توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منى زكى كانت الشمس

  مصر اليوم -

منى زكى كانت الشمس

بقلم - طارق الشناوي

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى أن المرأة هى التى أنصفت منى زكى واعتبرتها هى الأكثر تمثيلًا لبنات حواء، وذلك طبقًا لنتائج الاستبيان الذى أشرف عليه (المجلس القومى للمرأة)، الحقيقة أن المجتمع كله انحاز إلى منى، بعد أن امتلكت وثيقة فنية حركت الوجدان، أبدع فيها العديد من الموهوبين بقيادة المخرج محمد شاكر خضير.

تعرضت منى قبل أقل من عامين لحملة معصوبة العين فارغة العقل بسبب فيلم (أصحاب ولا أعز)، الذى اعتبروه لمجرد أنه إنتاج (نتفليكس) يدعو للمثلية، كما أن لقطة لا تحمل أى دلالة مباشرة صارت فى عرف المتزمتين تدعو للفجور، وطالبوا أحمد حلمى بضرورة أن يعلن على الملأ طلاقه ليثأر لشرفه كرجل ولشرفنا كمصريين.

الغريب أن الغضب طال كل من دافع عن منى زكى وحقها فى أداء كل الأدوار، أشرف زكى، نقيب الممثلين، أصدر بيانا مؤيدا للعمل الفنى، ومدافعا عن منى، إلا أن إياد نصار الذى شاركها البطولة، شاهدته فى أكثر من لقاء معلنًا ندمه، مؤكدًا لو دارت به الأيام لم يكن سيفعلها.

هل نحن نمنح الجائزة للبراعة فى أداء الدور أم للشخصية الدرامية؟ الإجابة الصحيحة الأداء، واقعيًا لو أن منى أجادت أداء دور امرأة منحرفة، سنجد أن الميزان انتقل من كفة الإشادة إلى كفة الإدانة، سوف يهاجمونها بضراوة، دائرة أراها تتسع، ومع الأسف، بعض الفنانين يساهمون فى رواجها، عندما يعلنون أن الفنان قدوة عليه أن يقدم فى أعماله الإيجابيات.

التطرف فى الأحكام المطلقة آفة المجتمع، ليس مطلوبًا من الفنان أن يتبنى ما دأبنا على وصفه بالرسالة الإيجابية، ولا يعنى ذلك أن تأتى الإجابة متطرفة على الجانب الآخر، وهل عليه تبنى قيم سلبية؟.

نعيش تحت سطوة حالة استقطابية، يا أبيض يا أسود، متجاهلين أن الرمادى هو السائد والطبيعى والمنطقى، منى استحقت جائزة الأفضل لأدائها الفطرى العصرى المكثف، نقطة ومن أول السطر.

أتوقف أمام الدقة الشديدة من الكاتبين شيرين وخالد دياب مع المخرج محمد شاكر خضير فى الحفاظ بدقة متناهية على هذا المقياس السحرى، فى عز اليأس تلمح بصيص أمل، فى عز الظلام الحالك تكتشف وميضًا خافتًا.

العمل دراميًا كان محملًا بكل ما يمكن أن يضعنا فى حالة إحباط قد تؤدى لو زادت الجرعة إلى النفور من الشاشة كرد فعل لحالة الكآبة واليأس والظلم والظلام، المعيار الدقيق فى كل تفاصيله هو الذى دفع بالمسلسل للتماهى مع الناس، متكئًا على لمحة نور، وومضة أمل.

لم يكن قطعًا هو الأكثر مشاهدة فى دراما رمضان، يسبقه الميلودراما الشعبية التى قدمها محمد سامى ومحمد رمضان فى (جعفر العمدة)، إلا أن (تحت الوصاية) يملك من السحر ما يجعل الزمن عاملًا إيجابيًا لاتساع دائرته الجماهيرية.

علينا أن نضع خطًا فاصلًا بين الدور الدرامى والشخصية، منى تقمصت وعايشت ووصلت للذروة، إيجابية الشخصية والرسالة ليسا هما الأساس، ولكنه الإنجاز والإعجاز فى القدرة على التعبير والتحليق.

ما يظل فى الأعماق هو صمود منى زكى أمام الرياح والعواصف والأنواء، لم يعتذر أحد ممن حاولوا اغتيالها بسلاح السقوط الأخلاقى، من رفعوا شعار انتهاك الفضيلة فى وجهها بسبب (أصحاب ولا أعز)، هم أنفسهم الذين اعتبروا نجاحها فى (تحت الوصاية) سموًا أخلاقيًا، الاثنان غضا الطرف عن الحقيقة الساطعة كالشمس، أداء منى زكى هى الشمس!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى زكى كانت الشمس منى زكى كانت الشمس



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon