توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داوود .. السيد!

  مصر اليوم -

داوود  السيد

بقلم - طارق الشناوي

هل نختار مواقفنا، أم أنها تختارنا؟.. في كل وسيط نتعامل معه هناك قواعد وأعراف مستقرة علينا التعامل وفق نظامها الصارم، فكما أنك لا تخترع العجلة فإنك لا تخترع القانون.

الحياة، بكل شطحاتها، يصبح من اللاجدوى أن تفرض قانونك، داوود عبدالسيد من القلائل الذين فرضوا أفكارهم على الحياة الفنية، وقرر أن يكون (داوود ... السيد). عندما تخرجت تلك الدفعة في معهد السينما عام 67، والتى حملت اسمًا حركيًّا على سبيل التهكم (النكسة)، دفعة بها مخرجون صاروا عناوين السينما المصرية، الاسم الأول الذي حقق لمعانًا هو على بدرخان، بعد سنوات خيرى بشارة، والثالث داوود، وكما يقولون في لبنان (المليح يبطئ). أول مرة تعرفت على داوود في مركز الثقافة السينمائية، كانت هناك احتفالية لبلوغ المخرج التسجيلى الكبير صلاح التهامى الستين من عمره.

كنت قد شاهدت بإعجاب، بعض أفلام داوود التسجيلية من بينها (وصية رجل حكيم)، وكنت أقرأ في الجرائد عن فيلم اسمه (كفاح رجال الأعمال)، لم ير النور، يقدم رؤية لزمن الانفتاح، فلم يكن قد أخرج بعد أول أفلامه (الصعاليك).

عدت للمنزل ومعى مطبوعة يصدرها (نادى السينما)، الأمل في الثمانينيات أن نكتب فيها مقالًا، وكان يرأس تحريرها الأستاذ والمؤرخ الكبير أحمد الحضرى، المقال يتم تقييمه بالصفحة التي تساوى خمسة جنيهات، الأهمية الأدبية تعلو بكثير، ولم أكن حتى تلك اللحظة نشرت شيئًا، ولا أمسكت بالخمسة جنيهات.

التهمت قراءة النشرة، استوقفنى ما كتبه داوود، لمحت في تفاصيله حالة خاصة، قلت هذه هي الكتابة، وقررت أن أقدم نفسى لداوود، وبعدها صرنا صديقين، أخبرنى أنه قرأ تحقيقًا عن مستشفى الأمراض العقلية كتبته كريمة كمال، على صفحات مجلة (صباح الخير) يصلح لكى يصبح مشروعًا لفيلم درامى.

سارعت بالاتصال بكريمة لأزف الخبر، لم يكن لديها معرفة مسبقة حتى باسم داوود، وأضافت أن المخرج محمد شبل سبق أن أبدى حماسًا لنفس التحقيق، ويريد تحويله إلى فيلم.

قلت لها قطعًا شبل مخرج موهوب، لكنه يميل للتجريب وتقديم سينما تنتمى للرعب، وأضفت: هذا التحقيق يحتاج إلى رؤية عميقة يمتلكها داوود. ومنحت لداوود تليفون كريمة، ومرت أشهر قلائل وسافرت إلى أحد المهرجانات، وعندما عدت علمت أنهما تزوجا، ولم ير مشروع فيلم كريمة النور حتى الآن.

لداود تسعة أفلام روائية فقط، حفرت اسمه عند كل من يحلم بالسينما، بين الحين والآخر أتوجه بالسؤال لطلبة كلية الإعلام أن يذكروا لى أسماء مخرجى السينما المصرية، أكثر الأسماء ترديدًا يوسف شاهين وخالد يوسف وداوود عبدالسيد وشريف عرفة.

ترديد الاسم في (الميديا) يلعب دورًا رئيسيًّا عند الطلبة، وهذا هو تفسيرى مثلًا لتكرار اسم خالد يوسف، بينما يوسف شاهين في الذاكرة الجمعية يعنى المخرج، ولكن داوود هو المفاجأة، أفلامه التسعة بتكرار عرضها في الفضائيات خاصة (الكيت كات) و(أرض الخوف) و(مواطن ومخبر وحرامى)، حفرت اسمه، وكأنه نوع من الارتباط الشرطى بين كلمتى مخرج وداوىد.

مخرجنا لم يعلن الاعتزال ولكنه يقول إن حالته الصحية حاليًّا ليست على ما يرام، أعلم أن لديه أكثر من سيناريو مثل (حب) الذي رشح له محمد رمضان، واجه قبل أربع سنوات معوقات إنتاجية، لماذا لا يصبح هذا الفيلم هدف الدولة وغيره من الموضوعات الجادة لدعمها لإنقاذنا من تدهور حالنا السينمائى؟. حالة داوود الفكرية والإبداعية لا تزال في الذروة، حتى لو تراجعت قليلًا قواه الجسدية، لا يزال الإبداع يسكنه.

حصيلة داوود في الجوائز قليلة، إلا أنه حظى قبل عام بأكبر تكريم مصرى، أتحدث عن (جائزة النيل)، ورغم أن نقابة السينمائيين رشحت آخرين، فإن نقيب السينمائيين أثناء الاقتراع السرى منح صوته لداوود. أهم تكريم لداوود الذي احتفلنا أمس ببلوغه 77 عامًا أن يقدم أحد مشروعات أفلامه حبيسة الأدراج!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داوود  السيد داوود  السيد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon