توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا»؟.. الليلة الأخيرة فى حياة (العندليب)

  مصر اليوم -

لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا» الليلة الأخيرة فى حياة العندليب

بقلم - طارق الشناوي

لا يزال عبدالحليم وأغانيه وأفلامه وسيرته تحتل المساحة الأكبر فى (الميديا)، وهو بين عدد قليل جدا نحتفل بهم مرتين سنويا فى (الميلاد) و(الرحيل)، دائما هناك شغف بكل تفاصيل حياته.

فى جلسة خاصة جمعتنى مع المخرج الجزائرى المعروف أحمد راشدى فى إحدى ليالى مهرجان (وهران) بالجزائر قبل نحو عشر سنوات، حكى لى تفاصيل الليلة الأخيرة التى كان شاهدا عليها، ليلة 29 مارس، مات عبدالحليم صباح اليوم التالى مباشرة 30 مارس 1977، لم يشأ أحمد راشدى من قبل أن يروى للإعلام أو للصحافة عن تلك الليلة.

فلقد ارتبط راشدى مع عبدالحليم فى منتصف السبعينيات، بعد أن وقع اختيار عبدالحليم حافظ عليه لإخراج قصة (لا) للكاتب الكبير مصطفى أمين، كان مصطفى يكتب هذه القصة وهو لا يزال فى السجن وكان حلقة الوصل بين عبدالحليم ومصطفى أمين الكاتب اللبنانى سعيد فريحة، الذى كان يزوره فى السجن بحكم اقترابه من رجال الحكم فى مصر فى تلك السنوات، حاول فريحة أن يحصل من عبدالناصر على وعد بإطلاق سراح مصطفى ولكنه وجد الباب موصدا، أيقن أن مجرد طرق الباب، ربما يؤدى إلى قطع علاقته مع عبدالناصر فتوقف عن المحاولة.

كان فريحة يحصل من مصطفى أمين على القصة مكتوبة ورقة بعد ورقة – على الوجهين – وهذه الأوراق طبقاً لما قال لى راشدى لا تزال بخط يد مصطفى أمين فى بيت راشدى فى الجزائر!!.

عبدالحليم لم يسبق له العمل مع أى مخرج عربى، إلا أنه كان يتطلع إلى الموهوبين ولا تعنيه الجنسية، وكان قد انتهى من تجربة فيلم (أبى فوق الشجرة) وهو غير سعيد بسبب خلافاته المتعددة مع المخرج حسين كمال، برغم النجاح التجارى الطاغى وغير المسبوق الذى حققه الفيلم، وبعد أن شاهد فيلم (الطاحونة) لراشدى بطولة عزت العلايلى والمشارك فى أكثر من مهرجان عالمى، وجدها فرصة لكى يقفز بفيلمه حدود العالمية، حيث إن شركة (صوت الفن) التى يشارك فيها عبدالحليم وضعت لراشدى ميزانية مفتوحة.

كتب سيناريو وحوار (لا) حسن فؤاد، والذى سبق له أن كتب سيناريو وحوار (الأرض) المأخوذ عن رواية عبدالرحمن الشرقاوى إخراج يوسف شاهين، ولأول مرة كانت رغبة عبد الحليم أن يمثل فقط بينما أغنياته يستمع هو إليها – خارج الكادر – وكأنها تعلق على الأحداث وتمت كتابة السيناريو طبقاً لرؤية راشدى التى تطابقت مع عبدالحليم، كان يوسف شاهين هو أول من طلب من عبدالحليم الاكتفاء بالتمثيل فى فيلم (الاختيار)، إلا أن حليم أصر على الغناء فأسند دوره إلى عزت العلايلى.

فى الليلة الأخيرة خرج عبدالحليم حافظ من المستشفى بلندن والتقى فى أحد الفنادق مع راشدى الذى جاء من باريس إلى لندن، حيث كان عبدالحليم - على حد قوله – فى صحة جيدة لا يعانى سوى من جلطة فى الساق، وكان الاتفاق بينهما أن يبدأ التصوير مباشرة بعد حفل شم النسيم حيث أعد عبدالحليم لتلك المناسبة لحن الموسيقار محمد عبدالوهاب (من غير ليه).. واتفق عبدالحليم مع راشدى على أنه قبل أن يعود للقاهرة سوف يقضى معه أسبوعاً فى باريس ليلقى حليم نظرة نهائية على السيناريو، كان عبدالحليم مقبلاً على الحياة، وطلب من راشدى أن يشترى له عربة (ستروين) صغيرة مقابل 3 آلاف دولار، كما كانت لديه ساعة يد ذهبية أهداها له أحد الأمراء وكان رباطها الذهبى أكبر من أن يضبط على معصم يد عبدالحليم، لهذا طلب من راشدى أن يتولى مهمة تصغير الرباط، وعاد راشدى فى تلك الليلة، إلى باريس سعيداً باقتراب اللقاء الفنى مع عبدالحليم ثم فى الصباح جاءه الخبر الحزين وعلى الفور، سافر، للقاهرة وأخبر العائلة بتفاصيل الثلاثة آلاف دولار، والساعة الذهبية، الكل اعتبر نفسه صاحب الحق الوحيد فى الاستحواذ على كل شىء يخص عبدالحليم، مثلا مجدى العمروسى قال له إن لديه وصية بخط يد عبدالحليم يفوضه بالحصول على كل شىء يخصه بعد رحيله، أشقاء عبدالحليم وشقيقته علية وابن خالته شحاتة الكل اتصل به مدعياً أنه فقط صاحب الحق فى الحصول على كل شىء.. ولهذا ترك (راشدى) الساعة والدولارات فى القاهرة لدى محام مصرى يتولى هو هذه المهمة؟!

فى تلك الأثناء فكر راشدى فى أن يقدم لروح صديقه عبدالحليم فيلماً تسجيلياً حيث كان يصحبه دائماً فى سنواته الأخيرة فى لندن وباريس والقاهرة ومعه كاميرا سينمائية تسجل لقطات حية لعبدالحليم حافظ، كان من المنتظر أن يتضمنها فيلم «لا».. وبدأ راشدى فى الإعداد للفيلم التسجيلى (أغنية الوداع) 90 دقيقة، الذى يتناول بعض لمحات من حياة عبدالحليم وأراد أن يحصل على تسجيل صوتى لعبدالوهاب يتضمنه الفيلم!!.

كان عبدالوهاب مباشرا عندما سأله عن المكافأة؟ أجابه بأن التليفزيون الجزائرى سبق أن أجرى معه تسجيلاً مقابل 100 ألف دولار، ولم يزد وفهم بالطبع راشدى الرقم الذى يريده عبدالوهاب للحديث عن عبد الحليم، وتعطلت بينهما لغة الكلام؟!

أحمد راشدى قال لى إن فيلم «لا» تتابع على الترشيح لبطولته بعد عبدالحليم عزت العلايلى، ثم عادل إمام لكن راشدى لم يستطع أن يتخيل أحداً فى لا سوى عبدالحليم، قلت لراشدى قدم يحيى الفخرانى هذا الدور فى مسلسل تليفزيونى قبل 30 عاماً إخراج «يحيى العلمى».. قال لى «راشدى» لم أشاهد المسلسل حتى الآن، ولكنى لم ولن أرى سوى «عبدالحليم حافظ»!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا» الليلة الأخيرة فى حياة العندليب لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا» الليلة الأخيرة فى حياة العندليب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon