توقيت القاهرة المحلي 17:31:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشروع عمر الشريف المجهض

  مصر اليوم -

مشروع عمر الشريف المجهض

بقلم - طارق الشناوي

العديد من الدروس علينا استيعابها من خلال توقيت عرض فيلم (جولدا) مواكبًا لليوبيل الذهبى (50 عاما) على انتصارنا فى حرب 6 أكتوبر.

قول واحد: الفيلم الذى شاهدته فى قسم (البانوراما) بمهرجان برلين فبراير الماضى يزيف التاريخ.. من حقنا أن نقول ذلك وأكثر عن الفيلم البريطانى للمخرج نيكولاس مارتن وبطولة هيلين ميرين الفنانة المبدعة الحائزة من قبل أوسكار عن فيلم (الملكة) قبل نحو 18 عاما.

هل بإعلان الرفض انتهى دورنا فى مواجهة رسالة الفيلم التى صدّرها للعالم من خلال واحد من أعرق المهرجانات فى الدنيا وأكثرها تأثيرا؟.. كل تلك التفاصيل ليست عشوائية، وتوقيت العرض الجماهيرى العالمى (مقصود مقصود مقصود).

الشريط السينمائى يقلب الحقائق، معتبرا انتصارنا كعرب فى أكتوبر 73 تحقق فقط فى الأيام الأولى للحرب، بعدها انقلبت الموازين، والجيش الإسرائيلى بعد اختراقه الثغرة صار منتصرا، وهو ترويج خاطئ لأكذوبةٍ صدّروها للعالم، يكررونها فى أفلامهم، ولم تكن المرة الأولى، ولا أتصورها الأخيرة.

الصهيونية أدركت مبكرًا وقبل أكثر من مائة عام؛ أى قبل قيامها كدولة، خطورة هذا السلاح- أقصد السينما- بينما نحن غائبون تماما عن المشهد.

عرفت إسرائيل أهمية السينما، واستخدمتها فى التمهيد لاحتلال الأرض من قبل حتى (وعد بلفور) آرثر بلفور 1917 وزير الخارجية البريطانى لإقامة وطن لإسرائيل.. فورًا، نشطت العقلية الإسرائيلية وقدمت أفلامًا تسجيلية صامتة عن حق إسرائيل المزعوم فى أرض فلسطين، مثل (قطيع ماعز فى القدس).. وبعد دخول الصوت، وفى مطلع الثلاثينيات، قدمت أيضا أفلامًا مثل: (صبار) وتعددت الأفلام الإسرائيلية خاصة بعد نكبة 48.

اكتفينا نحن بأغانٍ نرددها فيما بيننا مثل: (أخى جاوز الظالمون المدى / فحق الجهاد وحق الفدا) لعلى محمود طه، تلحين وغناء عبدالوهاب.. فى عام 1960، واصل بن جوريون مؤسس الدولة العبرية استخدام هذا السلاح، وساهم فى إنجاز فيلم (أكسودس) بطولة بول نيومان وحصد الأوسكار. بين الحين والآخر.

يقدمون أفلامًا تتحدث عن رغبتهم فى السلام مثل: (زيارة الفرقة الموسيقية) 2007 شاهدته فى مهرجان (كان)، حاولوا اختراق أكثر من مهرجان عربى، وقدموا فى المشهد الأخير عناقًا بين العلمين المصرى والإسرائيلى، وتداخلت موسيقى النشيدين الوطنيين.. لا أنكر أنهم يعلنون دائمًا عن رغبتهم فى السلام.

بينما الممارسات على الأرض تؤكد أنهم لا يجيدون سوى الاغتصاب، حتى فى فيلم (جولدا) أسهبوا فى تقديم مشاهد تسجيلية لمفاوضات السلام بين الرئيس الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن، وحضرت جانبا منها جولدا مائير، لثقلها التاريخى، وتضاحكت كثيرًا مع السادات.. أنهى الفيلم البريطانى مشاهده بحمام سلام مقتولا على الأرض، وكأنهم يريدون السلام بينما نحن الذين نسفك الدماء.

كان الرئيس أنور السادات مولعا بالفن والسينما تحديدا، وحاول فى شبابه أن يصبح ممثلا فى فيلم (تيتاوونج) إخراج أمينة محمد.. ورغم ذلك، فإنه بدافع حرصه على السرية المطلقة لم يسمح بتواجد كاميرات فى بداية حرب العبور، وكل ما نشاهده فى الأفلام لقطات أعيد تصويرها بعد ذلك.

قال لى عمر الشريف الذى ربطته صداقة مع السادات، إنه طلب منه إنتاج فيلم عن أكتوبر، ورصد له ميزانية مفتوحة، وافق عمر الشريف فى البداية، إلا أنه بعد ذلك تراجع، وقال لى: «لو نجح الفيلم سيُحسب للسادات، ولو فشل سأواجه أنا فقط نيران الغضب».

هل كل الإسرائيليين سعداء بالفيلم؟!.. نعم، ولكن فرحتهم منقوصة؛ لأن هيلين ميرن ليست يهودية، هل رأيتم تعصبًا أكثر من ذلك، وما الذى علينا أن نقدمه، هل نكتفى بالأفلام المصرية الستة التى قدمناها مواكبة لانتصار أكتوبر؟!.. غدًا نجيب عن السؤالين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع عمر الشريف المجهض مشروع عمر الشريف المجهض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon