توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يلعنهم صباحا ويصالحهم مساء

  مصر اليوم -

يلعنهم صباحا ويصالحهم مساء

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو خمسة أيام وأنت وأنا والجيران نستمتع بصوت عبد المطلب، وهو يردد (رمضان جانا) التى انطلقت قبل نحو 60 عاما، ولاتزال هى العنوان، عشرات من الأغانى حاولت، لكن (ولا الهوا).

صوت عبد المطلب امتزج مع موسيقى الملحن العبقرى محمود الشريف، فأصبحت الأغنية تعنى فى الضمير الجمعى رؤية الهلال، هناك أغنيات أخرى لعبد العزيز محمود ومحمد فوزى والثلاثى المرح وعلى الحجار وغيرهم، إلا أن رمضان هو عبد المطلب.

لو اتسعت الدائرة، فهل نكتشف أننا لا نزال نقتات على الماضى، هل توقف بنا الزمن عند أغنيات عبد الحليم وأم كلثوم وأفلام ليلى مراد وفاتن حمامة وسعاد حسنى ورشدى أباظة وفريد شوقى، أم أنه زمن عمرو دياب وويجز وشاكوش وشيرين وأنغام ونانسى عجرم وكريم عبد العزيز ومحمد رمضان ومنة شلبى وغيرهم.

تعودنا فى الصحافة أن نستجير بالماضى، ونعود للأرقام من خلالها نوثق المعلومة، كثيراً ما تقرأ هذا الخبر الذى يؤكد بالأرقام أن عبد الحليم حافظ يحتل المركز الأول فى المبيعات وأن «أم كلثوم» الأولى أيضاً، الحقيقة فى الشارع تشير إلى أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً.. أنا هنا لا أتحدث عن القيمة الفنية، ولكن عن مشاعر الناس وتحديدا القوة الشرائية، الجمهور المستهدف هم الشباب.

هؤلاء الذين يقطعون تذكرة الدخول إلى دور العرض لمشاهدة نجوم هذا الجيل، كما أن الشاشة الصغيرة خاصة فى رمضان لا تتوقف عن الدفع بعدد من النجوم الجدد، نرى بين الحين والآخر إعادة تفنيط (الكوتشينة).

الجديد دائماً له جاذبيته، تلك هى القاعدة، أما الاستثناء فإنك ممكن أن تلحظه، مع النجم الذى صمد فى شباك التذاكر نحو أربعين عاما عادل أمام، كما أن يحيى الفخرانى لا يزال يقف فى القمة يترقب جمهور الشاشة الصغيرة إطلالته برغم أن غيابه أصبح الآن يتجاوز العامين، إلا أن شركات الإنتاج تنتظر موافقته على أى جديد.

اختراق حاجز الزمن حالة نادرة، من الممكن أن تراه الآن مع يسرا، لا تزال تحتفظ بمكانتها على خريطة الشاشة الصغيرة، وعلى مدى تجاوز 35 عاما.

بينما جيلها تراجع عن الصدارة التى باتت محجوزة لأسماء مثل نيللى كريم ومنة ومنى وهند وياسمين عبد العزيز وغيرهن.

الماضى لا يمكن إنكاره، الفرق التراثية فى العالم كله تعرض المسرحيات والأغنيات التى صارت جزءا من الوجدان، إلا أن الأغلبية تفضل الجديد، حتى القديم عندما يعاد تقديمه تلمح خلاله لمحة من الزمن الذى نعيشه.. المجتمع الذى يعيش على الماضى فقط هو مجتمع مريض بـ(النوستالجيا) «الحنين للماضى»، كما أن على الجانب الآخر، المجتمع الذى يقطع صلته تماما بتراثه مريض.

جرعة الحنين للماضى يجب تقنينها، الفن مرتبط بالشارع، لو أنك تجولت أمام منافذ البيع سوف تدرك أن الأشرطة والـ C.D لمطربى هذا الجيل تحتل المقدمة بينما على استحياء ربما ترى فى ركن قصى شريطا لأم كلثوم وعبد الحليم ولو كان أم كلثوم وعبد الحليم وفريد وعبد الوهاب الأكثر مبيعاً لرأيت صورهم على واجهة تلك المحلات.

حتى فى زمن هؤلاء الكبار ستلاحظ أن «الأساتوك» لحمدى باتشان وزعت أكثر من «من غير ليه» لمحمد عبد الوهاب.. و«السح الدح امبوه» لأحمد عدوية وزعت أكثر من «أى دمعة حزن لا» لعبد الحليم.. و«ما اشربش الشاى أشرب أزوزة أنا» لليلى نظمى وزعت أكثر من «أراك عصى الدمع» لأم كلثوم. الشارع ينحاز لفنانيه من الشباب.

يلعنهم فى الصباح، ويصالحهم فى المساء، ثم لا يكف على أن يلعنهم حتى صباح اليوم التالى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يلعنهم صباحا ويصالحهم مساء يلعنهم صباحا ويصالحهم مساء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon