توقيت القاهرة المحلي 08:30:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا»؟.. الليلة الأخيرة فى حياة (العندليب)

  مصر اليوم -

لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا» الليلة الأخيرة فى حياة العندليب

بقلم - طارق الشناوي

لا يزال عبدالحليم وأغانيه وأفلامه وسيرته تحتل المساحة الأكبر فى (الميديا)، وهو بين عدد قليل جدا نحتفل بهم مرتين سنويا فى (الميلاد) و(الرحيل)، دائما هناك شغف بكل تفاصيل حياته.

فى جلسة خاصة جمعتنى مع المخرج الجزائرى المعروف أحمد راشدى فى إحدى ليالى مهرجان (وهران) بالجزائر قبل نحو عشر سنوات، حكى لى تفاصيل الليلة الأخيرة التى كان شاهدا عليها، ليلة 29 مارس، مات عبدالحليم صباح اليوم التالى مباشرة 30 مارس 1977، لم يشأ أحمد راشدى من قبل أن يروى للإعلام أو للصحافة عن تلك الليلة.

فلقد ارتبط راشدى مع عبدالحليم فى منتصف السبعينيات، بعد أن وقع اختيار عبدالحليم حافظ عليه لإخراج قصة (لا) للكاتب الكبير مصطفى أمين، كان مصطفى يكتب هذه القصة وهو لا يزال فى السجن وكان حلقة الوصل بين عبدالحليم ومصطفى أمين الكاتب اللبنانى سعيد فريحة، الذى كان يزوره فى السجن بحكم اقترابه من رجال الحكم فى مصر فى تلك السنوات، حاول فريحة أن يحصل من عبدالناصر على وعد بإطلاق سراح مصطفى ولكنه وجد الباب موصدا، أيقن أن مجرد طرق الباب، ربما يؤدى إلى قطع علاقته مع عبدالناصر فتوقف عن المحاولة.

كان فريحة يحصل من مصطفى أمين على القصة مكتوبة ورقة بعد ورقة – على الوجهين – وهذه الأوراق طبقاً لما قال لى راشدى لا تزال بخط يد مصطفى أمين فى بيت راشدى فى الجزائر!!.

عبدالحليم لم يسبق له العمل مع أى مخرج عربى، إلا أنه كان يتطلع إلى الموهوبين ولا تعنيه الجنسية، وكان قد انتهى من تجربة فيلم (أبى فوق الشجرة) وهو غير سعيد بسبب خلافاته المتعددة مع المخرج حسين كمال، برغم النجاح التجارى الطاغى وغير المسبوق الذى حققه الفيلم، وبعد أن شاهد فيلم (الطاحونة) لراشدى بطولة عزت العلايلى والمشارك فى أكثر من مهرجان عالمى، وجدها فرصة لكى يقفز بفيلمه حدود العالمية، حيث إن شركة (صوت الفن) التى يشارك فيها عبدالحليم وضعت لراشدى ميزانية مفتوحة.

كتب سيناريو وحوار (لا) حسن فؤاد، والذى سبق له أن كتب سيناريو وحوار (الأرض) المأخوذ عن رواية عبدالرحمن الشرقاوى إخراج يوسف شاهين، ولأول مرة كانت رغبة عبد الحليم أن يمثل فقط بينما أغنياته يستمع هو إليها – خارج الكادر – وكأنها تعلق على الأحداث وتمت كتابة السيناريو طبقاً لرؤية راشدى التى تطابقت مع عبدالحليم، كان يوسف شاهين هو أول من طلب من عبدالحليم الاكتفاء بالتمثيل فى فيلم (الاختيار)، إلا أن حليم أصر على الغناء فأسند دوره إلى عزت العلايلى.

فى الليلة الأخيرة خرج عبدالحليم حافظ من المستشفى بلندن والتقى فى أحد الفنادق مع راشدى الذى جاء من باريس إلى لندن، حيث كان عبدالحليم - على حد قوله – فى صحة جيدة لا يعانى سوى من جلطة فى الساق، وكان الاتفاق بينهما أن يبدأ التصوير مباشرة بعد حفل شم النسيم حيث أعد عبدالحليم لتلك المناسبة لحن الموسيقار محمد عبدالوهاب (من غير ليه).. واتفق عبدالحليم مع راشدى على أنه قبل أن يعود للقاهرة سوف يقضى معه أسبوعاً فى باريس ليلقى حليم نظرة نهائية على السيناريو، كان عبدالحليم مقبلاً على الحياة، وطلب من راشدى أن يشترى له عربة (ستروين) صغيرة مقابل 3 آلاف دولار، كما كانت لديه ساعة يد ذهبية أهداها له أحد الأمراء وكان رباطها الذهبى أكبر من أن يضبط على معصم يد عبدالحليم، لهذا طلب من راشدى أن يتولى مهمة تصغير الرباط، وعاد راشدى فى تلك الليلة، إلى باريس سعيداً باقتراب اللقاء الفنى مع عبدالحليم ثم فى الصباح جاءه الخبر الحزين وعلى الفور، سافر، للقاهرة وأخبر العائلة بتفاصيل الثلاثة آلاف دولار، والساعة الذهبية، الكل اعتبر نفسه صاحب الحق الوحيد فى الاستحواذ على كل شىء يخص عبدالحليم، مثلا مجدى العمروسى قال له إن لديه وصية بخط يد عبدالحليم يفوضه بالحصول على كل شىء يخصه بعد رحيله، أشقاء عبدالحليم وشقيقته علية وابن خالته شحاتة الكل اتصل به مدعياً أنه فقط صاحب الحق فى الحصول على كل شىء.. ولهذا ترك (راشدى) الساعة والدولارات فى القاهرة لدى محام مصرى يتولى هو هذه المهمة؟!

فى تلك الأثناء فكر راشدى فى أن يقدم لروح صديقه عبدالحليم فيلماً تسجيلياً حيث كان يصحبه دائماً فى سنواته الأخيرة فى لندن وباريس والقاهرة ومعه كاميرا سينمائية تسجل لقطات حية لعبدالحليم حافظ، كان من المنتظر أن يتضمنها فيلم «لا».. وبدأ راشدى فى الإعداد للفيلم التسجيلى (أغنية الوداع) 90 دقيقة، الذى يتناول بعض لمحات من حياة عبدالحليم وأراد أن يحصل على تسجيل صوتى لعبدالوهاب يتضمنه الفيلم!!.

كان عبدالوهاب مباشرا عندما سأله عن المكافأة؟ أجابه بأن التليفزيون الجزائرى سبق أن أجرى معه تسجيلاً مقابل 100 ألف دولار، ولم يزد وفهم بالطبع راشدى الرقم الذى يريده عبدالوهاب للحديث عن عبد الحليم، وتعطلت بينهما لغة الكلام؟!

أحمد راشدى قال لى إن فيلم «لا» تتابع على الترشيح لبطولته بعد عبدالحليم عزت العلايلى، ثم عادل إمام لكن راشدى لم يستطع أن يتخيل أحداً فى لا سوى عبدالحليم، قلت لراشدى قدم يحيى الفخرانى هذا الدور فى مسلسل تليفزيونى قبل 30 عاماً إخراج «يحيى العلمى».. قال لى «راشدى» لم أشاهد المسلسل حتى الآن، ولكنى لم ولن أرى سوى «عبدالحليم حافظ»!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا» الليلة الأخيرة فى حياة العندليب لماذا رشح «حليم» الجزائرى أحمد راشدى لإخراج «لا» الليلة الأخيرة فى حياة العندليب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon