توقيت القاهرة المحلي 12:22:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النجومية

  مصر اليوم -

النجومية

بقلم - طارق الشناوي

لا أحد من حقه أن يدخل فى نوايا أحد، ثم يصدر حكمًا بالإدانة، الأصل قطعًا فى كل الأمور هو البراءة.

أتحدث عن خبر اعتزال ميريهان حسين الذى صعد بها إلى دائرة الاهتمام، ولا أناقش هل تقصده فعلًا؟، أم لإثارة الاهتمام؟، كثير من الفنانين بين الحين والآخر يعلنون اعتزالهم، ولو عدت للأرشيف، بداية أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفاطمة رشدى وليلى مراد وغيرهم، ستجد أن فى صفحات حياتهم ورقة، تشير إلى إعلان اعتزالهم، ولا يعنى ذلك أننى أقارن مثلًا بين ميريهان وأم كلثوم، الاعتزال هو قرار يداعب أى فنان فى أى مرحلة عمرية، ومهما بلغت شهرته ونصيبه من النجاح.

ارتبط الاعتزال فى الأربعين عامًا الأخيرة مع الفنانات بارتداء الحجاب، ومع الرجال بتحريم الفن، اختفى تقريبا من قاموس مبررات الاعتزال، الإحساس بالإحباط.

فى الحياة الفنية تتغير الخريطة فى لحظة، (كوتشينة) النجوم يعاد دائمًا (تفنيطها)، ميريهان مثل أى فنان يبدأ المشوار وهو يحلم بالنجومية الطاغية، ولكن الأمر يتجاوز مجرد الرغبة، تعودنا عندما يحقق فنان نجاحًا طاغيًا، نقول اختصارًا لكل شىء، (أن الله شاور عليه)، نقصد أنه منحه نجومية شباك التذاكر أو البيع فى الفضائيات، الدوافع العميقة لتحقيق ذلك لا يمكن إحالتها ببساطة إلى أسباب موضوعية، ما هو غير مرئى أكثر مما يمكن أن تحيله لأسباب موضوعية، أشارت ميريهان إلى أنها لم تحقق النجومية لأسباب خارج النص والمنطق، ولو هناك عدالة لتحقق لها النجومية.

دائما هناك خط مواز نستطيع رصده لفنان قد يحقق قفزة أو اثنتين، لأسباب خارج المنطق ولا تستحقها موهبته، إلا أن استمرار الفنان بسبب قوة دفع خارج النص لا تستمر أبعد من الخطوة الأولى.

من الممكن أن يحصل فنان على البطولة لأسباب متعددة، إلا أنه لو كان لا يستحقها سيسقط حتمًا.

لم يشفع مثلا لابن أخ أم كلثوم (إبراهيم خالد) أن يحقق النجومية فى عالم الطرب، رغم حماس (الست) له، ولم يتجاوز حجمه الفنى (الكورال)، مع تقديرى لكل فنانى (الكورال)، ولم تستطع نادية ذو الفقار، ابنة فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار، أن تقترب من مشاعر الناس، حاولت فاتن الدفع بابنتها بطلة، إلا أن الناس كان لهم رأى آخر، فتوقفت فاتن عن المحاولة.

طبعا ليس الجميع مثل أم كلثوم وفاتن، قد نجد من يكرر المحاولة، إلا أنه فى نهاية الأمر لن يستطيع أن يفرض أقرب الناس إليه على الحياة الفنية.

هل إحساس الفنان أنه لم يأخذ ما يستحق نضعه فى إطار المشاعر الطبيعية؟، قطعًا هى كذلك، لا أحد عادة يقول إنه أخذ أكثر مما يستحق، الكثير منا وفى كل المجالات يعتبر أنه أخذ أقل بكثير مما كان يجب، وبديهى أن يقارن نفسه بآخرين، وبدلًا من السؤال هل موهبتى تستحق؟، لا شعوريًا يجد سلاح الدفاع عن النفس يعلن مباشرة أنهم نجحوا ليس لأنهم الأكثر موهبة، ولكنها (الكوسة)، بينما هو فشل رغم كل ما يتمتع به من إمكانيات لأن (الجنيه يكسب الكارنيه).

الموهبة تولد داخل الفنان ويولد معها أيضًا سلاح المقاومة من أجل البقاء، كل فنان حقق نجومية وجد أن بداخله كل عناصر المقاومة التى اشتعلت فى مرحلة من عمره عندما استشعر أن هناك خطرا يداهمه.

ميرهان وقفت على حافة النجومية ولم تصل إليها، هل هو الوسط الفنى أم أن الأمر يكمن بداخلها، ولا تملك هذا الوميض الخاص الذى يتجاوز الجمال، وينطلق إلى شىء فى الأعماق.

لا أتصور أنها بإعلانها الاعتزال تبحث عن (التريند)، كان من الممكن أن تحصل عليه لو ارتدت مثلًا فستانًا جريئًا.

إلا أنها لا تستحق فى كل الأحوال حالة السخرية التى امتلأ بها (النت)، إعلان الهزيمة على الملأ ليس مجالًا أبدًا للنيل من أحد، سواء عادت للحياة الفنية أم لا، ليس هذا أبدًا هو الموضوع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجومية النجومية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon