توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهد السينما العربية مهيضة الجناح فى «كان»

  مصر اليوم -

مهد السينما العربية مهيضة الجناح فى «كان»

بقلم - طارق الشناوي

السينما الأردنية حققت نصرا عالميا هذا العام بتواجدها لأول مرة بفيلم طويل (إن شاء الله ولد) فى قسم (أسبوع النقاد) للمخرج أمجد الرشيد، عُرض مساء أمس الأول، وقوبل بتصفيق امتد عدة دقائق، ناله كل فريق العمل.. كما أن السينما السودانية تمكنت، فى عز ما تعانيه البلاد من صراع دموى على السلطة، بعنوان (بعضى يمزق بعضى)، إلا أنها وضعت لأول مرة قدمها فى (كان) لفيلمٍ أتصور أنه أيضا سيحظى بحفاوة عند عرضه مساء اليوم.. وتمكن فعلا فريق الإنتاج من فرض الفيلم دعائيًا بالعديد من الإعلانات المتناثرة على شاطئ (الكروازيت)، حيث تتعدد صور (وداعا جوليا) للمخرج محمد كردفانى، ويشارك فى الإنتاج المخرج السودانى أمجد أبوالعلا الذى قدم قبل ثلاث سنوات فيلمه الروائى الأول (ستموت فى العشرين)، وحظى بجائزة الأسد الذهبى للشباب كعمل أول فى مهرجان (فينسيا)، إلا أنه قرر أن قضيته ليست أمجد ولكن السينما السودانية، وهكذا شارك فى إنتاج هذا الفيلم. وقبل أن نتناول الفيلم الأردنى، نلقى نظرة بانورامية على السوق السينمائية فى (كان).. تتناثر العديد من الأجنحة على شاطئ (الريفييرا) للتعريف بسينما البلد، وأكثر من بلد عربى حظى بجناح من خلاله، يبدأ التواصل مع العالم معلنا عن النشاط السينمائى، وكثيرا ما تنطلق الفعاليات والمهرجانات من خلال تواجدها فى (كان). «مصر (مهيضة الجناح) فى (كان)».. خبر ليس جديدا، بل فى السنوات العشر الأخيرة بات تواجد الجناح شحيحا، مصر مهد ميلاد السينما العربية، وأول بلد عربى يشارك رسميا فى (كان) مع أول دورة 1946 «مهيضة الجناح».. إنه كما ترى (مانشيت) تعودناه، بينما تجد مثلا المملكة الأردنية تحرص على أن تقدم نفسها للعالم من خلال جناح صغير فى مساحته، ولكنه كبير جدا فى دلالته، تشرف عليه الهيئة الملكية للأفلام.

قطعًا، المشاكل المادية المتعلقة بتراجع رصيدنا من العملات الأجنبية تؤثر سلبا، وكثيرا ما يعلو الصوت الرافض تلك الأنشطة، على أساس أن الإنفاق عليها سيزيد من تفاقم الأزمة.. وهكذا بدأ تقليص العديد من ميزانيات الفعاليات المماثلة، رغم أن القضية تستحق أن تشارك فى تحمل أعبائها أكثر من جهة مثل وزارة السياحة وليس فقط الثقافة. هذا النشاط قطعا له مردود فى إنعاش السياحة، علينا أن نبحث عن حلول بعيدا عن الدولة، حتى يدخل القطاع الخاص شريكًا فى دعم الجناح المصرى، الذى كان فى الماضى القريب منصةً رئيسيةً لإعلان فعاليات كل المهرجانات المصرية وليس فقط مهرجان القاهرة. وحتى لا تسرق المساحة حكاية داخلية.. وعود على بدء.. نعود إلى (إن شاء الله ولد).

الشريط السينمائى به مساهمات إنتاجية من صناديق عربية، مثل: ملتقى القاهرة السينمائى، ومهرجان البحر الأحمر، ومؤسسة الدوحة، وعدد من المهرجانات، وتلك أصبحت واحدا من ملامح الإنتاج فى العالم كله، تتعدد المساهمات المالية مثل (مركز السينما العربية) للباحث السينمائى علاء كركوتى، كما أن هناك مشاركة إنتاجية مصرية من شاهيناز العقاد، بينما مونتاج الفيلم لأحمد حافظ.

