توقيت القاهرة المحلي 00:40:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من (حفرة) إلى (دحديرة)!

  مصر اليوم -

من حفرة إلى دحديرة

بقلم - طارق الشناوي

آراء عدد من الفنانين خاصة النجوم تحتاج إلى مراجعة وضبط وربط، تحديدا عندما تتعلق بالجمهور.

لدينا جملة شهيرة نرددها معتقدين فقط أنها تصلح فى المطاعم والملاهى (الزبون دائما على حق)، تعنى أن رفض الناس تداول أو تناول ما يقدمه لهم صاحب المحل يؤكد أن العيب فى (الطبق) وليس الزبون.

لم أرتح إلى هجوم البعض من النجوم على الجمهور، الذى لم يقبل على العمل الفنى، وعلى الفور قالوا (فسد ذوق الناس).

تذكرت عبارة مماثلة رددها «محمد عبدالوهاب» نهاية الثمانينيات قبل سنوات قليلة من رحيله 1991، عندما سألوه عن حال الغناء أجابهم قائلاً (المستمع الآن الله يرحمه).. ورغم ذلك فإن هذا المستمع الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى، ظل موسيقار الأجيال يلحن له حتى آخر نبضة وومضة فى حياته وقدم له (من غير ليه) بصوته ثم (أسألك الرحيل) بصوت «نجاة».

هل جهاز استقبال العمل الفنى عند الناس أصابه العطب؟ تحمل هذه العبارة هجوما حادا، على الناس، كما أنها فى نفس الوقت تؤكد تعالى الفنان عن الوصول إلى جمهوره.

يوما سألت الأديب الكبير نجيب محفوظ- قبل حصوله على نوبل بأكثر من عامين- هل تفكر فى الخلود وأن تقرأك الأجيال القادمة؟.

قال لى أنا أكتب لهذا الجمهور الذى يعيش بيننا الآن، والأجيال القادمة ستخلق معها جمهورها وأيضا كتابها.

وأضاف ضاحكا: (ما هى القيمة «يا طارق» عندما لا أجد أحد يقرأنى الآن، بحجة أن الناس سوف تقرأنى فى الغد؟، ماهى القيمة دى تبقى قلة قيمة؟).

هل حقًا جهاز استقبال الجمهور أصبح لا يميز بين الغث والسمين، أم أن بعض المبدعين عجزوا عن فك «شفرة» الناس فاعتبروا الجمهور دون مستوى إبداعهم؟.

لكل جيل مفرداته فى الحياة وأسلوب التخاطب وأيضا أحلامهم وإحباطاتهم، وهكذا تتغير لغة الحوار فى الشارع، تولد كلمات وتموت كلمات، والفنان حتى يظل على الموجة عليه أن يستقبل كل هذه المتغيرات، وإذا توقف عن الاستقبال يجد نفسه وكأنه بمفرده فى صحراء يتحدث ولا أحد يجيب، يصرخ بلا صدى.

دعونا أولا نتفق أن الزمن يلعب دورا سلبيًا فى جهاز استقبال الفنان لمفردات الحياة، كما أن الزمن يخصم منا أهم ما فى الإبداع وهو القدرة على اقتحام المجهول، أقصد روح المغامرة التى هى سر الإبداع، الفنان كلما تقدمت به السنوات بات غير قادر على التلقى بحياد لكل ما هو جديد، نلمح قدرًا من التوجس، ينحاز لا شعوريا إلى ما تعود عليه واختبره من قبل، فيرسله لجمهوره بدون أن يعرف طبيعة الجمهور، مع يقينى بالطبع أن بعض الفنانين الكبار استطاعوا مع مرور الزمن الحفاظ على تجددهم وتواصلهم فكانوا أكثر شباباً حتى من المبدعين الشباب بمن فيهم أو على رأسهم نجيب محفوظ فى الرواية ومحمد عبدالوهاب فى الموسيقى.

الإبداع وفى كل المجالات يحتاج إلى يقظة دائمة.. رحلت الفنانة القديرة «أمينة رزق» 90 سنة وهى تحتفظ بلياقتها الإبداعية وقدرتها على الأداء بأسلوب عصرى.. الفنان التشكيلى «صلاح طاهر» 92 عامًا لم يتوقف عن الإمساك بالفرشاة حتى رحيله وكان دائمًا قادرًا على إدهاشنا.

(الزبون دائما على حق) بداية الخيط للخروج من الهزيمة والتطلع للانتصار، الهجوم على الجمهور، يؤكد أن الهزائم سوف تتوالى، وسوف ينتقل من حفرة إلى دحديرة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حفرة إلى دحديرة من حفرة إلى دحديرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon