توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دماء طفل.. لن تفرق معك ديانته

  مصر اليوم -

دماء طفل لن تفرق معك ديانته

بقلم - طارق الشناوي

الانتقام الذى أعلنته إسرائيل بقلب بارد مدجج بأطنان من القنابل الحارقة، وبحماية أمريكية أوروبية ضد أهلنا فى غزة لن يسفر سوى عن مزيد من الدماء، وصل عدد الضحايا الإسرائيليين من جراء الهجوم الذى شنته قبل أسبوع حماس 1200 قتيل، وهو رقم يقترب من تلث قتلاها فى حرب أكتوبر، لم ولن تفيق حتى الآن من الكابوس.

حصار غزة غير الإنسانى لن يصبح هو الجدار الفولاذى الفاصل الذى يضمن لها أن هؤلاء الذين تراهم ضعفاء ولا حول لهم ولا قوة، لن يعاودوا توجيه ضربة أشد إيلامًا.

دعونا نتفق، قتل مدنى ودماء طفل، مستحيل أن تقبله النفس البشرية، ولا يمكن أن تسأل وقتها عن ديانة أو جنس، مسلم مسيحى يهودى بوذى، الدماء كلها حرام، ولا يمكن تبريرها، ولا سبيل سوى طريق واحد، يولد فى عز اشتعال النيران، وهو أن نحتكم إلى العقل بالتفاوض.

حماس لم تكن تعبر عن فصيل مسلح ولا عن غضب فقط فلسطينى، ولكنه غضب عربى، لحالة الاختناق التى تمارسها إسرائيل على سكان قطاع غزة. مليونا إنسان أعزل تسحقهم يوميا آلة الانتقام الصهيونية، تسخر منهم، ومن دينهم ولم يسلم المسيحيون من هذا الازدراء، الذى تمارسه إسرائيل ضد كل من هو غير يهودى.

الدعاية الإسرائيلية تسعى لكى تصدّر للعالم أن حماس تساوى داعش، حتى يقف الجميع ضدهم، متجاهلة عمق الحكاية وهو أن انتقام إسرائيل وممارساتها المتغطرسة فى غزة والقدس حركت بداخل كل فلسطينى رغبة فى الانتقام.

هناك صور و(كليبات) يتم توزيعها عالميًّا للنيل من المقاومة الفلسطينية حتى يبدو الأمر موجهًا ضد الإنسانية، وهم يجيدون تسخير كل تلك الحكايات المختلقة، فى جزء كبير منها لاكتساب الرأى العام، لأننا مع الأسف برغم كل ما نملكه من وثائق وحقائق، يفوتنا غالبًا أن نفهم شفرة التواصل مع العالم وتفهم كل دوافعه.

المعركة ليست تلك التى تكسبها على الأرض، ولكن الفضاء الإعلامى يجب أن تضمن كحد أدنى وقوفه على الحياد، الطريق هو امتلاك تلك الشفرة السحرية، هم يكسبون الرأى العام لأنه ليست لديه دراية بالتفاصيل، يصدق كل ما يقدمونه له، لأننا حتى الآن لا نعرف الشفرة.

موقف المصريين منحازًا لفلسطين تسطيع أن تراه فى التبرع بدماء الشباب وتراه أيضًا فى هتاف مباراة كرة قدم وفى هتاف طلبة جامعة الأزهر، مصر ملتزمة بالقضية الفلسطينية لأنها تساوى الأمن القومى للوطن، خطة إسرائيل الشريرة (صفقة القرن) لإنهاء القضية بتقديم وطن بديل لسكان غزة فى سيناء، صارت هى (صفعة القرن). هو حل مرفوض وغير مبرر أصلًا منذ زمن أنور السادات وحسنى مبارك وعبدالفتاح السيسى. الوحيد الذى تعاطف مع الصفقة الشيطانية هو محمد مرسى؛ لأن الإخوان لا يعنيهم تراب الوطن.

الداخل الفلسطينى يدرك أن المقصود هو إجهاض القضية الفلسطينية، فهو حل مستحيل مصريًّا بقدر ما هو مستحيل فلسطينيًّا، كل من يحلم بفلسطين لن يفرط فى غزة.

الحل ينبت من الدمار، نعم، يجب أن تدرك إسرائيل أنها ربما تستطيع أن تقتل عشرات الأضعاف من الفلسطينيين انتقامًا لقتلاها، ولكنها ستستيقظ يومًا وتجد أن مسلحين من فلسطين، ليس مهمًّا اسم الفصيل، حماس أو كفاح أو سماح، سيطروا على (تل أبيب)، وأقاموا فى (الكنيست). السلام إذا أرادته إسرائيل ليس مقابل السلام كما تردد دومًا، ولكن أن توافق على منح الفلسطينيين وطنًا عاصمته القدس الشرقية يتعامل بندية مع دولة الجوار. الانتقام الذى تعد له إسرائيل ستدفع ثمنه انتقامًا أشد ضراوة، ليتهم يتعلمون الدرس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دماء طفل لن تفرق معك ديانته دماء طفل لن تفرق معك ديانته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon