توقيت القاهرة المحلي 10:51:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصية وحيد حامد لابنه مروان!

  مصر اليوم -

وصية وحيد حامد لابنه مروان

بقلم - طارق الشناوي

العلاقة بين وحيد حامد وابنه الوحيد مروان تُشكل حالة استثنائية، أرى فيها وحيد شديد الفخر والاعتزاز بتجربة مروان، إلى درجة أنه يخشى حتى الاقتراب من عالمه الفنى.

التجربة الروائية الأولى لمروان فى الفيلم الطويل كتب له وحيد السيناريو والحوار (عمارة يعقوبيان)، وبعدها لم يتعاونا، تعاقد وحيد مع علاء الأسوانى، كاتب القصة، رشح أكثر من كاتب للسيناريو، النتيجة لم تكن مرضية، فقرر أن يكتب السيناريو، وحقق الفيلم الذى أنتجه عماد أديب من خلال (جود نيوز) نجاحا استثنائيا.

أدرك وحيد أن من صالح مروان أن ينطلق بعيدا عن مظلة أبيه، ليقدم أحلامه، وهكذا ستجد على خريطته الروائى والسيناريست أحمد مراد يحتل المساحة الأكبر، بينما وحيد كان يتعامل مع مخرجين من جيل مروان، مثل محمد ياسين وتامر محسن، وآخر ما كتب (الصحبة الحلوة) رشح له ساندرا نشأت.

قبل رحيل وحيد ببضعة أشهر، أخبرنى أن زميلنا عمرو خفاجى، الصديق الأقرب فى جيلنا لوحيد حامد، لديه مشروع للجمع بينهما.. وعندما سألت وحيد المزيد من التفاصيل، قال لى: عليك بعمرو، فهو صاحب الفكرة، كما أن هناك اتفاقًا بين وحيد والكاتب الكبير نجيب محفوظ على تقديم إحدى الروايات، ليخرجها مروان، وكانت لمروان جلسة طويلة مع محفوظ، لم يتم الإعلان عن تفاصيلها.

بعد رحيل نجيب محفوظ، وجد وحيد أن ورثة أديبنا الكبير يغالون فى السعر، فتعطلت لغة الكلام.

سألت وحيد: كيف يرى خطوات مروان؟

أجابنى: أنا أتبنى وجهة نظر الناس، وأنتظر عرض العمل الفنى، وإذا أعجبهم أعجبنى. وأضاف: لا أستطيع الحكم على ابنى إلا بعيون الناس، وما يسعدنى أن أفلامه قريبة جدا من مشاعر الجمهور، كما أنها تحصد الجوائز.

قلت له: ألم يأخذك الفضول مثلا لتقرأ سيناريو تركه مروان، متعمدا أو غير متعمد، على المكتب؟

أجابنى: أكثر من مرة وجدت سيناريو، وحرصت على ألا أقلب حتى فى صفحاته، أنا لست وصيا على اختياراته.

سألت وحيد عن السيناريو من أعماله الذى يتمنى أن يعيد إخراجه مروان. فأجابنى: (ديل السمكة) و(سوق المتعة).

والفيلمان من إخراج توأم وحيد الفنى «سمير سيف»، الأوفر رصيدًا فى التعامل سينمائيًا وتليفزيونيًا معه، منذ أن بدآ المشوار فى (غريب فى بيتى) 1982، بينهما كيمياء أسفرت عن أفلام ومسلسلات دخلت الذاكرة ولم تبرحها، مثل: (الراقصة والسياسى) و(معالى الوزير) و(سفر الأحلام) و(أوان الورد).. وغيرها.

عندما أخبرت مروان بتلك الرغبة، أجابنى أن سمير سيف أستاذه، وهو معجب بالفيلمين.. رغبة وحيد فى إعادة الفيلمين على الشاشة لا تعد انتقاصًا من رؤية سمير سيف، السيناريو مع مرور الزمن يحتمل رؤية إخراجية أخرى.

أتذكر مثلا أن شريف عرفة كان هو المرشح الأول لـ(سوق المتعة)، كما أن عادل إمام قبل محمود عبدالعزيز رشح للبطولة.

عندما سألت شريف: لماذا اعتذر عن (سوق المتعة)؟، قال لى: شعرت أن خلق معادل سينمائى على مستوى الصورة والإحساس لهذا السيناريو تحديدًا أكبر من قدرتى على الخيال، فاعتذرت، الورق كما قرأته يحمل شحنة إبداعية لم أستطع تجسيدها، وتفهَّمَ وحيد وجهة نظرى.

عندما أستعيد من ذاكرتى أعمال وحيد، أضع ثلاثة سيناريوهات فى مكانة خاصة: الثانى (البرىء) عاطف الطيب، والثالث الفيلم التليفزيونى (أنا وأنت وساعات السفر) محمد نبيه، والأول (سوق المتعة).. إنها الأعمق والأكثر شفافية.

(سوق المتعة) لا يزال يحمل الكثير من نيران الإبداع تحت ما يبدو أنه رماد.

بعد مرور ربع قرن - أظنها تكفى جدًا - لا أقول لإعادة فيلم، ولكن لتقديم رؤية أخرى للسيناريو الذى أراه يحتل مكانة خاصة فى أرشيف (الفلاح الفصيح) وحيد حامد.. وتلك كانت وصيته لابنه مروان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصية وحيد حامد لابنه مروان وصية وحيد حامد لابنه مروان



GMT 09:45 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

جوال قتّال

GMT 09:43 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

حرب الخطة أم حرب التداعيات؟

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدهناء وبواعث الشجن

GMT 09:40 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

زيارة إلى وادي السيليكون الفرنسي

GMT 09:37 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

محاولات لفتح ملفات لوكربي المغلقة

GMT 09:35 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الطرح المخاتل لمشكلة الهجرة غير النظاميّة

GMT 09:24 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

المعرفة القاتلة والحرب المحتملة

GMT 09:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

التحدى الإسرائيلى!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon