توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(السيستم) وقع فى مهرجان (كان) و(مو صلاح) ينقذ الموقف!

  مصر اليوم -

السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف

بقلم:طارق الشناوي

ملامحنا هى أول انطباع من خلاله تبدأ علاقتنا بالآخر، كثيرًا ما أجد أسماء مثل عمر الشريف وأيضا يوسف شاهين، خاصة فى فرنسا، تتردد أمامى، وكأنهم يؤكدون مصريتى، فى الأعوام الأخيرة صار اسم (مو صلاح) يسبق الجميع، وأشعر قطعًا بالفخر، آخر ما رأيته لصلاح هو الفيديو كليب الذى صوره مع مؤمن زكريا أثناء احتفال (ليفربول) بالكأس، إنه أروع لمحة إنسانية شاهدتها، كل ذلك تم بتدبير محكم من صلاح وسأعود إليه بالتفصيل لاحقًا.

افتتح، أمس، مهرجان (كان)، فى دورته التى تحمل رقم (75)، إنه اليوبيل الماسى، ولهذا زادت مساحة الشغف، قبل نحو 30 عاما، وأنا أعتبر (كان) محطة رئيسية فى حياتى المهنية، بل تستطيع أن تعتبرها الأهم بين كل المهرجانات، حيث كانت رحلتى الأولى عام 92.

لم أخلف موعدى إلا عام 2020 عندما أخلف أيضًا المهرجان موعده، وأقام دورة افتراضية، وفى العام الماضى عاد واقعيًا، ولكن بإقبال جماهيرى وصحفى شحيح، وبدأنا نحجز التذاكر كنوع من زيادة مساحة الاحتراز (أونلاين)، عايشنا فى بداية أيام المهرجان مشاكل تقنية متعددة، لأن الموقع لم يتحمل كل تلك الضغوط، إلا أن العدد القليل من الضيوف الذين حضروا تلك الاستثنائية قلل بقدر لا بأس به من المعاناة، هذه المرة زاد قطعًا الضغط وزادت المعاناة، وكثيرًا ما واجهنا وقوع (السيستم).

أتصور، أو دعنى أقول أتمنى، أن يسارعوا بالتدخل حتى لا يضيع الوقت فى حجز تذكرة، العدو الأول للإنسان هو الزمن الضائع، وفى (كان) كل شىء تحسبه بالدقيقة، لأنك يجب أن تشاهد وتقرأ وتكتب، ومع زيادة زمن المشاهدة بالضرورة فكيف نجد وقتًا زائدًا لإيجاد تذكرة!، عثرت على تذكرة فيلم الافتتاح الذى تعرض عنوانه لأكثر من تغيير بسبب الخوف من تأويل عنوان (زد يعنى زد) لصالح روسيا فى حربها ضد أوكرانيا، المهرجان هو أول ضربة ناعمة توجه ضد روسيا، حيث سمح فقط لسينما المعارضة لروسيا بالحضور، وللمخرج الذى يرفض حكم بوتين، الفيلم عرض مساء أمس، ولهذا فلن أتمكن من الكتابة عنه لتقرأوه اليوم، ولكن هناك حالة أخرى عشناها قبل رحلة السفر مع محمد صلاح ومؤمن زكريا تستحق أولًا أن أسجلها هنا قبل أن تطويها الأيام فى زحام (كان).

لسنوات قادمة سيخترق هذا الفيديو، الذى ربما لا يتجاوز دقيقة واحدة، حاجز الزمن، مؤمن زكريا لاعب الكرة يتوسط احتفال نجوم (ليفربول) بالكأس، قام بتنفيذ تلك الاحتفالية فخر العرب والمصريين محمد صلاح، من الذى أشار عليه بتلك الفكرة؟، لا أحد سوى مشاعره النقية التى دفعته إلى أن يمنح الجميع فيضًا من الحب، يمتد عطاؤه للبشر أجمعين، لا أتصور أنها فقط صداقته بمؤمن، يقينا لو لم يكن صديقه كان أيضا سيفعلها، إنه (الترمومتر) الإنسانى اليقظ، الذى يوجهه دائمًا لاختيار مواقفه وكلماته.

صلاح إنسان متسق مع نفسه، لا يدعى أى شىء، ولكنه ينطق بكلمات يرددها قلبه قبل لسانه، لا يشرب الخمر لأنه لا يحبها فقط لا غير، نقطة ومن أول السطر، هذا هو بالضبط ما يشعر به، هذه كانت واحدة من الإجابات التى فتحت عليه أبواب جهنم، لأن الجماعة إياها ترى أننا فى كل إجابة عن أى سؤال علينا أن تصبح مرجعيتنا الوحيدة هى الدين الإسلامى، سواء كان للأمر علاقة مباشرة بالدين أم لا، وعليه كمسلم أن يجهر بالقول إنها حرام شرعا ويحاكمها من خلال عقيدته، ولا يعنيه أن هناك أديانًا وثقافات أخرى لا تجد فيها بالضرورة تحريمًا، الدين علاقة خاصة وحميمة مع الله، وليس لأحد الحق فى اقتحام الخصوصية بين العبد وربه، صلاح يقتنى فى رأس السنة شجرة كريسماس، ويلتقط صورة له مع ابنتيه وزوجته، وهى بالمناسبة محجبة، أغضبهم أنه لم يقل إن الشجرة حرام، أو أنه لا يجوز لمسلم الاحتفال بالعام الجديد أو بميلاد السيد المسيح عليه السلام، يريدونه مثل هذا الشيخ الذى يصفونه بقولهم مستنير، عندما قال لا يجوز للطفل المسلم أن يحصل على هدية من (بابا نويل)، وعليه أن يأخذها من (بابا مصطفى)، صلاح يعرف أكثر منهم أن الإسلام لا يفرق بين (بابا نويل) و(بابا مصطفى).

يحمل صلاح فى قلبه كل الحب لكل الدنيا لا يفرق معه لون أو عقيدة، ولهذا قرر أن يمنح ما يستطيع من السعادة لصديقه وابن بلده لاعب النادى الأهلى مؤمن زكريا.

كم يساوى هذا الفيديو؟، كم تساوى تلك اللقطة؟، والجميع يرى البهجة الغامرة على وجه مؤمن زكريا، روح زكريا كانت ترقص من نشوة السعادة.

ما الذى فعله أو من الممكن أن يفعله الإنسان فى هذه الدنيا أكثر من أن يشعر بالآخرين ويمنحهم هذا الفيض من الطاقة الإيجابية؟.

ماتت المشاعر وصار التريند مرتبطًا بأسوأ ما يمكن أن يصدر عن البشر لو صح أنهم حقًا بشر، حتى جاء تريند مؤمن زكريا ومحمد صلاح ليعيد إلينا الإحساس بأنه لا يزال فى الدنيا بقايا دنيا، نعم أنا أكتب إليكم من (كان)، ولكن قلبى لا يزال مع محمد صلاح ومؤمن زكريا، وغدا نُكمل رحلة (كان)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon