توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التكريم قبل أن نصل للشاطئ الآخر

  مصر اليوم -

التكريم قبل أن نصل للشاطئ الآخر

بقلم - طارق الشناوي

مهما كانت المرحلة العمرية التى يعيشها الفنان ومهما بلغ رصيده من النجاح تظل كلمة شكرًا لها عمقها فى النفس البشرية، على شرط أن يستشعر حقًا نبلها ونزاهتها.

تابعت الأيام الماضية دموع الممثل عمر شريف وهو يبكى بعد تكريمه، عمر يقف على أعتاب المراهقة، استحوذ على مشاعر الجمهور فى مسلسل (تحت الوصاية) فى دور ابن منى زكى، وشاهدت مؤخرًا على (اليوتيوب) صفاء أبو السعود بعد كل هذا التاريخ الحافل الذى يتجاوز نصف قرن وهى ترقص وتغنى بعد تسلمها جائزة الإبداع، أقيمت احتفالية لتكريم المخرج عادل عبده لبلوغه (السن القانونية)، شاركت فيها صفاء، وملأت جنبات المسرح بحضورها نشوة، فهى واحدة من أهم عناوين البهجة المصرية طوال التاريخ.

هل تتساوى التكريمات؟، إجابتى هى قطعًا لا، استمعت إلى فنانة كبيرة تقول لدى غرفتان تمتلئان بالتماثيل وشهادات التقدير وأضفت لهما مؤخرا الثالثة، ورغم ذلك لا تزال تنتظر الغرفة الرابعة. نكرر السؤال هل تتساوى الجوائز؟، بداخل كل فنان حتى لو أنكر ذلك (ترمومتر) يؤكد له أنه يستحق أم لا، وفى العادة يكذب هذا الصوت لو كانت الإجابة هى لا!!.

قال لى مثلا وحيد حامد إنه فى نهاية عام 91 تلقى جائزة من إذاعة الشرق الأوسط باعتباره أفضل كاتب سيناريو سينمائى، وهو لم يكن بداخله يعتقد أنه الأفضل، كان يرى أن المخرج داود عبد السيد فى سيناريو (الكيت كات) المأخوذ عن قصة (مالك الحزين) لإبراهيم أصلان هو من يستحق لقب أفضل سيناريو.

وحيد حامد لا تتم مجاملته ولكن بقوة الدفع من خلال تكريماته السابقة، تمنح له الجائزة، إلا أنه استشعر أن داود أولى وأحق هذه المرة.

فى العادة الكل يقول هل من مزيد؟، وحيد حامد قتل بداخله تلك الرغبة، وقال لى إنه تخلص من أغلب الجوائز بعد أن أعاد تقييم ملابساتها ووجد أن ما يستحق الاحتفاظ به هو العدد الأقل. كلنا تابعنا الضربات تحت الحزام التى كان يتبادلها العديد من النجوم والنجمات، وخاصة النجمات، جوائز فى اللحظات الأخيرة أعيد توجيه مسارها من هذه الفنانة إلى تلك، لأسباب بعيدة تمامًا عن المنطق والعدالة، بين الحين والآخر أرى فنانة على المسرح أثناء التكريم تمثل الدهشة، هذا هو دورها، أن تصدر لنا كجمهور حالة الدهشة، حتى تنفى أنها أول من تعرف قطعًا التفاصيل وكيف آلت إليها الجائزة، إلا أنها فى النهاية تبحث عن اللقطة التى تنقلها الفضائيات محققة (التريند).

هل الفنان يقيم مع الزمن بعدد الجوائز؟، هل تعتقد مثلًا أن عبد الفتاح القصرى وزينات صدقى ومارى منيب وعبد السلام النابلسى وتوفيق الدقن وعبد المنعم إبراهيم، وغيرهم ممن أسعدونا، تلقوا فى حياتهم تكريمًا لائقًا؟، أغلبهم مع الأسف رحل بدون أن نقول له شكرًا، نقولها لهم الآن كلما شاهدناهم عبر الفضائيات.

الفنان ينتظر التكريم وفى التوقيت المناسب، وهو فى ذروة العطاء، وليس بعد أن يستعد للانتقال للشاطئ الآخر.

جائزة النيل (مبارك سابقًا)، عندما حصل عليها الناقد الكبير عبد القادر القط 2002 قالوا له (مبروك) أجابهم: (قولوا مبروك للورثة فهم من سيستمتع بفلوس الجائزة) ورحل بالفعل بعد أشهر قليلة. نال جوائز الدولة التقديرية عدد كبير من المبدعين فى سنواتهم الأخيرة، مثل كل من الملحنين الكبيرين، محمود الشريف ومحمد الموجى وهما على فراش الموت، وهو ما تكرر مع كاتبنا الكبير يوسف إدريس.

بينما كاتبنا الكبير عميد المترجمين محمد عنانى، الذى حصل هذا العام على جائزة (النيل) ستؤول فعلًا للورثة، القانون يفرض الترشيح فقط أثناء حياة المبدع، ولا يسقط بعد الرحيل، وهو ما حدث بالضبط قبل أعوام مع الكاتب الكبير المبدع لينين الرملى. التكريم أعظم إحساس فى الحياة، على شرط أن يأتى فى موعده، وإلا أصبح كما قال عنه برنارد شو (طوق نجاة يأتى لإنسان نجا من الغرق بعد أن وصل بدون مساعدة من أحد إلى الشاطئ)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكريم قبل أن نصل للشاطئ الآخر التكريم قبل أن نصل للشاطئ الآخر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon