توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فوى» .. سينما تتكلم سينما

  مصر اليوم -

«فوى»  سينما تتكلم سينما

بقلم - طارق الشناوي

(لسه الأفلام الحلوة ممكنة)، هذا هو انطباعى الأول عن فيلم (فوى فوى فوى) للكاتب والمخرج الشاب عمر هلال، فى أول تجربة روائية طويلة، الواقعة التى استند إليها السيناريو حقيقية، شباب يريدون الهجرة خارج الحدود بعد أن أغلقت أمامهم أبواب الرزق.

مر على هذا الحادث عشرة أعوام، المؤكد أنه قبلها وبعدها يتكرر الموقف وبتنويعات متعددة وبمختلف لغات العالم، وبكل الأنماط، روائية وتسجيلية، و(سيمى دراما)، قدمت عشرات من الأفلام وحصدت أيضا جوائز عالمية، ولم تكن السينما المصرية بعيدة، وستجد أن المشترك هو الهجرة عبر الحدود إلى دولة تقع على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط، المعالجة التراجيدية للمأساة هى المسيطرة، وكثير من عناوين تلك الأفلام ستجد فيها كلمات مثل النار، حتى توصيف (حرقة) المستخدم فى المغرب العربى، لأنهم يحرقون قبل رحلة الهجرة، أوراقهم الرسمية، بينما هذه المرة فى (فوى) كانت المعالجة الكوميدية هى روح الشريط.

الفيلم لم يستسلم للحكاية، أخذ عمقها وأضاف الكثير، وهو كما عملت كل تجاربه السابقة فى إطار الإعلانات، ولهذا يقدم الإيقاع السريع والمتصاعد (كريشندو) فى تتابع اللقطات، وهو ما انعكس إيجابًا على أداء الممثلين، بتلك الهارمونية فى ضبط درجة التعبير، وهو ما يغيب عن عدد كبير من أعمالنا الدرامية، عمر هلال وكأن لديه جهاز قياس الانفعال فى الصوت والحركة، محافظًا على توافق التعبير بين الجميع.

البطل محمد فراج، حارس أمن، فى لقطة موحية تختمر الفكرة، عندما يجد أمامه حالة مشابهة، وقبلها يقرأ الخبر اشتراك فريق من المكفوفين فى بطولة العالم ونراه وهو يتلاعب بقدمه وبقدر واضح من الحرفنة، بعلبة معدنية فارغة، ليجد الطريق ممهدًا لتنفيذ الفكرة، ويحلم بالقفز خارج الحدود، الشخصيات يجمعها، فكرة الخداع، ولكنك لا تشعر تجاههم بنفور مطلق، أو إدانة مسبقة، فهم بزاوية ما مجنى عليهم.

يتألق فى الأداء بيومى فؤاد، وأمجد الحجار ولبنى ونس ومحمد عبدالعظيم ومحمد مغربى، وفنان له طلة كوميدية خاصة ومحببة طه الدسوقى والقديرة بما تملك من فيض موهبة حنان يوسف، عناصر تفوقت، التصوير والديكور، وهناك لمحات خاصة فى التعبير الموسيقى لسارى هانى، الهدوء الذى يترك مساحة لكى تضيف أنت، نسيج العمل الفنى فى كل تفاصيله، دائما ما تعثر على هذا الهامش، الذى يقدم الجملة الهامسة بعيدا عن الصراخ.

بداية من اختيار اسم فيلم (فوى) ينطبق عليه، فكرة الهمس، إنه (الغموض المحبب)، يدعوك للتفكير عن أصل الكلمة التى تبدو غريبة بالنسبة لنا، إلا أنها حميمة لدى المكفوفين، خاصة لاعبى (كرة الجرس)، التى تستبدل الأذنين لتصبحا عينين، كما أنها من خلال تردد الصوت، الذى يحدد المسافات، تتيح الفرصة للاعبين لتبادل الكرة فيما بينهم، وكلمة السر هى (فوى).

الفيلم يقدم لنا بطلا، مختلفا، البطولة السينمائية، ليست أبدا جديدة عليه، ولكن هذه هى المرة الأولى التى أشعر فيها أن محمد فراج على (التراك) المضبوط مع موجة الجمهور،
أدى الدور بخفة ظل، متكئا على تفهمه العميق للشخصية، وهو ما أسفر عن الضحك، أتصور أنه سينطلق من الفيلم كنجم شباك، نيللى كريم، أدت دور الصحفية باقتدار ولم تتوقف أمام المساحة الدرامية، ولكن العمل الفنى، هو الذى جذبها للدور، ومن أروع اللقطات لحظة اكتشافها خداع محمد فراج أثناء محاولة تقبيلها.

تعددت الإبداعات داخل الشريط، الممتع، من خلال مايسترو قاد كل الفريق، اسمه عمر هلال، فى تجربته الدرامية الأولى، ولا أتصورها إلا بداية لما هو قادم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فوى»  سينما تتكلم سينما «فوى»  سينما تتكلم سينما



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon