن مقارنته بأحد.. إلا أن رامى صرح مجددًا قبل أيام بأن عادل من الممكن أن يعود للساحة لو وجد ما يستحق. يجب ملاحظة أن عادل غائب ١٥ عامًا عن السينما، ونحو ٤ سنوات عن التليفزيون، والعودة التى كان يقصدها رامى السينما.
هل كلمة رامى تعنى أننا سنرى قريبًا عادل فى الاستوديو؟ فى سياقها العام ترمى إلى ما هو أبعد، لكى يطمئن جمهور عادل على صحته الجسدية والنفسية، وهكذا أجاب عن السؤال الذى يتردد غالبًا وهو العودة، فلم يغلق الباب نهائيًا، بل (واربه)، وأضاف «لو وجد عملًا يستحق».
طبعًا عادل إمام على رأس قائمة كل شركات الإنتاج، بمجرد أن يستشعروا أن لديه رغبة، الأهم أن دائرة أسرة قادرة على تحقيق أفضل عودة لعادل.
شقيقه عصام منتج كبير وابنه رامى مخرج مرموق، ومحمد نجم أثبت جماهيرية طاغية فى شباك التذاكر، ولو عدت لقراءة الأرشيف، فقط قبل نحو أقل من عامين، ستلمح فيلمًا يحمل عنوان (الواد وأبوه)، عناصره هم الرباعى (إمام)، عادل وعصام ورامى ومحمد.. ثم توقف فجأة الحديث عن الفيلم، ولم يعد أحد من العائلة يشير إليه، ذلك يعنى أن قبيلة (إمام) صرفت النظر عن المشروع..
قراءتى لكلمة رامى الأخيرة أنها تدخل فى إطار بث الاطمئنان لعشاق عادل عن صحته، بذكر دليل عملى أنه سوف يقدم فيلمًا جديدًا للجمهور، الذى لا يزال متشوقًا أن يرى عادل على الشاشة.
قراءتى الخاصة جدًّا لا تستند إلى معلومة موثقة. عادل اكتفى بهذا القدر العظيم الذى منحه مكانة أسطورية فى الضمير الجمعى العربى، يستمتع بحياته العائلية، أبًا وجدًّا. الدخول مجددًا إلى ملعب التمثيل لا يكفى لتحقيقه مجرد رغبة عادل، ولا يتكئ فقط على اشتياق لدائرة شعبية مترامية الأطراف، هذا لا يكفى أبدًا.. ما قدمه عادل من رصيد يتجدد مع الأيام عبر كل الفضائيات، ووصوله للقمة فى المجالات الأربعة: (السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون) سابقة ليس لها أى سابقة فى العالم كله!.
كتبت قبل سنوات قلائل: «عادل منحة إلهية لإسعاد كل الناطقين بالعربية». ننتظر قطعًا المزيد. عمليًّا اكتفى عادل بهذا القدر. فى أى لحظة لو أمسكتَ (الريموت كنترول) وأردت فيضًا من البهجة والسعادة والتصالح مع الحياة، ستلمح عادل إمام هنا أو هناك ليعود لك انتعاشك وإقبالك على الحياة.
أدام الله عادل إمام، ليعيش فى أمان نفسى مستمتعًا بحياته، ويتجدد بداخله وميض من الصفاء الروحى مع زوجته وأبنائه وأحفاده، ونعيش نحن مع رصيد لا ينفد من بهجة عادل إمام، التى منحها لنا عقودًا من الزمان، ولا تزال هى أندر وأنقى لحظات بهجة العرب!.