توقيت القاهرة المحلي 06:52:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن

  مصر اليوم -

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن

بقلم - طارق الشناوي

نريد أن نحفظ بلدنا فى ذاكرة الأجيال، لا توجد وسيلة أفضل من السينما، كتب الفراعنة تاريخهم على الحجارة، الآن التاريخ تجده على الشريط السينمائى!!.

السينما توثيق للمكان واللهجة والتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد، بغض النظر إذا كان الفيلم سياسياً أو كوميدياً أو اجتماعياً، روائياً أو تسجيلياً، عظيماً أو حتى قبيحا، السينما تمنحنا وثيقة، تظل شاهدة على الحياة، الترام الذى اختفى من شوارع القاهرة، كان هو وتوأمه القديم (التروللى باص) من ملامح الزمن، عندما كانت السنجة تتصل بالسلك الذى يعلو (الترام) أو (التروللى)، لتمتد الشرارة الكهربائية، بطاقة حركية، كان (الترام) و(الترولى) يشكلان ملامح شوارعنا الرئيسية، يتحرك وتخذله السنجة، فى المشوار الواحد عشرات المرات، لن تعثر على الترام أو التروللى أو السنجة إلا فى تلك الأفلام، أو فى مجسم ديكور داخل مدينة الإنتاج الإعلامى!.

قد ترى الأحياء الغنية، وقد ترى العشوائيات، تتابع الشرفاء والعلماء، الحرامية والقوادين والعاهرات والبار، والجامع والكنيسة.

بعض المصريين يعلنون الغضب، عندما تقدم المرأة راقصة أو تصور مصريين يتزاحمون على عربة فول، بحجة أنهم عندما يسافرون، يشعرون أن زملاءهم من أجانب أو خليجيين ترسخ فى أذهانهم أن هؤلاء هم كل المصريين، رغم أن التعاطى مع عربة الفول فى الشارع واحد من أجمل خصوصياتنا.

فى كل دول العالم توجد عشوائيات، وهناك من يبيتون فى الشوارع، لايزال ماثلا أمامى ما حدث مع فيلم (ريش)، الذى منح مصر، قبل عامين، لأول مرة فى تاريخها جائزة أفضل فيلم فى (أسبوع النقاد) بمهرجان (كان)، ورغم ذلك فإن منتج الفيلم عندما سألوه هل يكرر التجربة أجاب قائلا: (غلطة وندمان عليها).

بدأنا المشوار مواكبين لميلاد السينما فى العالم، أتذكر فيلم صوره الأخوان «لوميير» لكوبرى قصر النيل عند بنائه عام 1896، وقدمنا فيلما عن نفس الكوبرى بعد مرور قرن من الزمن عام 1996، صور المخرج والناقد الصحفى أحمد عاطف دُرة حال الكوبرى، الآن، فاكتشفنا إلى أى مدى وثقت السينما المكان، القيمة أن لويس وأوجست «لوميير» حفظا لنا صورة حية للكوبرى.

فى الأفلام القديمة رأينا شوارع مصر نظيفة، هادئة، مثل فيلم (حياة أو موت) لكمال الشيخ، صور منتصف الخمسينيات، جزء كبير من أحداث الفيلم يجرى فى الشارع، والمذيع داخل أحداث الفيلم يحذر قائلاً (الدواء فيه سم قاتل)، السينما أيضاً توثق للغة التخاطب، اللهجة تتغير، لا أحد يستخدم الآن جملة (صدقينى أنا بحبك يا دولت) وترد دولت (صدقنى بحبك يا محمد)، مع ملاحظة أن «صدقينى» كانت تنطق هكذا «صضئينى»، فى اللغة الروشة الآن، لا مجال لمثل هذه الكلمات، الناس كانوا يتبادلون التحية بكلمة (سعيدة)، يرد عليه الآخر (سعيدة مبارك)، لم يكن فى السينما تعبير نتبادله الآن فى الحوار (لا إله إلا الله) فيرد عليه الآخر (محمد رسول الله)، أحيانا عندما تقول (ألو) تجد على الطرف الآخر من يرد (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته). تاريخ السينما لن تجده فى الأفلام العظيمة فقط، ولكن كل الأفلام، تؤرخ للحياة، بدون أن تقصد، فهى شاءت أم أبت أضحت مرجعاً لهذا التاريخ.

هل السينما تسىء لمصر؟ السينما لم تسء طوال تاريخها لمصر، نحن من أسأنا للوطن، عندما اعتقدنا أن إخفاء التراب تحت السجادة هو الحل، بينما الصحيح أن نبدأ فى التخلص من كل الأتربة.

الأرشيف ذاكرة حية لبلدنا، رغبة صرح بها منذ أربعين عاما وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى، لترميم أفلامنا، ولاتزال ترددها حتى الآن د. نيفين الكيلانى، كل يوم يمر علينا يتآكل تاريخنا أمامنا، ونحن نكتفى بمصمصة الشفاه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما وتوثيق ذاكرة الوطن السينما وتوثيق ذاكرة الوطن



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon