توقيت القاهرة المحلي 11:04:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ

  مصر اليوم -

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ

بقلم - طارق الشناوي

رحلت شريفة فاضل، فهل منحناها ما تستحقه من اهتمام؟، أتذكر أننى كنت عضوًا في لجنة عليا لأحد المهرجانات الغنائية، في مطلع الألفية الثالثة، واقترحت عليهم تكريمها، تصورت أن مجرد ذكر اسمها لا يحتاج منى لذكر أي مبررات، اكتشفت أنها بالنسبة للقسط الأكبر من أعضاء تلك اللجنة مجرد صاحبة كباريه اسمه (الليل)، أكدت لهم أن هذا هو الجزء الظاهر فقط، ولكن شريفة علامة مهمة جدًّا في حياتنا الغنائية منذ الخمسينيات، ولا يجوز حصرها في ملهى ليلى، رغم أنه غنى فيه أساطين الغناء الشعبى، مثل عبدالمطلب وشفيق جلال وأحمد عدوية، وحضر فيه يومًا ما لمشاهدة تلك العروض عبدالحليم وعبدالوهاب.

لم أجد إلا نظرات كلها استهجان، وأعتقد أن هذا هو حال الكثير من الأفكار المماثلة، التي ربما لم يعلن حتى عنها خوفًا من نظرة تحمل اتهامًا، شريفة مطربة عانقت النجاح مبكرًا، وغنّت كل الألوان والأطياف، حاولت في مرحلة، بدعم من زوجها السابق، السيد بدير، إحدى أهم أيقونات الدراما، أن تقتحم مجال السينما كممثلة، إلا أن حظها كان قليلًا في هذا المجال، وموهبتها محدودة، بينما في الطرب هي حقًّا صاحبة بصمة استطاعت أن تتواجد في زمن غنى فيه الكبار أمثال عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم ونجاة وفايزة وشادية ووردة وغيرهم، لها رصيد متنوع شارك فيه رياض السنباطى ومحمد فوزى ومحمود الشريف ومحمد الموجى وسيد مكاوى، وتظل بصمة منير مراد حالة خاصة جدًّا. كان منير هو توأم شادية، منذ نهاية الأربعينيات، عندما لحن لها أولى تجاربه (واحد اتنين واحد اتنين أنا وياك يا حبيب العين)، وتعددت النجاحات الجماهيرية، مثل (دبلة الخطوبة) و(يا دنيا زوقوكى) و(خمسة في ستة بتلاتين يوم)، إلا أن شادية انطلقت إلى مكان آخر، يسكن فيه بليغ والموجى والطويل، فقرر منير مراد من خلال شريفة فاضل أن يقدم لونه المميز بألحانه المشاغبة، ومن بينها (حارة السقايين).

التي كتبها حسين السيد، واخترقت حاجز الزمن، وبجرأتها تقف في الصدارة، وأعادها محمد منير ونانسى عجرم، منير مراد كان يرسم بالأنغام ملامحها، وهى كانت بدورها واحدة ممن شكلن ملامح الغناء المصرى.

كيف نحافظ على ذاكرة الوطن؟.

دأبنا على تبديد تلك الذاكرة لأننا لا نستشعر أهمية التوثيق، كثيرًا ما تلاقيت مع قيادات في الإعلام الرسمى والخاص، ودائمًا أحاول أن أنقل إليهم أهمية هذا المشروع، وهو تسجيل بالكاميرا مع كبار المبدعين، الذين عاشوا زمنًا هم شهود عليه.

في مطلع الألفية، تقدمت بفكرة تسجيل مع الموسيقار الكبير، كمال الطويل، حاولت، وفشلت، كان الموسيقار الكبير رافضًا التسجيل في تليفزيون الدولة لخلاف بينه وبين وزير الإعلام الأسبق، صفوت الشريف، بينما الفضائيات لم تستوعب أن «الطويل» شاهد عيان على زمن الكبار، تفرق كثيرًا عندما يتحدث فنان كبير عن الكبار، ولم أجد وقتها سوى أن أسجل 18 ساعة بالصوت فقط للأستاذ، أودعتها مع ابنه، الملحن زياد الطويل.

في الأشهر الأخيرة فقط، فقدنا محمد سلطان وخالد الأمير وشاكر الموجى، وقبلهم الشاعر صلاح فايز، ولم نسجل لأى منهم مشوار حياته لأننا ببساطة لم ندرك أهمية ذلك. غنى في كازينو الليل أغلب المشاهير والعديد من المطربين. كان شارع الهرم هو نقطة الانطلاق، وبعضهم كان يغنى وراء راقصة مع المجموعة، حكايات عديدة رحلت أيضًا مع شريفة فاضل.

علينا أن نسارع بالتسجيل مع شهود عيان هذا الزمن، وما أقسى الأيام، التي تفاجئنا بأن مَن كانوا معنا قبل ساعات قد غادرونا، ولم يتركوا لنا حتى وثيقة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ شريفة فاضل ويتساقط التاريخ



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon