توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جعفر والملعقة المقلوبة!!

  مصر اليوم -

جعفر والملعقة المقلوبة

بقلم - طارق الشناوي

حالة التماهى التى يحققها مسلسل (جعفر العمدة) فى الشارع المصرى والعربى وصلت للذروة، الناس لا تشاهد المسلسل، لكنها تتوحد مع البطل، تغضب مع غضبه وتفرح لفرحه، وعندما يصفع واحدة من زوجاته تسبق يدهم يده، وعندما يحنو على أخرى، يسبق حضنهم حضنه، ولو رأيته يشبع خصمه ضربا وطعنا يمسكون هم السكين، إنهم ليسوا فقط مشجعين لكنهم صاروا جميعا (جعفر).

على مدى تاريخ الدراما التليفزيونية حدثت حالات قليلة مماثلة، مثلا فى الستينيات عرض مسلسل (هارب من الأيام) فكانوا يتعاطفون مع البطل عبدالله غيث، ويتمنون أن يحفظوه فى حدقات عيونهم.

وفى نفس المرحلة الزمنية عندما عرض مسلسل (لا تطفئ الشمس) ورحل بطل المسلسل ضمن الأحداث صلاح السعدنى، تحولت مصر إلى سرادق عزاء، مسلسل (ليالى الحلمية) اخترق أبطاله الثلاثة يحيى الفخرانى (سليم البدرى) وصلاح السعدنى (سليمان الغانم) وصفية العمرى (نازك السلحدار) جدار الشاشة ليعيشوا فى الشارع، أحد أنواع السيارات الفارهة التى كانت تميزها الكشافات العريضة حملت اسم (عيون صفية) حبا فى عيون (نازك).

أغلى أنواع البلح فى الأسواق أطلقوا عليه (بلح صفية)، (رأفت الهجان) كان الشباب يقصون شعر رأسهم على طريقة الهجان، ويرتدون (تيشيرت) الهجان، رغم أن الأحداث وهو شاب كانت تجرى فى الخمسينيات.

أتذكر أننا فى مطلع التسعينيات، سافرنا كوفد رسمى إلى مملكة البحرين لتكريم السينما المصرية، وكان محمود عبدالعزيز ضمن الضيوف، عندما صعدنا إلى خشبة المسرح للتكريم وبدلا من سماع موسيقى السلام الوطنى، قدموا لنا هدية موسيقى تتر (رأفت الهجان).

مع مسلسل (يتربى فى عزو) حدث هذا التوحد حتى إن (ماما نونة) الفنانة القديرة كريمة مختار عند رحيلها فى الحلقات الأخيرة من المسلسل بكى الجميع مع حمادة عزو (يحيى الفخرانى).

صنعوا لها دمية كانت هى أغلى هدية يتم تبادلها فى العيد، نور الشريف فى (الحاج متولى) تحول إلى أيقونة تتردد فى الثقافة الشعبية، محمد رمضان مع المخرج محمد سامى حقق ذلك ثلاث مرات متتالية (الأسطورة ) ثم (البرنس) ثم (جعفر العمدة)، وأقاموا الأفراح عند حصوله على الإفراج من السجن.

ليس هذا مجال للمقارنة الفكرية والجمالية بين مسلسل مثل (جعفر العمدة) و(ليالى الحلمية)، كنص درامى، إلا أن ما يجمعهما هو النجاح الشعبى مع اختلاف الأسلحة، علينا احترام النجاح الشعبى ودراسته اجتماعيا.

(جعفر العمدة) مهما كان به الكثير من الملاحظات والهنات الدرامية للكاتب والمخرج محمد سامى، إلا أن الجمهور ربما بسبب تلك الهنات أحبه وتجاوب معه.

صنعوا (تيشيرت) عليه صورته، وباتو يقلبون كوب الشاى مثله بالملعقة المقلوبة، سامى يميل للمونولوج الدرامى الطويل، كحل دائم، وهو ما يخاصم روح الدراما، القائمة على (الديالوج) الحوار بين الأشخاص.

ولكن ما نراه عمليا نكتشف أن تلك المشاهد تحديدا ينتظرها الجمهور، لو أحصيت فى كل حلقة عدد (المونولوجات) الدرامية التى تحكى فى المحكى لاكتشفت أن العمل الفنى هو عدد لا نهائى من هذه المونولوجات. الناس أحبت كل ما نراه عيوبا درامية.

لو نزعت محمد رمضان من جعفر العمدة سيتضاءل النجاح أو ربما لن تعثر له على أثر، حالة تفاعلية كيميائية بين الكاتب والمخرج محمد سامى ومحمد رمضان.

الأمر يستحق قطعا دراسة هادئة تبدأ من الاعتراف بأن الذائقة الشعبية لا يمكن لأحد تجاهلها، لأنها تعبر عن أسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية ونفسية، تستحق كشف سر التوحد المتجاوز كل الحسابات التقليدية، وكأنه معادل موضوعى لتقليب الشاى بالملعقة المقلوبة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعفر والملعقة المقلوبة جعفر والملعقة المقلوبة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon