توقيت القاهرة المحلي 12:22:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركى السديرى (ملك الصحافة)!

  مصر اليوم -

تركى السديرى ملك الصحافة

بقلم - طارق الشناوي

لا أستبعد أن يعلن مساء الغد اسم الفيلم التسجيلى (ملك الصحافة) بين الأفلام الفائزة فى مهرجان الفيلم السعودى (9) بجائزة الأفضل.

الشريط يتناول حياة الصحفى الكبير الرائد الراحل تركى السديرى، الذى أطلق عليه الملك عبدالله لقب (ملك الصحافة).. مشواره الصحفى يربو على الخمسين عامًا، مارس فيها المهنة بكل أشكالها، وكان رئيسًا لتحرير جريدة (الرياض).

أدرك مبكرًا الأستاذ تركى أن الصحافة تبدأ بالخبر، ولكنها لا تنتهى أيضًا بالخبر، ولكن بتحليله ومحاولة الإمساك بأبعاده، وكان لديه قدرة على استقطاب عدد من أصحاب الأقلام فى العالم العربى، من مصر مثلًا ثروت عكاشة ومحمود عوض، ليكتبا فى (الرياض).

كما أنه كما قال لى ابنه مازن- الذى يمارس أيضًا الكتابة- كان يحرص أن ينحى جانبًا الاتفاق أو الاختلاف السياسى مع الكاتب، يطل فقط على إبداعه، ومن هنا جاء اعتزازه بالكاتبين الكبيرين أحمد بهاء الدين ولطفى الخولى، كانت لهما مكانة خاصة.

الفيلم استخدم فيه المخرج حسن سعيد بتكثيف شديد مقاطع مقننة بدقة لأداء درامى، يملأ به لمحات من الفيلم التسجيلى، لا تجرح أبدًا ملامح التوثيق القائم على تسجيلات من الأرشيف ومقالات وصور تم تجميعها بعشرات المصادر؛ أعترف لكم بأننى حتى رحيل كاتبنا الكبير تركى السديرى، وذلك عام 2017، كنت أجهل قيمته فى عالم الصحافة.

ولكن وجدت مقالات عديدة تشير إليه وقرأت عددًا من كبار الكُتاب فى صحيفة (الشرق الأوسط) يشيدون بإنجازه، وبدأت أقرأ مقالاته لأعرف سر هذا اللقب (الملك).. كان الكاتب الكبير يصل لسقف المسموح فى تناول موضوعاته، وكل من مارس هذه المهنة فى عالمنا العربى يدرك أن الأمر به قدر من المخاطرة عندما تصر على الوصول لأعلى نقطة.

وقطعًا كان بين الحين والآخر يواجه مشكلات وأحيانًا ضربات تحت الحزام من أهل (الكار)، إلا أن ما كان يحميه من كل ذلك أن الكل يدرك تمامًا أن رهان تركى السديرى على المواطن، ولهذا سقطت كل الضربات، بل ارتدت لمن أطلقها، كما أنه كان يمزج فى مقالاته قدرًا لا ينكر من الحس الأدبى، حتى تتسع دائرة القراء.

تطلع تركى إلى الصحافة القادمة، والرجل ينتمى لزمن تجميع الجريدة باستخدام (الرصاص) قبل عصر (الكومبيوتر)، أدرك أن الصحافة الإلكترونية قادمة، إلا أن الورقية أيضًا تملك الكثير من أسلحة البقاء.

كان من المهم جدًا أمام المخرج اقتناص مواقف مع الشخصيات التى عاصرت الكاتب الكبير، مثل الكاتب المتميز الأستاذ عبدالرحمن الراشد، رئيس التحرير الأسبق للشرق الأوسط، (أهل مكة أدرى بشعابها)، وهو قطعًا أحد أساطين (أهل مكة)، وألقى الكثير من الضوء وأجاب عن العديد من الأسئلة التى تتناول مشوار تركى الصحفى ككاتب وأيضًا كمسؤول عن التحرير.

الشخصيات التى رسمت ملامح زمن مثل الأستاذ السديرى، تستحق قطعًا أن تصنع لها وعنها أفلامًا توثق الزمن، هذا قطعًا لا يكفى إذا لم تملك هذه الأفلام القدرة على الجذب، وهو ما نجح فى تحقيقه المخرج حسن سعيد.

أتمنى أن تصل إلينا تلك الرسالة ونبدأ من خلال القناة الوثائقية الجديدة وضع خطة طموحة لتسجيل حياتنا، لدينا أفلام عن مشاهير الغناء والتلحين والطرب والممثلين والمخرجين، ولكننا لم نوثق بعد حياتنا الصحفية.

ما نحتفظ به ونكرره عن الكبار أمثال محمد التابعى وفكرى أباظة وكامل الشناوى والأخوين أمين (مصطفى وعلى) ومحمد حسنين هيكل وغيرهم فى مجملها حواديت (قبل النوم)؛ التابعى نختصره أنه دونجوان عشق أسمهان، وكامل الشناوى لا يتبقى منه سوى قصيدة (لا تكذبى) وحكايته مع نجاة المليئة بالأكاذيب.

الفيلم السعودى (ملك الصحافة) أتمنى أن يصبح دافعًا لكى نعيد التفكير فى توثيق حياة ملوك (صاحبة الجلالة) فى مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركى السديرى ملك الصحافة تركى السديرى ملك الصحافة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon