بقلم - طارق الشناوي
قبل نحو ثلاث سنوات عندما بدأت تلك الثنائية بين ياسمين عبدالعزيز وزوجها أحمد العوضى قلت إن ياسمين قدمت للعوضى ما لم تجرؤ فاتن حمامة على تقديمه لعمر الشريف، في كل اللقاءات الفنية المشتركة كانت دائما فاتن هي الشخصية المحورية، وسوف تكتشف أن عمر عندما يصبح هو بؤرة الحدث فلا وجود لفاتن، مثل فيلم (فى بيتنا رجل) من إخراج هنرى بركات، أقرب مخرج لعقل وقلب فاتن، ورغم ذلك شاركته البطولة زبيدة ثروت.
ياسمين على العكس تضع دائما العوضى في المقدمة، وليس لديها مانع أن تشارك في عمل مصنوع له، فهى تختار السيناريو الذي يضعه في المقدمة، وكل من لديه دراية بالعملية التسويقية يدرك أننا نقدم أغلب أعمالنا الدرامية على مقاس وبمواصفات النجم، القادر على البيع، وهذا يفسر لك لماذا ازدادت سطوة النجوم الذين نطلق عليهم (سوبر)، العمل الفنى يباع بأسمائهم، ويشاركون في كل التفاصيل، وأولها اختيار من يقف بجوارهم، وقبل ذلك النص والمخرج، كل شىء منهم وإليهم.
كتابة الأسماء على التترات واحدة من المشكلات المزمنة، ولهذا يحسمها نجم العمل، ياسمين عبدالعزيز واحدة من أهم النجوم الذين تصنع الأعمال الدرامية على ملامحهم، وهكذا طالبت ياسمين، ليس بالتوازى، ولكن مساحة العوضى لو زادت فهذا تعبير عن رغبتها واسمه على التتر مساويا لها، وقطعا طلباتها أوامر.
أين إذن المشكلة؟، المشكلة هي أن النص الدرامى يكتب بالتفصيل وبالمقاس عليهما، والعوضى يظل يجهد نفسه في البحث عن لزمة ترشق مع الناس في رمضان ويرددونها بعده.
هذا هو مقياس النجاح أن يجد (الإيفيه) ينطلق من الشاشة للشارع، وهذه المرة وجده بعد طول معاناة في (أحلى ع الأحلى).
أكبر مأزق يواجهه النجمان هو التكرار، أن تصنع شيئا على المقاس، معادلة لن تنضبط، مؤكد ياسمين لم تفرض العوضى على شركات الإنتاج، ولا يمكن لفنان أن يفعلها، لم يستطع أحد أن ينجح في فرض أقرب الناس إليه، وأولهم فاتن حمامة دفعت بابنتها نادية كبطلة، ولم تنجح فتوقفت، ولم تتمكن أم كلثوم من فرض إبراهيم ابن شقيقها على الحياة الغنائية، كل ما فعلته أنها تواصلت مع كبار الملحنين، أمثال كمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى، للتلحين له، وتواصلت مع الإذاعة لاعتماد صوته، عندما اكتشفت أنه لا يمتلك الكاريزما والحضور والخصوصية توقفت، والغريب أننى لم أجد له أي تسجيلات بصوته في الإذاعة، رغم أنه من المفروض تم اعتماده.
هل طلبت أم كلثوم مثلا مسح تسجيلاته، بعد أن اكتشفت أنه لن يستطيع استكمال المشوار؟.
ليس لدى يقين مما ذكرته، ولكن ما أنا موقن منه أن الناس مستحيل أن تقبل فنانا على مضض، حتى لو كان ابن (سيدة الشاشة) أو ابن أخ (كوكب الشرق)، أو زوجا لياسمين.
العوضى ممثل له حضور ويمتلك موهبة، إلا أن مساحته على الشاشة حتى الآن مرتبطة بمعادلة ياسمين، عليه أن يخرج سريعا من تلك المعادلة، ويقف بعيدا عنها، حتى لو لم يحصل على نفس المساحة أو المكانة على (التتر)، هذه خطوة مطلوبة، لكى يحقق حضوره منفردا، وهى أيضا من صالحها أن تتعامل مع أي دائرة درامية مختلفة، ليس شرطا تواجد مساحة موازية للعوضى، فض الشراكة بين العوضى وياسمين، مؤقتا كحد أدنى، لصالح الطرفين، وح يبقى فعلا (أحلى ع الأحلى)!!.