الفيلم يتناول بنعومة وذكاء وأيضا إبداع موقف الشريعة الإسلامية من الزوجة التى تعول ابنة بعد رحيل زوجها، وحق العم الذى ينازعها الميراث - الذى لا يتجاوز شقة الزوجية - بحجة أنه يتكفل برعاية ابنة أخيه، ونحن رأيناه لا يعنيه شيئا فى الدنيا سوى حقه فى الميراث، حتى لو طرد أرملة أخيه وابنتها فى الشارع.

محاور متعددة قدمها المخرج الأردنى أمجد الرشيد المشارك فى السيناريو، بما فيها علاقتها الملتبسة مع الزوج ونظرة المجتمع للمطلقة، السيناريو يفتح العديد من الأقواس ويتركها، ثم يعود إليها ليغلقها.. لا توجد أحداث مجانية، بما فيها تسلل الفأر للمطبخ الذى ينتهى بالتخلص منه.

شاهدنا الزوج فقط فى المشهد الأول، والزوجة التى أدت دورها بإبداع «منى حوا» تطلب منه ممارسة الجنس بعد أن أخبرها الطبيب بأن اختيار توقيت الممارسة فى أيام محددة (التبويض) تزيد من فرص الحمل، كانت تريد شقيقا أو شقيقة لابنتها.

الفيلم يقدم الموت ببساطة ليستطيع أن يناقش مباشرة قضيته، ولم يستغرق فى الحزن، ولكنه قدم ما هو متعارف عليه كموقف متزمت للأرملة من خلال نظرة تتدثر عنوة بالدين.

موقف الشريعة من تلك الأسرة، وهو ليس فى الحقيقة موقفا قاطعا للشريعة، بقدر ما هو تفسير قاصر لها. وهذا يجيب عن سؤال: لماذا صفق الناس فى دار العرض عندما اكتشفوا دراميا أن البطلة حامل، وكأنهم يقولون مع البطلة (يا رب ولد) حتى تنتهى مشكلة الميراث، رغم أننا فى مسلسل (تحت الوصاية) تابعنا أن إنجاب الولد لا يكفى لإغلاق تلك الصفحة؟.. هناك تفاصيل متعددة تفتح الباب أيضا من خلال رؤية متعسفة لتفسير الشريعة لتصبح بمثابة أبواب من الجحيم.

الفيلم يقترب من المرأة حتى فى ضعفها البشرى بعد رحيل الزوج، كما أنه يقدم عائلة مسيحية تشارك البطلة كمعالج طبيعى للجدة العجوز.. ونرى العكس، الزوجة المسيحية تسعى للإجهاض لأنها لا تريد أن يربطها طفل بزوجها زير النساء، وتأخذها بطلة الفيلم إلى طبيب يجرى عملية الإجهاض، وعلى باب العيادة نرى يافطة (مغلق للصلاة)، بينما هو يجرى عمليات الإجهاض المخالفة قطعا للشريعة.. أراد المخرج فضح هذا التناقض.

المخرج الموهوب أمجد الرشيد فى بناء السيناريو ينتقل بسلاسة من واقعة الموت إلى المعاناة، وأيضا اكتشافها،ن الزوج كان يستخدم أحيانا واقيا ذكريا وجدته بين ملابسه.

الرقابة الأردنية وافقت على السيناريو والشريط السينمائى ممثلا للمملكة فى (كان)، رغم هذه الجرأة التى حملها الفيلم، والتى يناصبها العداء قطعا كل التيارات الإسلامية المتعصبة.

أتمنى أن يعبر الفيلم، بدون تعنت رقابى للعرض فى بلادنا العربية ومنها مصر، بعيدا عن التوجس الذى صار سمة الرقابة الرئيسية- أتمنى أن أراه قريبًا فى مهرجانى (القاهرة) أو (الجونة)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهد السينما العربية مهيضة الجناح فى «كان» مهد السينما العربية مهيضة الجناح فى «كان»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon