توقيت القاهرة المحلي 10:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قليل من السياسة فى (كان)!

  مصر اليوم -

قليل من السياسة فى كان

بقلم - طارق الشناوي

العام الماضى، وحتى مطلع هذا العام، تلونت كل المهرجانات السينمائية بطعم الحرب الروسية الأوكرانية، وانحازت أوروبا إلى موقف أوكرانيا، المعتدى عليها.

البداية الأعلى صوتا وصخبا جاءت من مهرجان (كان) العام الماضى، وشاهدنا زيلينسكى فى الافتتاح عبر (الستالايت)، وهو يلقى رسالته للرأى العام، منددا بالغزو الروسى، تم استبعاد أى مخرج روسى له توجه إيجابى تجاه بوتين، أو حتى محايد فى موقفه، وفى مهرجان (برلين) شاهدنا زيلينسكى فى فيلم تسجيلى طويل (القوة العظمى) من خلال حوار مع شون بن، الذى شارك أيضا فى الإخراج، وتضامن الجميع مع أوكرانيا، وكان لون العلم الأوكرانى مسيطرا، وفى (الأوسكار) كانت أوكرانيا أيضا حاضرة.

السياسة لم تغب أبدا عن المهرجانات الكبرى، بل إن بداية المهرجانات تستطيع أن تعتبرها القوة الناعمة فى مواجهة القوة المسلحة الصلبة، وهكذا جاء قرار الفاشيستى، موسولينى 1932 معبرا عن توجه المحور (إيطاليا وألمانيا) ومن يؤيدهما، بإقامة مهرجان (البندقية) فينسيا، وكان لا بد أن يرد الحلفاء وبالفعل بدأ الاستعداد لمهرجان (كان)، لولا اندلاع الحرب العالمية الثانية وتأخر (كان) عن إطلاق دورته الأولى حتى عام 1946. هدأت المدافع، واستسلمت ألمانيا، وانتحر هتلر، وكان الاستقطاب هو العنوان، واختيار الأفلام المشاركة، له علاقة مباشرة بالتوجه السياسى، ومع الزمن خفت قليلا صوت السياسة الزاعق، وإن لم يختف.

مصر تعرضت 56 للعدوان الثلاثى (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل)، وعلا صوت يطالب بأن تقاطع مصر مهرجان (كان)، رغم أن يوسف وهبى شارك بعضوية أول لجنة تحكيم، كما أن المخرج محمد كريم شارك فى المسابقة الرسمية للدورة الأولى بفيلم (دنيا) ممثلا للسينما المصرية، وكانت لنا بعدها مشاركات مهمة ليوسف شاهين وصلاح أبوسيف، وتردد- وإن كنت أشك فى صحة المعلومة- أن تحية كاريوكا اقتربت عام 1955 من الحصول على جائزة أفضل ممثلة، لولا معادلات سياسية خارج النص.

لا أحد يعلم بالضبط ما هى كواليس لجنة التحكيم، تحية مؤكد سرقت الضوء عندما ارتدت جلباب (شفاعات) بطلة (شباب امرأة) وصعدت على السجادة الحمراء، وتردد أنها رفعت حذاءها فى وجه النجمة الأمريكية ريتا هيوارث عندما تناهى إلى سمعها كلمات ضد العرب. كل ذلك يقع فى إطار الحكايات الشائعة التى نشعر بسعادة وفخر عند ترديدها، رغم أنها تخاصم فى جزء كبير منها الحقيقة، أما لماذا أنكرها فدليلى هو تحية نفسها، أنكرت لى ذلك فى حوار مسجل، ولم تعتبر الأمر بطولة.

طالب بعض المثقفين عام 56 بمقاطعة (كان) كنوع من التعبير عن رفضنا للسياسة الفرنسية المنحازة لإسرائيل ثم تراجعنا، وهو ما تكرر بعد هزيمة 67 عندما قررنا مقاطعة عرض الأفلام الأمريكية. حكى لى الرقيب فى تلك السنوات المستشار والناقد السينمائى الكبير مصطفى درويش أنه قال لوزير الثقافة دكتور ثروت عكاشة إنه ضد قرار المقاطعة، والمتضرر ليس (هوليوود) ولكن المشاهد المصرى، وقال له ثروت بحنكة رجل السياسة علينا أن نوافق مؤقتا على القرار بضعة شهور، خاصة أن عبد الناصر كان متحمسا لإصداره، وبعدها سنعرض الأفلام الأمريكية ولن يعترض أحد، ولن تصر القيادة السياسية على هذا الموقف.

وهو فعلا ما حدث، كثيرا ما كانت إيران تعلن غضبها ضد (كان) و(برلين)، بسبب حفاوتهما بالمخرجين المعارضين للنظام، بل اختاروا مرة المخرج جعفر بناهى الممنوع من السفر كعضو لجنة تحكيم، وتركوا فى الافتتاح مقعده خاويا حتى تصل الرسالة للعالم بأنه ممنوع من السفر.

الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها خفتت هذه الدورة على الأقل ظاهريا، لا أستبعد أن تطل بقوة فى أى لحظة طالما أن المدافع والمذابح لم تتوقف.

«السياسة والثقافة وجهان لعملة واحدة» عبارة تحمل قدرا لا ينكر من الصحة، إلا أن الصحيح أيضا أن السياسة لو سيطرت على الثقافة ستخنقها، إذا دخلت السياسة من الباب فقل على الثقافة السلام!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قليل من السياسة فى كان قليل من السياسة فى كان



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار
  مصر اليوم - 28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon