توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

60 سنة فى حب المسلسلات!

  مصر اليوم -

60 سنة فى حب المسلسلات

بقلم - طارق الشناوي

من المهم أن نرصد حياتنا الفنية والثقافية، قبل أن تندثر الحقيقة، وتتآكل العديد من الأوراق، أو فى الحد الأدنى يغيب شهود العيان، ونضطر إلى سماع تاريخ مزيف من (شهود ما شافوش حاجة).

وهكذا جاء احتفال مهرجان القاهرة للدراما، وعنوانه هذه الدورة (60 سنة دراما)، وبالطبع أتفق تمامًا مع كاتبنا الكبير محمد سلماوى عندما أشار قبل نحو خمسة أيام فى عموده الممتع (جرة قلم) بجريدة الأهرام إلى أن الدراما كاصطلاح علمى تشمل السينما والمسرح، ولا ينبغى اقتصارها فقط على دراما التليفزيون، نعم صحيح علميًّا، ولكن الصحيح أيضًا أن هناك إطارًا دلاليًّا للكلمة، وفى الألفية الثالثة صارت دراما فى الثقافة الشعبية المتداولة إعلاميًّا تعنى المسلسل التليفزيونى، مثلما صار مثلًا اصطلاح (ورق) يطلق على السيناريو.

انتقال مهرجان القاهرة للدراما إلى (العلمين) يحمل دلالة، وهى تلك المظلة التى صارت العنوان الأبرز للأنشطة الثقافية على أرض المحروسة، وأعتقد أن الأمر على سبيل الاستثناء، فقط فى هذه الدورة، اختيار مرتبط بتوقيت زمنى فرض أن تصبح الانطلاقة من العلمين. تشرفت هذا العام بعضويتى للجنة تحكيم المهرجان، مع مبدعين كبار بحجم المخرج جمال عبدالحميد والكاتب عبدالرحيم كمال، والنجمة إلهام شاهين والنجم كريم عبدالعزيز. يجب أن أذكر أنه لا أحد مارس على اللجنة أى نوع من التوجيه المباشر أو غير المباشر، والنتائج كما أُعلنت على خشبة المسرح هى بالضبط ما انتهينا إليه، بعد مناقشات مستفيضة، واغلب الجوائز حظيت بإجماع كل الأعضاء، وليس فقط الأغلبية.

جائزة الجمهور لها اعتبارات أخرى، ولا علاقة لها بلجنة التحكيم، إنها التعبير الصحيح عن رغبات الناس، بالتصويت المباشر. حصول منى زكى على جائزة لجنة التحكيم وأيضًا الجمهور كأحسن ممثلة عن (تحت الوصاية) يعنى التوافق بين التقييم الفنى والمزاج الشعبى، وبالفعل سيظل (تحت الوصاية) للمخرج محمد شاكر خضير علامة فارقة فى تاريخ الدراما المصرية المرصعة بعشرات من اللآلئ على مدار تاريخها، كما أن أداء منى زكى الذى وصل إلى ذروة المعايشة دخل تاريخنا الفنى.

وتبقى ملاحظات.. 60 سنة دراما تستحق أن تصبح عنوانًا لدراسة موازية، وفيلم تسجيلى يروى بتفاصيل أكثر، وفى زمن أكثر هدوءًا وبمساحة أكبر، قطعًا المخرج جمال عبدالحميد حاول تحت سيف توقيت زمنى قاهر أن يقدم رؤية فى حدود المتاح، ولكن لا يزال الأمر بحاجة إلى تناول توثيقى أشد عمقًا.

الإخراج المسرحى للحفل كان بحاجة إلى بروفات أكثر وإلى رؤية لها دراية وإلمام بطبيعة الجوائز.

عندما يحصل مثلًا مبدعان على جائزة السيناريو، هذا لا يعنى قطعًا أنها نصف جائزة ونصف تمثال، كما شاهدنا على خشبة المسرح، ولكن كل منهما يستحق الجائزة والتمثال، كما أن اختيار الوجوه الجديدة التى وصل عددها إلى ستة وجوه من الرجال والنساء، وزع على كل ثلاثة تمثال واحد، كان الحل المباشر يفرض أن يحمل كل منهم تمثالًا. ينبغى أن تظل لجنة التحكيم على خشبة المسرح حتى انتهاء مراسم التوزيع.

ولا يصعد كل محكم باللجنة لتوزيع جائزة، ثم يغادر الرقعة ليعود بعد قليل لتوزيع جائزة أخرى، كما أن اللجنة يجب أن تختتم عملها بصورة جماعية تظل فى الذاكرة ليدرك الجميع أن هؤلاء هم الفائزون بمهرجان الدراما فى 2023. المخرج المسرحى لم يدرك كل تلك التفاصيل، بينما محمد رمضان، فى نهاية الحفل، وبذكاء أولاد البلد، وجه الدعوة إلى كل المشاركين فى مسلسل (جعفر العمدة) لالتقاط صورة تذكارية، باعتباره المسلسل الأول عند الجمهور.

نور الدمرداش فى إخراج المسلسلات، وفهمى عبدالحميد فى الفوازير، يستحق كل منهما كرائدين كل فى مجاله تكريمًا خاصًّا يليق بالمناسبة، وليس كما شاهدناهما واقفين فى الطابور.

مهرجان (القاهرة للدراما) وُلد ليبقى، وأول عناصر البقاء أن يطل دائمًا على كل الآراء، وأولها تلك التى تتناول السلبيات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

60 سنة فى حب المسلسلات 60 سنة فى حب المسلسلات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon