توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فوى» .. سينما تتكلم سينما

  مصر اليوم -

«فوى»  سينما تتكلم سينما

بقلم - طارق الشناوي

(لسه الأفلام الحلوة ممكنة)، هذا هو انطباعى الأول عن فيلم (فوى فوى فوى) للكاتب والمخرج الشاب عمر هلال، فى أول تجربة روائية طويلة، الواقعة التى استند إليها السيناريو حقيقية، شباب يريدون الهجرة خارج الحدود بعد أن أغلقت أمامهم أبواب الرزق.

مر على هذا الحادث عشرة أعوام، المؤكد أنه قبلها وبعدها يتكرر الموقف وبتنويعات متعددة وبمختلف لغات العالم، وبكل الأنماط، روائية وتسجيلية، و(سيمى دراما)، قدمت عشرات من الأفلام وحصدت أيضا جوائز عالمية، ولم تكن السينما المصرية بعيدة، وستجد أن المشترك هو الهجرة عبر الحدود إلى دولة تقع على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط، المعالجة التراجيدية للمأساة هى المسيطرة، وكثير من عناوين تلك الأفلام ستجد فيها كلمات مثل النار، حتى توصيف (حرقة) المستخدم فى المغرب العربى، لأنهم يحرقون قبل رحلة الهجرة، أوراقهم الرسمية، بينما هذه المرة فى (فوى) كانت المعالجة الكوميدية هى روح الشريط.

الفيلم لم يستسلم للحكاية، أخذ عمقها وأضاف الكثير، وهو كما عملت كل تجاربه السابقة فى إطار الإعلانات، ولهذا يقدم الإيقاع السريع والمتصاعد (كريشندو) فى تتابع اللقطات، وهو ما انعكس إيجابًا على أداء الممثلين، بتلك الهارمونية فى ضبط درجة التعبير، وهو ما يغيب عن عدد كبير من أعمالنا الدرامية، عمر هلال وكأن لديه جهاز قياس الانفعال فى الصوت والحركة، محافظًا على توافق التعبير بين الجميع.

البطل محمد فراج، حارس أمن، فى لقطة موحية تختمر الفكرة، عندما يجد أمامه حالة مشابهة، وقبلها يقرأ الخبر اشتراك فريق من المكفوفين فى بطولة العالم ونراه وهو يتلاعب بقدمه وبقدر واضح من الحرفنة، بعلبة معدنية فارغة، ليجد الطريق ممهدًا لتنفيذ الفكرة، ويحلم بالقفز خارج الحدود، الشخصيات يجمعها، فكرة الخداع، ولكنك لا تشعر تجاههم بنفور مطلق، أو إدانة مسبقة، فهم بزاوية ما مجنى عليهم.

يتألق فى الأداء بيومى فؤاد، وأمجد الحجار ولبنى ونس ومحمد عبدالعظيم ومحمد مغربى، وفنان له طلة كوميدية خاصة ومحببة طه الدسوقى والقديرة بما تملك من فيض موهبة حنان يوسف، عناصر تفوقت، التصوير والديكور، وهناك لمحات خاصة فى التعبير الموسيقى لسارى هانى، الهدوء الذى يترك مساحة لكى تضيف أنت، نسيج العمل الفنى فى كل تفاصيله، دائما ما تعثر على هذا الهامش، الذى يقدم الجملة الهامسة بعيدا عن الصراخ.

بداية من اختيار اسم فيلم (فوى) ينطبق عليه، فكرة الهمس، إنه (الغموض المحبب)، يدعوك للتفكير عن أصل الكلمة التى تبدو غريبة بالنسبة لنا، إلا أنها حميمة لدى المكفوفين، خاصة لاعبى (كرة الجرس)، التى تستبدل الأذنين لتصبحا عينين، كما أنها من خلال تردد الصوت، الذى يحدد المسافات، تتيح الفرصة للاعبين لتبادل الكرة فيما بينهم، وكلمة السر هى (فوى).

الفيلم يقدم لنا بطلا، مختلفا، البطولة السينمائية، ليست أبدا جديدة عليه، ولكن هذه هى المرة الأولى التى أشعر فيها أن محمد فراج على (التراك) المضبوط مع موجة الجمهور،
أدى الدور بخفة ظل، متكئا على تفهمه العميق للشخصية، وهو ما أسفر عن الضحك، أتصور أنه سينطلق من الفيلم كنجم شباك، نيللى كريم، أدت دور الصحفية باقتدار ولم تتوقف أمام المساحة الدرامية، ولكن العمل الفنى، هو الذى جذبها للدور، ومن أروع اللقطات لحظة اكتشافها خداع محمد فراج أثناء محاولة تقبيلها.

تعددت الإبداعات داخل الشريط، الممتع، من خلال مايسترو قاد كل الفريق، اسمه عمر هلال، فى تجربته الدرامية الأولى، ولا أتصورها إلا بداية لما هو قادم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فوى»  سينما تتكلم سينما «فوى»  سينما تتكلم سينما



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon