توقيت القاهرة المحلي 06:25:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فطاطرى الدراما (تحت الطلب)!!

  مصر اليوم -

فطاطرى الدراما تحت الطلب

بقلم - طارق الشناوي

كثيرا ما أصادف هذا السؤال: أيهما أفضل المسلسل 15 حلقة أم 30؟.

وبعد أن صارت المنصات تلعب دورا محوريا، وأصبح لدينا مسلسل 7 وآخر 8 وثالث 9، وتم تحطيم الرقم المقدس 30، ازداد معدل ترديد السؤال.

لا يوجد رقم سحرى، القيمة تتحقق من خلال زمن المسلسل الفعلى، والزمن الدرامى الذى تستغرقه الأحداث، ولو توافق الرقمان سيتحقق النجاح.

أول طريق للوصول لهذا الهدف أن يتوقف الكتاب عن العمل بنظرية الفطاطرى، يتحول النص إلى قطعة من العجين، تشكلها على حسب رغبات الزبون.

قليل من الدقيق، من الممكن أن تشغل مساحة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، لو أن الفطاطرى مثلا قرر أن يصنع منها قطعة (بيتزا) صغيرة، بينما نفس الكمية لو كان بصدد فطيرة ستجدها وقد اتسع قطرها، إلى دائرة مترامية الأطراف، سمكها محدود جدا، لكنها تشغل حيزا كبيرا.

هل تجدون توافقا بين الفطيرة وعدد غير قليل مما شاهدناه ولانزال من المسلسلات؟، وهكذا ستجد توصيف (اللت والعجن ، هو الأقرب للصحة فى أغلب ما تعرضه الفضائيات، نستمع مثلا إلى جرس الباب، وتنتقل الكاميرا بين أفراد العائلة، نرى أحدهم نائما، والثانى عامل نفسه نائم، والثالث يعيش أحلام اليقظة، الرابع يتوجه صوب الباب، وقبل أن يفتح، يصطدم بالكرسى وتتعثر قدمه فى السجادة، وهكذا تضيع بضع دقائق، إنه صراع الصفحة البيضاء، والتى يجب على الكاتب المحترف أن يملؤها، حتى يتمكن من تبديد زمن الحلقة.

بداية أقول لكم إن تشبيه الكاتب بالفطاطرى، هذا التماثل العبقرى ليس من بنات ولا عمات ولا خالات أفكارى، ويملك حق براءة اختراعه كاتبنا الكبير الراحل وحيد حامد، وذلك فى حوار طويل أجريته معه، عندما سألته عن (آفة) الدراما التليفزيونية؟، أجابنى مباشرة أن يغير الكاتب مهنته ويصبح (فطاطريا).

عدد كبير من أشهر المسلسلات التى سكنت الذاكرة والوجدان لم تتجاوز رقم 15 وبعضها 13 مثل (هو وهى) سعاد حسنى وأحمد زكى و(أحلام الفتى الطائر) عادل إمام، كثيرا ما حاولوا إقناع الكاتب والمخرج لتقديم أجزاء ثانية، إلا أنهما رفضا تحويل العمل الدرامى إلى قطعة من العجين.

لماذا لا نعود لزمن كان هناك أيضا ما يُعرف بالخماسية والسباعية، بل والسهرة الدرامية التى لا تتجاوز ساعتين من الزمن؟.

سألت المخرج يوسف شاهين عن العيب الأكبر فى الدراما التليفزيونية؟ أجابنى: الرغى، وكان يحذر كل من يعمل معه بضرورة تجنبها، واعتبر الممثل التليفزيونى مثل بائع اللبن الذى يطرق باب الزبون كل صباح ومعه الزجاجة، كما أنه كان يراها مثل الرمال المتحركة، من تنزلق قدمه مرة لن يستطيع الفكاك، الغريب أن كل من حذرهم يوسف شاهين أصبحوا من علامات الدراما التليفزيونية، مثل نور الشريف ويسرا ومحمود حميدة وهانى سلامة!!.

فى الماضى كان التقييم الأدبى لنجم التليفزيون يضعه فى مكانة أقل من نجم السينما، وانعكس هذا أيضا على الفارق فى الأجور، ومع انتشار الفضائيات، تقلصت المساحة، ومع هذا العدد الضخم من المنصات تلاشت تماما.

صار السؤال الأهم: ما الذى تقدمه من محتوى، الدنيا قطعا تغيرت، ورغم ذلك لم يختف بعد فطاطرى الدراما الذى لايزال تحت الطلب ورهن الإشارة؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فطاطرى الدراما تحت الطلب فطاطرى الدراما تحت الطلب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon