توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يخفت الضوء

  مصر اليوم -

عندما يخفت الضوء

بقلم - طارق الشناوي

أخيرًا عادت إلى الاستديو، فى بداية المشوار، احتلت مساحة كبيرة من الترقب، أجرت جراحة فى أنفها فلم تعد ملامحها كما كانت، لا يهم سواء اضطرت إليها بعد سقوطها من على الحصان كما تقول هى، أو لأنها اعتقدت مثل قسط وافر من النساء أن تلك الخطوة سوف تضفى عليها جمالًا وجاذبية.
التغيير لم يكن لصالحها،إلا أنه لم يفقدها جمالها، ولعبت بعدها بطولة عدد من الأفلام، ثم توقف رنين التليفون.

التقيتها، قبل نحو ثلاث سنوات، فى مهرجان (مالمو) بالسويد، وجرى بيننا حوار، ولاحظت إلى أى مدى تتمتع بصدق وعفوية وتلقائية، تحكى الكثير غير الصالح للنشر، برغم أنه لقاؤنا الأول، بدون حتى أن تطلب منى عدم النشر.

كتبت من قبل على مواقع التواصل الاجتماعى فاضحة قسوة الوسط الفنى،لا أحد يطلبها من شركات الإنتاج، ولا حتى الأصدقاء، من حق شركات الإنتاج، طبعًا، حرية الاختيار، ولكن ما عذر الأصدقاء؟.

الحياة بها قسوة، ولا ننتظر جرعات مجانية من الدفء والحنية، تذكروا قصة يوسف السباعى (أرض النفاق) التى تحولت فى الستينيات إلى فيلم سينمائى لعب بطولته فؤاد المهندس، وقبل بضع سنوات شاهدناها فى مسلسل تليفزيونى بطولة محمد هنيدى، جاءت نهايتها لتؤكد أن النفاق سيستمر، المثل يقول (كلب العمدة مات ذهب الجميع لتقديم واجب العزاء، مات العمدة، لم يأت أحد).

مع سقوط الفنان، أو خفوت الضوء، أجد أن الزملاء عادة ينسحبون تباعًا، كم قرأنا عن نجوم مثل جورج سيدهم والمنتصر بالله ورياض القصبجى وغيرهم، بعد أن أقعدهم المرض يتساءلون: أين الأصدقاء؟، تابعنا فنانًا قديرًا بحجم عبد الرحمن أبوزهرة وهو يؤكد أن ما يُعرض عليه فى السنوات الأخيرة مجرد أدوار هامشية لن يرضى أبدًا بأن تلوث تاريخه.

قالت لى الفنانة الكبيرة سناء جميل قبل رحيلها ببضع سنوات، إنها تواصلت مع كبار المسؤولين عندما وجدت أنها أصبحت خارج الخريطة، فلم يتحرك أحد، فطلبت من عادل إمام وأحمد زكى أن تشاركهما البطولة، وهو بالفعل ما حققه لها أحمد زكى بفيلمى (سواق الهانم) و(اضحك الصورة تطلع حلوة).
الفنان يعانى التجاهل عندما يكبر فى العمر، أو عندما يفقد لياقته الإبداعية، ومن الممكن أيضًا أن نجد فنانًا فى عز العطاء، لسبب أو لآخر، لم يعد على الخريطة، حكى لى إبراهيم نصر، وهو أحد الموهوبين الكبار، أنه كان كثيرًا ما يتعجب من ضآلة الترشيحات التى تأتى له، وفى جلسة سأل أحمد زكى فأجابه: لا أدرى لماذا بعد تسكين الأدوار نكتشف فجأة أننا نسيناك!.

نتذكر الرسالة الحزينة التى كتبها إسماعيل ياسين على صفحات الجرائد نهاية الستينيات مستجيرًا بالدولة، طالبًا للعمل رغم أن أفلامه التى لعب بطولتها فى الأربعينيات والخمسينيات حققت أعلى إيرادات فى تاريخ السينما.

عبدالفتاح القصرى عاش أواخر أيام عمره فى (بدروم)، يقتات من المارة قوت يومه، بعد أن أصيب بفقدان الذاكرة. فاطمة رشدى التى أطلقوا عليها (سارة برنار الشرق) كثيرًا ما كانت تشكو من العوز. عماد حمدى قال فى آخر حوار تليفزيونى إن معاشه من نقابة الممثلين لا يكفى للإنفاق على شراء سجائره.

الحياة قاسية هذه حقيقة، إلا أن الوسط الفنى أشد قسوة؛ لأنه بلا ذاكرة ولا قلب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يخفت الضوء عندما يخفت الضوء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon