توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالوهاب «أحبك الآن أكثر»

  مصر اليوم -

عبدالوهاب «أحبك الآن أكثر»

بقلم - طارق الشناوي

عندما كنت أعقد مقارنة بين عبدالوهاب وأم كلثوم، أجد نفسى أنحاز مباشرة إلى أم كلثوم، يختلط الأمر بين الفنى والشخصى، تتمثل أمامى العديد من مواقف (الست) الاجتماعية والوطنية، وتكسب (أم كلثوم).

لو كانت الإذاعة تقدم على موجة أغنية لعبدالوهاب، وعلى أخرى أغنية لعبدالحليم، أختار بدون تردد عبدالحليم، إلا أننى اكتشفت، خلال السنوات الأخيرة، أن هناك شيئا ما يقربنى من عبدالوهاب، وأننى أحمل بداخلى جينات وهابية مستترة، تبحث عن وسيلة لإعلان الحب، كانت فقط تتحين الفرصة، وجاءت الفرصة عندما التقيت المايسترو سليم سحاب، فى جلسة خاصة، امتدت ساعات، وبدأ فى تحليل تفاصيل عدد من ألحان عبدالوهاب، اكتشفت كم كان سابقا لزمنه، وكم كان ملهما أيضا لمن جاءوا بعده، وأعطى لهم الإشارة والبشارة، ليكملوا الطريق، صحيح أنه أنصت جيدا لهم، إلا أنه استطاع استيعاب مفرداتهم، وأضاف إليها لمسته الخاصة.

تأملت كثيرا المقدمة الموسيقية لـ(انت عمرى)، ذروة لحنية فى بساطتها وعمقها رددتها مباشرة الجماهير، ثورة كلثومية، لأول مرة تنتظر «أم كلثوم» حتى تنتهى الفرقة من تقديم مقدمة موسيقية متكاملة، «عبدالوهاب» كان موازياً لأم كلثوم فى لقائه معها، بعدها فتح الطريق لبليغ حمدى، بليغ سبق عبدالوهاب فى التلحين لأم كلثوم، بنحو أربع سنوات، إلا أنه، بعد (انت عمرى) قدم لأم كلثوم مذاقا أكثر عصرية موازيا لعبدالوهاب.

الذى يسعى دائما لإضافة بصمته الخاصة، حتى مع الأصوات الراسخة، استعيد لحن «عبدالوهاب» لشادية (أحبك أحبك)، ألحان قليلة جداً قدمها لشادية، بينما استحوذت أصوات نجاة وفايزة وصباح ووردة على النصيب الأكبر من ألحانه، كانت شادية ترى ملامح صوتها أكثر مع محمد فوزى ومحمود الشريف ومنير مراد، قبل أن تبدأ مشوارها مع بليغ حمدى، ورغم ذلك نلمح عبدالوهاب مع شادية فى لحن آخر يقطر خفة ظل «بسبوسة».. عبدالوهاب مثلاً منح سعاد مكاوى لحنا شعبيا لا ينسى «قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى»، كما أنه يغنى بصوته أغنيات خفيفة: «حبيبى لعبته الهجر والجفا» ورائعتيه «أنا والعذاب وهواك» و«آه منك يا جارحنى».. اكتشفت مع التراكم النغمى أننى أحب «عبدالوهاب».

ولكن ما سر هذا التباعد النفسى؟ أعود نحو 40 عاماً، كنت قد كتبت تحقيقاً فى مجلة اسمها «الوادى» مصرية سودانية تصدرها مؤسسة «روز اليوسف»، عنوانه «أنا والعذاب وعبدالوهاب»، تناولت فيه السرقات الموسيقية لعبدالوهاب، وكان شهود وقائع السرقة أحياء يرزقون: محمود الشريف، محمد الموجى، رؤوف ذهنى وعازف الأوكورديون مختار السيد وغيرهم.

كل منهم حكى أكثر من واقعة.. ونشرت التحقيق وغضب عبدالوهاب، وحاول منعى من الكتابة عن طريق الاتصال مباشرة بمجلس الشورى، كل هذه الوقائع حكاها لى بعد ذلك أستاذى لويس جريس، ولم أكن أدرى شيئاً، وقال لى سوف نصالحه بطريقتنا وشاركت مجلتا روز اليوسف وصباح الخير فى نشر أكثر من مقال يشيد بعبدالوهاب، وظلت هذه الواقعة لا تفارقنى، رغم أننى كنت بين الحين والآخر أتصل به تليفونيا وأسمعته قصيدة (أحببتها) لعمى كامل الشناوى وتحمس لتلحينها، وكان يقول لى أثناء الحوار لا تقول لى أستاذ أنا عمك مثل (كامل ومأمون).

الخاص والعام يؤثران، لا شك، على مشاعرنا، وكلما استطعنا أن نتحرر من الخاص، باتت أحكامنا أكثر موضوعية، وما يتهم به من سرقات، بشىء من التأمل تجدها تحمل بصمته الخاصة، اكتشفت، مع الأيام، أننى أحببت عبدالوهاب أكثر، لكن (على نار هادئة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالوهاب «أحبك الآن أكثر» عبدالوهاب «أحبك الآن أكثر»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon