توقيت القاهرة المحلي 10:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منى زكى كانت الشمس

  مصر اليوم -

منى زكى كانت الشمس

بقلم - طارق الشناوي

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى أن المرأة هى التى أنصفت منى زكى واعتبرتها هى الأكثر تمثيلًا لبنات حواء، وذلك طبقًا لنتائج الاستبيان الذى أشرف عليه (المجلس القومى للمرأة)، الحقيقة أن المجتمع كله انحاز إلى منى، بعد أن امتلكت وثيقة فنية حركت الوجدان، أبدع فيها العديد من الموهوبين بقيادة المخرج محمد شاكر خضير.

تعرضت منى قبل أقل من عامين لحملة معصوبة العين فارغة العقل بسبب فيلم (أصحاب ولا أعز)، الذى اعتبروه لمجرد أنه إنتاج (نتفليكس) يدعو للمثلية، كما أن لقطة لا تحمل أى دلالة مباشرة صارت فى عرف المتزمتين تدعو للفجور، وطالبوا أحمد حلمى بضرورة أن يعلن على الملأ طلاقه ليثأر لشرفه كرجل ولشرفنا كمصريين.

الغريب أن الغضب طال كل من دافع عن منى زكى وحقها فى أداء كل الأدوار، أشرف زكى، نقيب الممثلين، أصدر بيانا مؤيدا للعمل الفنى، ومدافعا عن منى، إلا أن إياد نصار الذى شاركها البطولة، شاهدته فى أكثر من لقاء معلنًا ندمه، مؤكدًا لو دارت به الأيام لم يكن سيفعلها.

هل نحن نمنح الجائزة للبراعة فى أداء الدور أم للشخصية الدرامية؟ الإجابة الصحيحة الأداء، واقعيًا لو أن منى أجادت أداء دور امرأة منحرفة، سنجد أن الميزان انتقل من كفة الإشادة إلى كفة الإدانة، سوف يهاجمونها بضراوة، دائرة أراها تتسع، ومع الأسف، بعض الفنانين يساهمون فى رواجها، عندما يعلنون أن الفنان قدوة عليه أن يقدم فى أعماله الإيجابيات.

التطرف فى الأحكام المطلقة آفة المجتمع، ليس مطلوبًا من الفنان أن يتبنى ما دأبنا على وصفه بالرسالة الإيجابية، ولا يعنى ذلك أن تأتى الإجابة متطرفة على الجانب الآخر، وهل عليه تبنى قيم سلبية؟.

نعيش تحت سطوة حالة استقطابية، يا أبيض يا أسود، متجاهلين أن الرمادى هو السائد والطبيعى والمنطقى، منى استحقت جائزة الأفضل لأدائها الفطرى العصرى المكثف، نقطة ومن أول السطر.

أتوقف أمام الدقة الشديدة من الكاتبين شيرين وخالد دياب مع المخرج محمد شاكر خضير فى الحفاظ بدقة متناهية على هذا المقياس السحرى، فى عز اليأس تلمح بصيص أمل، فى عز الظلام الحالك تكتشف وميضًا خافتًا.

العمل دراميًا كان محملًا بكل ما يمكن أن يضعنا فى حالة إحباط قد تؤدى لو زادت الجرعة إلى النفور من الشاشة كرد فعل لحالة الكآبة واليأس والظلم والظلام، المعيار الدقيق فى كل تفاصيله هو الذى دفع بالمسلسل للتماهى مع الناس، متكئًا على لمحة نور، وومضة أمل.

لم يكن قطعًا هو الأكثر مشاهدة فى دراما رمضان، يسبقه الميلودراما الشعبية التى قدمها محمد سامى ومحمد رمضان فى (جعفر العمدة)، إلا أن (تحت الوصاية) يملك من السحر ما يجعل الزمن عاملًا إيجابيًا لاتساع دائرته الجماهيرية.

علينا أن نضع خطًا فاصلًا بين الدور الدرامى والشخصية، منى تقمصت وعايشت ووصلت للذروة، إيجابية الشخصية والرسالة ليسا هما الأساس، ولكنه الإنجاز والإعجاز فى القدرة على التعبير والتحليق.

ما يظل فى الأعماق هو صمود منى زكى أمام الرياح والعواصف والأنواء، لم يعتذر أحد ممن حاولوا اغتيالها بسلاح السقوط الأخلاقى، من رفعوا شعار انتهاك الفضيلة فى وجهها بسبب (أصحاب ولا أعز)، هم أنفسهم الذين اعتبروا نجاحها فى (تحت الوصاية) سموًا أخلاقيًا، الاثنان غضا الطرف عن الحقيقة الساطعة كالشمس، أداء منى زكى هى الشمس!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى زكى كانت الشمس منى زكى كانت الشمس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon