توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى نستطيع إغلاق القوس؟

  مصر اليوم -

متى نستطيع إغلاق القوس

بقلم - طارق الشناوي

السؤال عن الحقيقة سيظل دائما يتجدد من جيل إلى جيل، لا يوجد في التاريخ ما يمكن الاطمئنان الكامل إليه باعتباره الحقيقة المطلقة والقول الفصل، بين الحين والآخر نكتشف أن هناك قولا آخر، ربما يدفعنا لقراءة مغايرة، نعيد بعدها ترتيب الوقائع، ما يقوله الفنان أو الشخصية العامة عن نفسه وعن الأحداث التي عاشها، هل هي بالضبط ما حدث؟ أم أنها بعبارة أكثر دقة الحقيقة بزاوية رؤيته؟، دائما هناك حقائق مسكوت عنها، والكثير من التفاصيل، ربما نكتشفها بعد مرور السنوات، وفى لحظات عديدة في التوقيت الخاطئ، بعد أن يغيب شهود الإثبات. عندما قامت ثورة 23 يوليو عام 52، تعددت مواقف الفنانين المؤيدة للثورة وتبرعوا بأموالهم لدعمها، وبعد ذلك انطلق ما عرف وقتها بـ(قطار الرحمة)، حيث شارك العديد من النجوم أمثال فاتن حمامة وماجدة الصباحى ومحمد فوزى ومديحة يسرى وشادية وعماد حمدى وهند رستم وكمال الشناوى وغيرهم، في هذا القطار، الذي يجوب المحافظات المصرية من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، لتقديم المساعدة لكل من يحتاجها.

كان من المعروف تاريخيا أن اللواء محمد نجيب أول رئيس مصرى هو صاحب الفكرة، لكننا اكتشفنا أثناء الاحتفال بذكرى الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد التابعى، أنه صاحب البذرة الأولى، حيث أعيد نشر عمود صحفى قديم له، أوضح فيه ذلك، رغم أن الصحافة تُجمع ولا تزال، إنها فكرة محمد نجيب.

أتذكر بعد رحيل أديبنا الكبير نجيب محفوظ عام 2006 اكتشفنا أن الفيلم الشهير (شباب امرأة)، الذي شارك في مهرجان (كان) 1955 وأخرجه صلاح أبوسيف، ولعبت بطولته تحية كاريوكا وشكرى سرحان، كلنا كنا نعتبر أن نجيب محفوظ مشاركا في كتابة السيناريو، لأنه في كل أحاديثه كان يذكر هذا الفيلم، ضمن أعماله التي يعتز بها، ولم نلحظ أن (التترات) خالية من اسمه، ولم نحل سر هذا اللغز إلا قبل أربعة أعوام، في مذكرات حققها الكاتب الصحفى عادل حمودة لصلاح أبوسيف، كشف أن هناك خدعة قانونية تمت من قبل كاتب قصة (شباب امرأة) أمين يوسف غراب، فأصبحت القصة والسيناريو منسوبان له، رغم أنه- أقصد صلاح- مر بتجربة شخصية مماثلة لأحداث شباب امرأة، في باريس، عندما كان يدرس فن السينما هناك، رواها لكاتب القصة فنسج منها حكاية الفيلم.

المخرج الكبير كمال الشيخ قال لى في تسجيل تليفزيونى أجريته معه عام 2003 قبل رحيله ببضعة أشهر، محفوظ في أرشيف قناة (الأوربت) أن الفيلم الشهير (الصعود للهاوية) الذي لعب بطولته محمود يسن ومديحة كامل منسوب في (التترات) إلى الكاتب صالح مرسى، إلا أن رأفت الميهى الذي ارتبط في بداية مشواره بكتابة أشهر الأفلام لكمال الشيخ مثل (غروب وشروق) هو الذي أعاد كتابة السيناريو والحور الصعود للهاوية مجددا، كذلك روى الكاتب بشير الديك ـ أنه شارك في كتابة فيلم (الهروب) إخراج عاطف الطيب وبطولة أحمد زكى، الفيلم منسوب لمصطفى محرم، الديك ذكر ذلك في حياة مصطفى محرم، قائلا (كنت أبكى وأنا أشاهد الفيلم على قناة فضائية، وأرى أبنى منسوبا في شهادة الميلاد لأب آخر) محرم بدوره شكك تماما في تلك الرواية، وغياب مخرج الفيلم عاطف الطيب والبطل أحمد زكى عن الحياة جعل الإجابة أكثر صعوبة، هل شارك الديك في السيناريو حبا فقط في عاطف الطيب توأمه الروحى، كما يؤكد دائما أم أن هناك أسبابا أخرى؟.

تظل هناك العديد من الوقائع الشائكة مثل أغنية أم كلثوم (يا ليلة العيد) التي يستقبل بها العرب أعيادهم الدينية، كتبها أحمد رامى ولحنها رياض السنباطى، الكثير من المراجع الموسيقية تشير إلى أن بيرم التونسى كشاعر والشيخ زكريا أحمد كملحن لهما نصيب وافر في تلك الأغنية، ما هو بالضبط نصيب تلك المعلومة من الصدق؟ لا أحد يملك الجزم، وستظل لدينا الكثير من تلك الأسئلة، نفتح بعدها القوس، ثم نكتشف أننا عاجزون عن إكمال القوس!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى نستطيع إغلاق القوس متى نستطيع إغلاق القوس



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon