توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حضور «غزة» فى «برلين»

  مصر اليوم -

حضور «غزة» فى «برلين»

بقلم - طارق الشناوي

المهرجانات الفنية، التى ألغينا منذ 7 أكتوبر الماضى عددا كبيرا منها بحجة التعاطف مع ضحايا غزة، أثبتت المهرجانات العالمية وآخرها (برلين) الذى أنهى فعالياته قبل 48 ساعة، أنها على العكس تماما، فمن الممكن أن تتحول إلى أسلحة للمقاومة لكى يسمع العالم أصواتنا ويرى وجوهنا.

كانت مصر هى أول دولة عربية تلغى مهرجان الموسيقى العربية، وبعدها بأيام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، رافعة شعار التضامن مع فلسطين، بإيقاف كل الأنشطة.. بعدها وجدنا أكثر من دولة عربية تحذو حذونا.. فى تونس، ألغت وزارة الثقافة فى اللحظات الأخيرة مهرجان (قرطاج)، وفى الجزائر(عنابة)، واستمرت سلسلة عدوى الإلغاءات.

كنت من الأصوات القليلة التى رفضت تلك الحالة من الانصياع وراء اعتبار أن إقامة المهرجان فعل مشين.. العكس تماما هو الصحيح؛ لأنها فرصة للتعبير عن الموقف، ومع الأسف، حتى المهرجان الوحيد (الجونة) الذى أقيم فى ظل مذبحة غزة، كانت قياداته، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذى الصديق عمرو منسى، يبدون جميعًا وكأن على رأسهم بطحة يحاولون إخفاءها.. قطعًا أنا ضد المظاهر الاحتفالية، ولكن كان ينبغى ألا يؤثر ذلك بالسلب على باقى الفعاليات، فما المعنى مثلا من أن تلغى الكاميرات المصاحبة للافتتاح والختام لنقل مشاعر الضيوف؟، كما أنهم قرروا تغيير لون السجادة من أحمر إلى رملى. القائمون على (الجونة) كانوا يريدون فى كل لحظة التأكيد على أنهم أبدا لا يقيمون مهرجانًا!.

شاهدنا قبل 48 ساعة كيف بعد إعلان جوائز (الفيبرسى) النقاد العالميين فى مهرجان (برلين) سيطرت غزة على المشهد، ثم فى حفل الختام أعلنت المخرجة الحاصلة على (الدب الذهبى) السنغالية الأصل ماتى ديوب تضامنها مع فلسطين، بينما جمهور المهرجان وأغلبه من الألمان منح صوته للفيلم الفلسطينى (لا أرض أخرى) الذى عرض فى قسم (البانوراما).. ناهيك عما حدث أثناء حفلى الافتتاح والختام من إعلان التعاطف والمطالبة بإيقاف نزيف الدماء وقتل الأطفال. المشكلة فى مصر، والتى من الممكن أن تلمحها فى مظاهر متعددة، أننا لا نجيد فن التعامل مع إدارة الأزمة.. أول درس هو التوقف عن رفع سلاح الإلغاء أو الانسحاب من مهرجانات وزارة الثقافة.. بينما القرار التونسى بإلغاء (قرطاج) سمح كحد أدنى للمعارضة من قبل الاتحادات الفنية هناك بشجب القرار، بل أكثر من ذلك، فتحوا الباب لأصوات خارج تونس، وكاتب هذه السطور وقعا على وثيقة رفض قرار إلغاء (قرطاج). كثيرًا ما ذكرنا أن أم كلثوم لم تتوقف عن الغناء العاطفى بعد هزيمة 67، وأنها غيّرت المؤشر، ووجهت حصيلة الحفلات للقوات المسلحة، وأن تعليمات جمال عبدالناصر للتليفزيون والإذاعة تحديدا فى رمضان هى أن يقدموا أعمالا كوميدية للجمهور، وهكذا تم تكليف الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب بكتابة مسلسل (شنبو فى المصيدة) لفؤاد المهندس وشويكار، حتى يوسف بك وهبى عميد التراجيديا قدم الكوميديا. الضحك فى عز المأساة يزيد من المقاومة، وهو وسيلة لإعلان قدرتنا على تجاوز جراح الهزيمة، الحفلات الغنائية والموسيقية والاستعراضات التى تقدمها فرقتا رضا والقومية وأيضا مونولوجات محمود شكوكو وسيد الملاح ولبلبة كانت تقدم باستمرار للجنود على الجبهة.

لا أدرى من الذى قرر فجأة بعد أحداث غزة أن على الوطن أن يتشح بالسواد.. وأى محاولة للاعتراض أو حتى للمطالبة بتقنين الجرعة، تقابل بقدر مفرط من العنف، وكأن من يدعو إلى ذلك عديم الروح الوطنية بل والإنسانية!.

المهرجانات فرصة للتعبير عن الرأى، لو أحسنّا استغلالها.. فى (برلين) رأينا لأول مرة صوتا عاليا مؤيدا لفلسطين، رافضًا مذابح غزة، ومطالبًا الضمير العالمى بالتحرك.. هل وصلت الرسالة؟.. أتمنى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضور «غزة» فى «برلين» حضور «غزة» فى «برلين»



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon