توقيت القاهرة المحلي 07:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بخيت بيومي مات مرتين

  مصر اليوم -

بخيت بيومي مات مرتين

بقلم - طارق الشناوي

عاش الشاعر الكبير بخيت بيومى طوال الألفية الثالثة، أى نحو ربع قرن، وهو يشعر أنه خارج نطاق الخدمة، أعلم أن الزمن عندما يتغير تتغير أيضا المفردات، لأن الشارع يفرض قانونا جديدا مغايرا لما ألفناه، ورغم ذلك فإن تهميش المبدعين فى سنواتهم الأخيرة أقبح عادة توارثناها، وكأن بخيت بيومى مات اليوم مرتين.

كان بخيت يشعر بالتجاهل حتى كرمته قبل بضع سنوات دار (الأوبرا) المصرية فى مهرجان الأغنية، وكتب قصيدة أنهاها بهذا المقطع قاصدا نهاية الرحلة (يالا روح بقى يا بخيت)، وكتب بعدها قصيدة عن الموت قال فيها (عشت فيها بالطول والعرض/ وأخيرا عدت إلى الأرض).

آخر مكالمة تلقيتها من بخيت قبل أسابيع قليلة، كان يسعد أن تختصر اسمه إلى (بى بى)، اللقب الذى أطلقه عليه الكاتب الصحفى نبيل عصمت، أخذ بخيت يحكى عن ذكرياته مع الموسيقار محمد الموجى، وعندما يتكلم بخيت لا تستطيع أن تضع خطوطا حمراء، وتترك له حرية الانطلاق من حكاية إلى أخرى، حتى لو كانت تلك الحكايات لا يجوز تداولها.

آخر لقاء شاهدته فيه على الشاشة قبل بضعة أشهر، عند تكريم الموسيقار محمد الموجى فى (موسم الرياض)، أتصور أن تلك هى آخر إطلالة له على الكاميرا، كان من المفترض أن يسافر لحضور الحفل فى المملكة العربية السعودية، لكن لظروفه الصحية اعتذر.

كتب أكثر من ألف فزورة للإذاعية الكبيرة آمال فهمى، تاريخيا كتب فوازير رمضان فى البداية بيرم التونسى، وبعد رحيله أكملت آمال فهمى الرحلة مع صلاح جاهين، وبعد رحيل صلاح بدأت رحلة بخيت مع سيدة الفوازير فى الإذاعة آمال فهمى، على مدى ألف فزورة، ولم يسلم الأمر بين الحين والآخر من تراشقات صحفية حدثت بينهما، لكن فى النهاية لدينا 19 عاما من الفوازير، بخيت كان قارئا جيدا يجهد نفسه كثيرا فى الفوازير، ويعود لأكثر من موسوعة حتى يعثر على الكلمة التى توحى بالحل، لكنها لا تفصح.

بخيت كان يعتبر أن أساتذته الكبار فى الشعر الغنائى مأمون الشناوى وحسين السيد وعبدالوهاب محمد، ولديه قناعة مفرطة أن الجيل الجديد من الشعراء لم يقدم الجديد، وكنت أخالفه الرأى، سأل يوما مأمون الشناوى لماذا لا تنجح أغانينا العاطفية مثل جيلكم؟.

أجابه لأنكم لم تعرفوا الحب مثلنا.

لم يتعامل كثيرا مع الكبار من المطربين والمطربات باستثناءات قليلة مثل صباح (بدوب فى هواه) ووردة (جيت فى وقتك).

والأغنية الأخيرة صاحبتها الكثير من الضربات تحت الحزام التى نالها بخيت، مثل الادعاء بأن هناك شاعر آخر هو الذى كتب الكلمات، وفى النهاية اكتشفنا أنها محاولة للابتزاز، لأن أسم وردة فى الخبر سيمنحه ذيوعا، ومن الممكن أن يحصل على مقابل للصمت، وهو ما رفضه بخيت بيومى تماما، بينما شركة الكاسيت قررت تهدئة الأمر، حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على انتشار الأغنية.

بعد أن قرأت فى الصباح الباكر على (السوشيال ميديا) أن صديقى الكاتب الصحفى أكرم السعدنى ينعى بخيت بيومى قررت أن أفتح الواتساب لأقرأ آخر رسالة بيننا، لم أجد شيئا، كتبت (البقاء لله)، جاءنى الرد الإلكترونى (الشاعر بخيت بيومى يرحب بكم) وتلك هى رسالة بخيت بيومى الأخيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بخيت بيومي مات مرتين بخيت بيومي مات مرتين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon