توقيت القاهرة المحلي 05:43:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شارلى شابلن.. الفن لا يعرف جنسية!

  مصر اليوم -

شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية

بقلم - طارق الشناوي

هناك مبدعون يصبحون أيقونات تخترق حاجز الزمان وتعبر حدود المكان، يحملون رسائل من السماء إلى البشر أجمعين، يقف فى المقدمة شارلى شابلن، جاء ميلاده 1889 قبل اختراع السينما، بـ 6 سنوات، بإبداعه وضع لها الأبجدية.

أقصد القسط الأكبر من حروف لغة الصورة، التى لانزال نستخدمها، كان يصنع كل تفاصيلها الكتابة والإخراج والمونتاج والتمثيل والموسيقى والتلحين والغناء والإنتاج، أضاف لها معنى السينما، لم يكن صدى لأحد أو امتدادًا لأحد، إنه فقط شارلى الذى حلم يومًا وهو طفل ثم استيقظ محققًا حلمه.

العرض المسرحى من تأليف شاعرنا د. مدحت العدل، الذى منح الحوار ذائقة موسيقية، سواء كان يصاحبه نغم أم لا، شاهدت، ولأول مرة، تألق موهبة المخرج الشاب أحمد البوهى، كل تفصيلة تؤكد أننا بصدد مبدع يستحق أن تلتقطه عين المسرح المصرى، هارمونية الأداء الحركى تهيمن على العرض منذ الإطلالة الأولى حتى تحية الجمهور، حافظ المخرج على أن يظل نسيجًا واحدا فى بوتقة الكلمة واللحن والرقص.

العرض أنتجته (هيئة الترفيه)، تم تصويره ليدخل ذاكرة المسرح الاستعراضى الذى هجرناه منذ زمن بعيد، شارلى سيذكرنا بكل الجمال والسحر الذى افتقدناه فى السنوات الأخيرة، بعد ابتعاد سيدة المسرح الاستعراضى شريهان، أتمنى أن يحمسها هذا العرض على العودة، أعتبر (كوكو شانيل) الذى قدمته قبل أربع سنوات تسخينًا للعودة.

أدى دور شارلى الممثل الشاب محمد فهيم، الذى شاهدته من قبل مرتين، الأولى وهو يؤدى دور إسماعيل ياسين فى مسلسل (الشحرورة) عن حياة صباح، لم أقتنع لأنه لعب الدور وفى ذهنه التماثل الشكلى مع (سُمعة)، المرة الثانية فى مسلسل (الجماعة) وهو يؤدى دور سيد قطب، لم يتخلص تمامًا من التماثل، هذه المرة مع شارلى لم يبدد طاقته فى الشكل.

اقترب من روح الشخصية فى كل انفعالاتها، إنه الصعلوك أمام الكاميرا، بيد أنه العبقرى المعتز بفنه وكرامته ومواقفه الفكرية والسياسية بعيدًا عنها، تمسك بموقفه وتحدى الدنيا عندما لم يخضع مثل الجميع لاستخدام الصوت فى الحوار، بينما الجمهور كان يلهث وراء الأفلام الناطقة منذ عام 1927، شارلى يرى أن الحوار الناطق بلغة واحدة سوف يُحدث انتقاء للجمهور.

فهو حريص على أن لغة الصورة تستطيع مخاطبة كل العالم، وظل صامدًا حتى عام 1940 عندما قدم (الديكتاتور) منتقدًا هتلر، كان هو صاحب البوصلة التى وجهت الرئيس الأمريكى روزفلت إلى أن يغير موقف الدولة، كانت أمريكا واقفة على الحياد بين (المحور) و(الحلفاء)، فيلم (الديكتاتور) وجه القيادة السياسية إلى ضرورة اتخاذ موقف ضد جنون هتلر.

تعرض شارلى لكل أنواع الظلم، الرقابة والأجهزة الأمنية لم ترحمه، تارة تتهمه بأنه ضد الدولة وأخرى بالشيوعية.

ملحوظة: سألت مدحت العدل: هل وافق رقيبنا الهمام (النافخ دومًا فى الزبادى) على التصريح بالعرض فى مصر؟ أجابنى: وافق بعد أن أقنعته بأننا نتحدث عن أمريكا فى العشرينيات من القرن الماضى!!

تبقى أسماء مبدعة فى هذا النص: الملحن إيهاب عبدالمجيد، والموزع نادر حمدى، وإكسسوار محمد سعد، ومصمم الاستعراضات عمرو باتريك، والأزياء ريم العدل، وديكور حازم شبل، وإضاءة جون هوى، والمنتجان الفنيان هانى نجيب وأحمد فهمى والممثلون أيمن الشيوي ونور قدري وداليا الجندي وعماد إسماعيل.

(شارلى) أنتظره قريبًا أن يضىء مسارح (المحروسة) وربنا يجعل كلامنا خفيفًا على الرقابة.

ملحوظة: الزبادى المتوفر فى الأسواق نفد تمامًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية شارلى شابلن الفن لا يعرف جنسية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon