توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شارلى شابلن.. الفن لا يعرف جنسية!

  مصر اليوم -

شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية

بقلم - طارق الشناوي

هناك مبدعون يصبحون أيقونات تخترق حاجز الزمان وتعبر حدود المكان، يحملون رسائل من السماء إلى البشر أجمعين، يقف فى المقدمة شارلى شابلن، جاء ميلاده 1889 قبل اختراع السينما، بـ 6 سنوات، بإبداعه وضع لها الأبجدية.

أقصد القسط الأكبر من حروف لغة الصورة، التى لانزال نستخدمها، كان يصنع كل تفاصيلها الكتابة والإخراج والمونتاج والتمثيل والموسيقى والتلحين والغناء والإنتاج، أضاف لها معنى السينما، لم يكن صدى لأحد أو امتدادًا لأحد، إنه فقط شارلى الذى حلم يومًا وهو طفل ثم استيقظ محققًا حلمه.

العرض المسرحى من تأليف شاعرنا د. مدحت العدل، الذى منح الحوار ذائقة موسيقية، سواء كان يصاحبه نغم أم لا، شاهدت، ولأول مرة، تألق موهبة المخرج الشاب أحمد البوهى، كل تفصيلة تؤكد أننا بصدد مبدع يستحق أن تلتقطه عين المسرح المصرى، هارمونية الأداء الحركى تهيمن على العرض منذ الإطلالة الأولى حتى تحية الجمهور، حافظ المخرج على أن يظل نسيجًا واحدا فى بوتقة الكلمة واللحن والرقص.

العرض أنتجته (هيئة الترفيه)، تم تصويره ليدخل ذاكرة المسرح الاستعراضى الذى هجرناه منذ زمن بعيد، شارلى سيذكرنا بكل الجمال والسحر الذى افتقدناه فى السنوات الأخيرة، بعد ابتعاد سيدة المسرح الاستعراضى شريهان، أتمنى أن يحمسها هذا العرض على العودة، أعتبر (كوكو شانيل) الذى قدمته قبل أربع سنوات تسخينًا للعودة.

أدى دور شارلى الممثل الشاب محمد فهيم، الذى شاهدته من قبل مرتين، الأولى وهو يؤدى دور إسماعيل ياسين فى مسلسل (الشحرورة) عن حياة صباح، لم أقتنع لأنه لعب الدور وفى ذهنه التماثل الشكلى مع (سُمعة)، المرة الثانية فى مسلسل (الجماعة) وهو يؤدى دور سيد قطب، لم يتخلص تمامًا من التماثل، هذه المرة مع شارلى لم يبدد طاقته فى الشكل.

اقترب من روح الشخصية فى كل انفعالاتها، إنه الصعلوك أمام الكاميرا، بيد أنه العبقرى المعتز بفنه وكرامته ومواقفه الفكرية والسياسية بعيدًا عنها، تمسك بموقفه وتحدى الدنيا عندما لم يخضع مثل الجميع لاستخدام الصوت فى الحوار، بينما الجمهور كان يلهث وراء الأفلام الناطقة منذ عام 1927، شارلى يرى أن الحوار الناطق بلغة واحدة سوف يُحدث انتقاء للجمهور.

فهو حريص على أن لغة الصورة تستطيع مخاطبة كل العالم، وظل صامدًا حتى عام 1940 عندما قدم (الديكتاتور) منتقدًا هتلر، كان هو صاحب البوصلة التى وجهت الرئيس الأمريكى روزفلت إلى أن يغير موقف الدولة، كانت أمريكا واقفة على الحياد بين (المحور) و(الحلفاء)، فيلم (الديكتاتور) وجه القيادة السياسية إلى ضرورة اتخاذ موقف ضد جنون هتلر.

تعرض شارلى لكل أنواع الظلم، الرقابة والأجهزة الأمنية لم ترحمه، تارة تتهمه بأنه ضد الدولة وأخرى بالشيوعية.

ملحوظة: سألت مدحت العدل: هل وافق رقيبنا الهمام (النافخ دومًا فى الزبادى) على التصريح بالعرض فى مصر؟ أجابنى: وافق بعد أن أقنعته بأننا نتحدث عن أمريكا فى العشرينيات من القرن الماضى!!

تبقى أسماء مبدعة فى هذا النص: الملحن إيهاب عبدالمجيد، والموزع نادر حمدى، وإكسسوار محمد سعد، ومصمم الاستعراضات عمرو باتريك، والأزياء ريم العدل، وديكور حازم شبل، وإضاءة جون هوى، والمنتجان الفنيان هانى نجيب وأحمد فهمى والممثلون أيمن الشيوي ونور قدري وداليا الجندي وعماد إسماعيل.

(شارلى) أنتظره قريبًا أن يضىء مسارح (المحروسة) وربنا يجعل كلامنا خفيفًا على الرقابة.

ملحوظة: الزبادى المتوفر فى الأسواق نفد تمامًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon