توقيت القاهرة المحلي 16:46:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملائكة تمنحه لحنًا «تحت المخدة»

  مصر اليوم -

الملائكة تمنحه لحنًا «تحت المخدة»

بقلم -طارق الشناوي

كان ينبغى ألا تمر مئوية الموسيقار الكبير محمد الموجى بدون أن نرصد كل هذا السحر المتنوع فى جماله والمتعدد فى طموحه الفنى.

الموجى هو الأغزر بين كل الملحنين يتجاوز الرقم 1800 طبقًا للأوراق الرسمية لجمعية المؤلفين والملحنين، ولا يلاحقه سوى بليغ حمدى 1500، أعلم قطعًا أن الإبداع يقاس بالكيف، ولكن مع الموجى حدث عناق بين الكم والكيف.

الموجى واحد من القلائل الذى يعبرون عن المعنى، هو لا يلحن الكلمة بقدر ما يبحث لها عن رداء موسيقى.

سألونى عنه قبل أيام لتقديم فيلم تسجيلى؟، قلت لو حللتم دماءه لن تجدوا كرات دموية حمراء وبيضاء ولكن مقامات وإيقاعات موسيقية، الموجى خلق لكى يلحن فقط، حتى أسماء بناته الثلاث غنوة وألحان وأنغام، ليس عشوائيا.

ولكنها تنويعات لعالمه الخاص، فهو يعيش بين الغنوة والأنغام والألحان، سألت مرة الشاعر حسين السيد، الذى ارتبط بتوأمة موسيقية مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، عن الملحن الثانى الذى يسعد عندما يمنحه كلماته بعد موسيقار الأجيال، قال لى بلا أى تردد محمد الموجى، بينما مرسى جميل عزيز الذى جمعت بينهما مئات الأغنيات، قال عندما أمنح كلماتى للموجى أنام وأنا قرير العين.

فى واحد من لقاءاته التليفزيونية، قال إنه لم يكن فى بداية مشواره يعرف اسم المقام الذى يعزفه فى أغانيه، وكانت الفرقة الموسيقية حتى تتمكن من (الدوزنة) أى ضبط الأوتار، تسأله قبل (البروفة)، فلا يجيب وكأنه لم يستمع للسؤال.

يكرر عدد من أفراد الفرقة السؤال، بينما يخشى الموجى أن يذكر اسمًا خاطئًا أو يعلن على الملأ أنه لا يعرف، وجد الحل أن يمسك العود أثناء البروفة قائلًا لهم إنه سيضبط الأوتار، أثناء ذلك يبدأ فى العزف، وعلى الفور يتهامس العازفون باسم المقام، وهنا يعلو صوته معاتبًا: (أومال أنا كنت بقول إيه من الصبح!).

ومع تكرار تلك المواقف بدأ الموجى فى التقاط الأسماء، سيكة وبياتى ونهاوند وكُرد وصبا وعجم وحجاز وغيرها.

تخرج فى مدرسة الزراعة، وكان أمل العائلة أن يصبح أكبر (ناظر زراعة) فى قريته بيلا بمحافظة كفر الشيخ.

قلبه دفعه إلى طريق آخر، التقط بأذنه الحساسة الأنغام وكأنها تأتى إليه من السماء، وعن إبداعه الموسيقى نوقشت أكثر من رسالة علمية دكتوراه وماجستير، فى محاولة لاكتشاف سر هذا التدفق.

لا أتصور سوى أن العلم لا يستطيع أن يحيل الإبداع إلى قواعد صارمة، أى دراسة علمية لن تستطيع الوصول إلى كل هذا السحر، على الجانب الآخر، بدأ الموجى يسعى لما هو أكثر من معرفة المقامات الموسيقية.

أراد أيضا أن يكتب (النوتة) الموسيقية، كان الموجى مثل أساتذته الكبار عبد الوهاب والسنباطى والقصبجى يستعين ببعض الدارسين لكتابة (النوتة)، حددوا ستة أشهر يتفرغ خلالها ساعتين يوميًا وبعدها يكتب بنفسه ألحانه، وجدها الموجى فكرة صائبة، إلا أنه أخفق كثيرًا فى الاستيعاب.

ولا حظ عبد الحليم حافظ تلك الحيرة التى يعيشها رفيق المشوار، فقال لكل الأساتذة والعازفين، لو تعلم الموجى الكتابة سيفقد الإبداع.

لا أتصور أن تحليل عبد الحليم صائب، ولكن كانت وستظل إبداعات الموجى متجاوزة أى تقنين علمى، فهى ترنو بعيدًا عن أى قواعد موسيقية صارمة.

يقولون من فرط التدفق النغمى للموجى إنه يستيقظ بعد نوم عميق صباح كل يوم ليكتشف تحت المخدة لحنًا أبدعته له الملائكة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملائكة تمنحه لحنًا «تحت المخدة» الملائكة تمنحه لحنًا «تحت المخدة»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon