توقيت القاهرة المحلي 10:23:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يخفت الضوء

  مصر اليوم -

عندما يخفت الضوء

بقلم - طارق الشناوي

أخيرًا عادت إلى الاستديو، فى بداية المشوار، احتلت مساحة كبيرة من الترقب، أجرت جراحة فى أنفها فلم تعد ملامحها كما كانت، لا يهم سواء اضطرت إليها بعد سقوطها من على الحصان كما تقول هى، أو لأنها اعتقدت مثل قسط وافر من النساء أن تلك الخطوة سوف تضفى عليها جمالًا وجاذبية.
التغيير لم يكن لصالحها،إلا أنه لم يفقدها جمالها، ولعبت بعدها بطولة عدد من الأفلام، ثم توقف رنين التليفون.

التقيتها، قبل نحو ثلاث سنوات، فى مهرجان (مالمو) بالسويد، وجرى بيننا حوار، ولاحظت إلى أى مدى تتمتع بصدق وعفوية وتلقائية، تحكى الكثير غير الصالح للنشر، برغم أنه لقاؤنا الأول، بدون حتى أن تطلب منى عدم النشر.

كتبت من قبل على مواقع التواصل الاجتماعى فاضحة قسوة الوسط الفنى،لا أحد يطلبها من شركات الإنتاج، ولا حتى الأصدقاء، من حق شركات الإنتاج، طبعًا، حرية الاختيار، ولكن ما عذر الأصدقاء؟.

الحياة بها قسوة، ولا ننتظر جرعات مجانية من الدفء والحنية، تذكروا قصة يوسف السباعى (أرض النفاق) التى تحولت فى الستينيات إلى فيلم سينمائى لعب بطولته فؤاد المهندس، وقبل بضع سنوات شاهدناها فى مسلسل تليفزيونى بطولة محمد هنيدى، جاءت نهايتها لتؤكد أن النفاق سيستمر، المثل يقول (كلب العمدة مات ذهب الجميع لتقديم واجب العزاء، مات العمدة، لم يأت أحد).

مع سقوط الفنان، أو خفوت الضوء، أجد أن الزملاء عادة ينسحبون تباعًا، كم قرأنا عن نجوم مثل جورج سيدهم والمنتصر بالله ورياض القصبجى وغيرهم، بعد أن أقعدهم المرض يتساءلون: أين الأصدقاء؟، تابعنا فنانًا قديرًا بحجم عبد الرحمن أبوزهرة وهو يؤكد أن ما يُعرض عليه فى السنوات الأخيرة مجرد أدوار هامشية لن يرضى أبدًا بأن تلوث تاريخه.

قالت لى الفنانة الكبيرة سناء جميل قبل رحيلها ببضع سنوات، إنها تواصلت مع كبار المسؤولين عندما وجدت أنها أصبحت خارج الخريطة، فلم يتحرك أحد، فطلبت من عادل إمام وأحمد زكى أن تشاركهما البطولة، وهو بالفعل ما حققه لها أحمد زكى بفيلمى (سواق الهانم) و(اضحك الصورة تطلع حلوة).
الفنان يعانى التجاهل عندما يكبر فى العمر، أو عندما يفقد لياقته الإبداعية، ومن الممكن أيضًا أن نجد فنانًا فى عز العطاء، لسبب أو لآخر، لم يعد على الخريطة، حكى لى إبراهيم نصر، وهو أحد الموهوبين الكبار، أنه كان كثيرًا ما يتعجب من ضآلة الترشيحات التى تأتى له، وفى جلسة سأل أحمد زكى فأجابه: لا أدرى لماذا بعد تسكين الأدوار نكتشف فجأة أننا نسيناك!.

نتذكر الرسالة الحزينة التى كتبها إسماعيل ياسين على صفحات الجرائد نهاية الستينيات مستجيرًا بالدولة، طالبًا للعمل رغم أن أفلامه التى لعب بطولتها فى الأربعينيات والخمسينيات حققت أعلى إيرادات فى تاريخ السينما.

عبدالفتاح القصرى عاش أواخر أيام عمره فى (بدروم)، يقتات من المارة قوت يومه، بعد أن أصيب بفقدان الذاكرة. فاطمة رشدى التى أطلقوا عليها (سارة برنار الشرق) كثيرًا ما كانت تشكو من العوز. عماد حمدى قال فى آخر حوار تليفزيونى إن معاشه من نقابة الممثلين لا يكفى للإنفاق على شراء سجائره.

الحياة قاسية هذه حقيقة، إلا أن الوسط الفنى أشد قسوة؛ لأنه بلا ذاكرة ولا قلب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يخفت الضوء عندما يخفت الضوء



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon