توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خارج الصندوق هو عمق الصندوق

  مصر اليوم -

خارج الصندوق هو عمق الصندوق

بقلم - طارق الشناوي

أهم ما يلفت الانتباه ويسرق الكاميرا فى مهرجان أسوان هو حضور أهل أسوان، وتحديدا بنات أسوان فى الندوات، وأيضا الورش الإبداعية، وهو الهدف الأسمى.

يجب على الدولة التى تتابع هذا المهرجان وغيره بالرعاية الأدبية والمادية والتأكد من كل التفاصيل، ليصبح ما يجرى فى أسوان هو القاعدة وليس الاستثناء.

قررت إدارة المهرجان التفكير خارج الصندوق، إلا أنك تكتشف ببعض التأمل أنه عمق الصندوق، وهكذا جاء تكريم الإعلامية الكبيرة درية شرف الدين عن مشوارها بجائزة الإنجاز (إيزيس)، كما نالت الجائزة من مصر أيضا النجمة الكبيرة نبيلة عبيد، والمخرجة التونسية الرائدة سلمى بكار، والنجمة الإسبانية كوكا اسكريبانو، والمخرجة الهولندية ميكا دى يونج.

فى ندوة درية شرف الدين، التى شرفت بإدارتها، كان السؤال الذى تردد فى الصالة يبكى فى ثناياه على حال الإعلام والثقافة وتردى الذوق العام، وهو قطعا ما نلمحه فى العديد من الاجتماعات التى تتناول الإبداع فى مصر بكل أطيافه.

كان يقينى- ولا يزال- أن من السهل علينا جميعا أن نلقى التبعة برمتها على الجمهور، فهو الذى يحقق (التريند)، إلا أن السؤال من الذى حدد ذوق الناس؟، أليس المناخ العام، إذن هذا هو دور الدولة.

لاحظت فى السنوات الأخيرة غياب المحافظين عن حضور التظاهرات الثقافية، بينما محافظ أسوان، اللواء أشرف عطية، يحرص على الحضور.

قبل الافتتاح بنحو خمس عشرة دقيقة، وفى جلسة خاصة- شاركت فيها د. نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، مع المحافظ والسيدة زوجته، والسفيرة ميرفت التلاوى، رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان، ود. درية شرف الدين، ود. خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما- كان الهم الثقافى هو المسيطر، كلنا ندرك أن هناك أزمة تبدأ من البنية التحتية للثقافة وأعنى بها قصور الثقافة التى صارت عنوانا واضحا (للقصور) بكل بتنويعاته.

وأعنى به العجز، كانت مشروعا كله طموح فى الستينيات، والدولة فى زمن عبد الناصر أيقنت أن هذا هو خط الدفاع الأول عن هوية مصر، فكانت تحرص أيضا على أن ينتقل المبدعون والإعلام إلى تلك المنافذ التى تقدم الفنون وتكتشف المواهب، ومع الزمن لم نعد نرى ما فى أيدينا، بينما قوى الظلام التى تعادى الفنون والثقافة تدرك جيدا كيف توجه ضرباتها إلينا.

أعلم جيدا أن الوزيرة د. نيفين تعلم أن فى البدء كانت تلك القصور، وهى سلاحها الأول فى المواجهة، ولكنى أعلم أيضا أنها قضية أمن قومى وليست أبدا وزارة، نعم النوايا حسنة، إلا أن الأمر برمته يتطلب خطة متكاملة.

الإشعاع الثقافى هو الهدف، وقطعا الدائرة يجب أن تتسع لنتابع كل المهرجانات المماثلة، الحجة المعلنة المتمثلة فى الإمكانيات، خاصة مع هبوط القيمة الشرائية للجنية، بينما المهرجانات تتعامل بالدولار.

عندما أطلق قبل عشر سنوات وزير الثقافة الأسبق د. عماد الدين أبوغازى الضوء الأخضر لهذه المهرجانات، كان يرى أن الدولة تدعمها ماديا، دورة أو اثنتان على أكثر تقدير وبعدها تنطلق ذاتيا من خلال الرعاة، مع الأسف لم يتحقق ذلك حتى الآن، الحجة التى يرددونها (ليس لدى رجال الأعمال ثقافة المساهمة فى الأنشطة الثقافية)، إلا أن السؤال، كيف يتم دفعهم إلى ذلك، ليس بالخواطر ولا الجدعنة، ولكن بزرع الإحساس بأن الثقافة سوف تنعشهم أيضا اقتصاديا، المهرجان لا يستجدى الرعاة، ولكنه يقدم ما يجذبهم إليه.

لم تنجح المهرجانات فى لعب هذا الدور وتقلص الرعاة، بينما الدولة كان ينبغى أن تترك الأمر برمته للمجتمع المدنى ولصناع المهرجانات فقط القادرين منهم على القراءة خارج الصندوق!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خارج الصندوق هو عمق الصندوق خارج الصندوق هو عمق الصندوق



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon