توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنغام متى تتطهر من مشاعر كراهية الأب؟

  مصر اليوم -

أنغام متى تتطهر من مشاعر كراهية الأب

بقلم - طارق الشناوي

كل ما ذكرته أنغام صحيح عن علاقتها الشائكة والعنيفة وجدانيًّا مع أبيها الموسيقار الكبير محمد على سليمان. جاء ذلك في حوارها على (اليوتيوب) مع الإعلامى الإماراتي أنس بوخش. ليس جديدًا بالنسبة لمن واكب مثلى هذا الزمن أن يستعيد هذه التراشقات، رغم هدوئها النسبى في السنوات الأخيرة. كان سليمان كما ذكرت أنغام بالضبط نموذجًا للأب القاسى الذي لا يترك مناسبة إلا وينهال بالتجريح على أقرب الناس إليه، حتى ملابسها لم تسلم من سخرية الأب، كان (المانشيت) المتداول وقتها على لسانه (هذه مادونا وليست أنغام)، وقبلها ببضع سنوات كرر الهجوم ضد شقيقه الصغير المطرب الراحل عماد عبدالحليم، وكان دائم التشنيع عليه بسبب إدمانه، حتى رحل منتصف التسعينيات على الرصيف بسبب جرعة زائدة.

الخيط المشترك بين عماد وأنغام أن سليمان كان يعتبرهما مشروعين استثماريين له، وليسا شقيقًا وابنة، كان يترقب أنهما مع الأيام سوف يصبحان بالنسبة له الدجاجة التي تبيض ذهبًا، وكل ما بذله من مجهود لتعليمهما وصقلهما سيحصده أموالًا.

إلا أن كلًّا منهما انطلق بعيدًا عن سيطرة سليمان، مثلًا عماد منذ الثمانينيات، كانت لديه أفكاره المختلفة في اختيار ألحانه، وغنى لآخرين بعيدًا عن سليمان، بينما أنغام حتى مطلع التسعينيات كانت خاضعة له، لا تغنى إلا ألحانه، وغالبًا من كلمات صلاح فايز منذ (فى الركن البعيد الهادى)، إلا أنها مبكرًا أدركت أن التنوع مطلوب وهناك جيل جديد لديه في الكلمة واللحن مفردات جديدة يجب أن تلتقى به، وبدأت بأمير عبدالمجيد ورياض الهمشرى، وحاولت إقناع الأب بأن يلحن لها في الألبوم أغنية أو اثنتين ويترك الفرصة لآخرين، إلا انه أراد الاحتكار، وهو ما رفضته، وتوقفت عن الغناء له.

سليمان ملحن موهوب وأكاديمى دارس، إلا أن ألحانه خارج نطاق أنغام لم تحقق النجاح، كثيرًا ما حاول أن يقدم ألحانًا لمن ينافسن ابنته، لكى يثبت أن النجاح يساوى سليمان، إلا أن ألحانه بعيدًا عن ابنته لم تصمد طويلًا في الذاكرة.

سليمان كان يسارع بالاتصال بالصحفيين لكى ينشروا على لسانه اتهامات لابنته، حتى على الجانب الشخصى، دائمًا ما كان يطعنها بأنها لم تساهم في علاج ابنه وشقيقها من زوجة أخرى، وكثيرًا ما كان يحرك شقيقتها الراحلة غنوة لكى تتهمها بالجحود، بينما كان رد أنغام المنطقى أن غنوة ابنة لموسيقار كبير من الممكن أن يدفع بابنته للقمة وهى ليست بحاجة لأحد.

محمد على سليمان حتى سنوات قليلة خلت، كان يوجه الضربات المتلاحقة لابنته، وفى الحوار الأخير لها اكتشفنا أنه وجه الصفعات أيضًا لأمها أمام عينيها.

نادرًا ما تقدم أنغام ألحان أبيها في الحفلات، حتى لو طلبها الجمهور. الاستثناء الوحيد حدث في موسم الرياض، عند تقديم ليلة عن مشوارها، وقدمت له أغنية (فى الركن البعيد الهادى)، ولم توجه له الدعوة للحضور بينما حضر الحفل أغلب الملحنين والشعراء الذين واكبوا مشوارها.

قبل نحو أربع سنوات في دار الأوبرا المصرية، قدمت الدار ليلة لأنغام، حضرتها أمها، وتعمدت ألا تقدم أيًّا من ألحانه، فكتب على صفحته (أقرب الناس إلىّ تتمنى موتى)، وبعد ذلك حذف (البوست) وقال إن هناك من دسه عليه.

هذه المرة بعد حوار أنغام على (اليوتيوب)، لم يدافع حتى عن نفسه، وعندما سألوه لم يعقب سوى أن ابنته هي الأفضل والأهم على الساحة الغنائية.

أنغام لم تغفر حتى الآن تجاوزات الأب، الفضفضة تلعب دورًا رئيسيًّا للوصول إلى شاطئ التسامح، لصالح أنغام قطعًا أن تتطهر تمامًا من مشاعر الكراهية تجاه أقرب الناس إليها، حتى تحيل الألم إلى نغم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنغام متى تتطهر من مشاعر كراهية الأب أنغام متى تتطهر من مشاعر كراهية الأب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon