توقيت القاهرة المحلي 23:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعبطة فى قطار النجاح

  مصر اليوم -

شعبطة فى قطار النجاح

بقلم - طارق الشناوي

برغم الضغوط التى تنهال على كل من محمد سامى، كاتب ومخرج (جعفر العمدة)، وبطل العمل محمد رمضان بتقديم جزء ثان، فأنا أعتقد أن ذكاءهما سيحول دون الاستسلام لتلك الفكرة التى تبدو نظريا مضمونة النجاح.

عندما يرتفع منسوب التوقع تفقد أهم سلاح فى علاقة العمل الفنى مع الجمهور وهو إثارة الدهشة، الشريط الذى لا يثير بداخلك هذا الإحساس، ووقوده هو ترقب لأحداث يخسر مؤكد ضربة البداية.

أتذكر قبل نحو ثلاث سنوات الكل تحدث عن جزء ثان من مسلسل (بـ100 وش) بطولة نيللى كريم وآسر ياسين، وهناك من اقترح أن تعود المخرجة كاملة أبوذكرى للسينما من خلال هذه الفكرة مضمونة النجاح، واقعيا غابت كاملة عن السينما والتليفزيون عاما جديدا ثم عادت للشاشة الصغيرة مع (بطلوع الروح)، بعد أن غيرت البوصلة 180 درجة.

على مدى ربع قرن ونحن نتابع أخبار الجزء الثانى من فيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية)، هنيدى يؤكد حماسه للمشروع والكاتب مدحت العدل لا ينفى أن الأمر جاد وأنه بصدد البحث عن فكرة.

الواقع يؤكد استحالة أن يجتمع كل هؤلاء الأبطال مجددا، الكل يعترف بأنهم حققوا النجاح الجماهيرى تحت مظلة محمد هنيدى عام 1998 فهو صاحب المشروع واسمه تصدر (التترات) و(الأفيشات)، ولكن هل يقبل أحمد السقا ومنى زكى وطارق لطفى وغادة عادل وهانى رمزى وفتحى عبدالوهاب أن يعودوا فى نفس المساحات؟.

المؤكد أنك ستتابع على صفحات الجرائد والمواقع كلمات ترحيب بالفكرة من الجميع، وأنهم يشرفهم الوقوف مجددا خلف هنيدى، هذا هو الوجه النظرى من الحكاية، بينما العملى شىء آخر، الكل سوف يتوقف أمام مساحته فى الدراما، وأيضا نصيبه فى الأجر، هذا لو افترضنا جدلا أن مدحت العدل وجد بالفعل الفكرة التى ينسج من خلالها السيناريو.

لديكم مثلا فيلم (غبى منه فيه)، يكمل العشرين عاما بعد عام واحد، وهو أكثر أفلام هانى رمزى نجاحا فى دور العرض، والمخرج رامى إمام متحمس جدا، لتقديم جزء ثان، هل هى فكرة مضمونة النجاح؟ هانى تغير ومكانته عند جمهور السينما كورقة رابحة لم تعد فى صدارة المشهد، كما أننا فقدنا من شاركاه البطولة حسن حسنى وطلعت زكريا، ولا بديل لهما.

دائما فى مثل هذه المعادلات لدينا التاريخ والجغرافيا، نتعامل فقط مع اللحظة الراهنة التى تشير إلى موقع النجم على الخريطة، وهى الجغرافيا، إنه العنصر الحاسم فى المعادلة الفنية، بينما التاريخ يظل فى الكتاب.

قال أحد المخرجين مؤخرا، فى حوار تليفزيونى، طالما أن العمل الفنى لم ينته بموت الأبطال على الشاشة، إذن فما الذى يمنع من تقديم جزء ثان، ولو بأبطال آخرين؟.

أغلب الأعمال الدرامية، حتى أفلام الكوارث، لا تنتهى عادة بموت الجميع، وهى بهذا المعيار من الممكن أن تتحمل جزءا ثانيا، تخيلوا (بداية ونهاية) قصة نجيب محفوظ وإخراج صلاح أبوسيف تنتظر باقى الحكاية، لأن الأحداث لم تنته بموت كل الأبطال.

عندما يجد الفنان أن الحاضر لا يحمل الكثير من التفاؤل، يحاول إعادة تنشيط ذاكرة الجمهور بالذى مضى، إلا أن الناس فى العادة تردد على طريقة ليلى مراد (كان فعل ماض ما تسيبه ف حاله).

تابعنا مثلا كيف أن محاولة صناعة جزء سادس من (ليالى الحلمية)، قبل خمس سنوات، باءت بالفشل الذريع، أتذكر جيدا أن يحيى الفخرانى أراد التوقف عند الرابع، ولكن بسبب إلحاح الكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ وافق عام 1995 على التواجد فى مساحة أقرب إلى ضيف شرف فى دور (سليم البدرى).

وبديهى عند تقديم السادس اعتذر، ومن مثلوا أدوارهم مجددا مثل صفية العمرى وهشام سليم وإلهام شاهين أعلنوا ندمهم. (الشعبطة) فى قطار النجاح أول طريق الفشل!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعبطة فى قطار النجاح شعبطة فى قطار النجاح



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 01:41 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 09:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 08:19 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 05:45 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

الأهلي يواجه سبورتنج في سوبر اليد الليلة

GMT 10:33 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أفضل 10 فنادق عائلية في جزر المالديف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon