توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شارلى شابلن.. الفن لا يعرف جنسية!

  مصر اليوم -

شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية

بقلم - طارق الشناوي

هناك مبدعون يصبحون أيقونات تخترق حاجز الزمان وتعبر حدود المكان، يحملون رسائل من السماء إلى البشر أجمعين، يقف فى المقدمة شارلى شابلن، جاء ميلاده 1889 قبل اختراع السينما، بـ 6 سنوات، بإبداعه وضع لها الأبجدية.

أقصد القسط الأكبر من حروف لغة الصورة، التى لانزال نستخدمها، كان يصنع كل تفاصيلها الكتابة والإخراج والمونتاج والتمثيل والموسيقى والتلحين والغناء والإنتاج، أضاف لها معنى السينما، لم يكن صدى لأحد أو امتدادًا لأحد، إنه فقط شارلى الذى حلم يومًا وهو طفل ثم استيقظ محققًا حلمه.

العرض المسرحى من تأليف شاعرنا د. مدحت العدل، الذى منح الحوار ذائقة موسيقية، سواء كان يصاحبه نغم أم لا، شاهدت، ولأول مرة، تألق موهبة المخرج الشاب أحمد البوهى، كل تفصيلة تؤكد أننا بصدد مبدع يستحق أن تلتقطه عين المسرح المصرى، هارمونية الأداء الحركى تهيمن على العرض منذ الإطلالة الأولى حتى تحية الجمهور، حافظ المخرج على أن يظل نسيجًا واحدا فى بوتقة الكلمة واللحن والرقص.

العرض أنتجته (هيئة الترفيه)، تم تصويره ليدخل ذاكرة المسرح الاستعراضى الذى هجرناه منذ زمن بعيد، شارلى سيذكرنا بكل الجمال والسحر الذى افتقدناه فى السنوات الأخيرة، بعد ابتعاد سيدة المسرح الاستعراضى شريهان، أتمنى أن يحمسها هذا العرض على العودة، أعتبر (كوكو شانيل) الذى قدمته قبل أربع سنوات تسخينًا للعودة.

أدى دور شارلى الممثل الشاب محمد فهيم، الذى شاهدته من قبل مرتين، الأولى وهو يؤدى دور إسماعيل ياسين فى مسلسل (الشحرورة) عن حياة صباح، لم أقتنع لأنه لعب الدور وفى ذهنه التماثل الشكلى مع (سُمعة)، المرة الثانية فى مسلسل (الجماعة) وهو يؤدى دور سيد قطب، لم يتخلص تمامًا من التماثل، هذه المرة مع شارلى لم يبدد طاقته فى الشكل.

اقترب من روح الشخصية فى كل انفعالاتها، إنه الصعلوك أمام الكاميرا، بيد أنه العبقرى المعتز بفنه وكرامته ومواقفه الفكرية والسياسية بعيدًا عنها، تمسك بموقفه وتحدى الدنيا عندما لم يخضع مثل الجميع لاستخدام الصوت فى الحوار، بينما الجمهور كان يلهث وراء الأفلام الناطقة منذ عام 1927، شارلى يرى أن الحوار الناطق بلغة واحدة سوف يُحدث انتقاء للجمهور.

فهو حريص على أن لغة الصورة تستطيع مخاطبة كل العالم، وظل صامدًا حتى عام 1940 عندما قدم (الديكتاتور) منتقدًا هتلر، كان هو صاحب البوصلة التى وجهت الرئيس الأمريكى روزفلت إلى أن يغير موقف الدولة، كانت أمريكا واقفة على الحياد بين (المحور) و(الحلفاء)، فيلم (الديكتاتور) وجه القيادة السياسية إلى ضرورة اتخاذ موقف ضد جنون هتلر.

تعرض شارلى لكل أنواع الظلم، الرقابة والأجهزة الأمنية لم ترحمه، تارة تتهمه بأنه ضد الدولة وأخرى بالشيوعية.

ملحوظة: سألت مدحت العدل: هل وافق رقيبنا الهمام (النافخ دومًا فى الزبادى) على التصريح بالعرض فى مصر؟ أجابنى: وافق بعد أن أقنعته بأننا نتحدث عن أمريكا فى العشرينيات من القرن الماضى!!

تبقى أسماء مبدعة فى هذا النص: الملحن إيهاب عبدالمجيد، والموزع نادر حمدى، وإكسسوار محمد سعد، ومصمم الاستعراضات عمرو باتريك، والأزياء ريم العدل، وديكور حازم شبل، وإضاءة جون هوى، والمنتجان الفنيان هانى نجيب وأحمد فهمى والممثلون أيمن الشيوي ونور قدري وداليا الجندي وعماد إسماعيل.

(شارلى) أنتظره قريبًا أن يضىء مسارح (المحروسة) وربنا يجعل كلامنا خفيفًا على الرقابة.

ملحوظة: الزبادى المتوفر فى الأسواق نفد تمامًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon