توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وماذا بعد مقاطعة السلع السويدية والهولندية؟!

  مصر اليوم -

وماذا بعد مقاطعة السلع السويدية والهولندية

بقلم - طارق الشناوي

أنا مثل الملايين لا أقول فقط المسلمين، لكن كل من يمتلك قلبا سليما يرفض الإساءة لأى دين أو عقيدة يؤمن بها قطاع من البشر، سواء أكانت سماوية: الديانات الثلاث الإبراهيمية (اليهودية والمسيحية والإسلام) أو غير سماوية، مثل البوذية والهندوسية والبهائية وغيرها، كلها لها قدسيتها المصانة.

قرر الأزهر الشريف ودار الإفتاء الموقرة إصدار بيانات تحث المسلمين فى العالم- مليار ونصف المليار- على مقاطعة السلع التى تأتى من السويد وهولندا، ردا على تلك التجاوزات التى تفجرت مؤخرا، وكان من توابعها حرق المصحف الشريف على أيدى متطرف.

أقدر ومدرك الدوافع النبيلة لتلك القرارات، ولكن أشك كثيرا فى تنفيذها على أرض الواقع، كما أن العدالة- حتى فى المقاطعة- ينبغى أن تطبق أيضا على دول عديدة ارتكبت حماقات مماثلة وربما أكثر ضد الإسلام مثل فرنسا والدنمارك والصين وغيرها.

المبدأ نفسه لا يحظى بتوافق الجميع، ولا يعنى ذلك أن من يعترض على المقاطعة يمنح ضوء أخضر للاعتداء على قدسية الدين، المؤكد لا.

الأمر يستحق أسلوبا آخر، الكل يدرك أن هناك إحساسا يتنامى فى العالم نطلق عليه (إسلاموفوبيا)، الخوف المرضى من الإسلام، هناك مشاعر عدائية مسبقة عند البعض بمجرد ذكر الإسلام، بسبب ممارسات هنا وهناك، ربط هؤلاء بتعسف مقيت بين الدين العظيم والدموية، الذى تمارسه منظمات إرهابية تدعى الإسلام مثل داعش والقاعدة وبوكوحرام، كما أن دولة مثل أفغانستان بعد أن رفعت شعار العقيدة الإسلامية من خلال (طالبان) صدرت للعالم صورة مخيفة عن عظمة الإسلام.

قطاع كبير من الأوروبيين لا يؤمنون أساسا بوجود إله، لا تعنيهم الأديان، كل الأديان، البعض يجعل حرية التعبير مظلة لكل التجاوزات، خاصة أن بعض الأفلام لا تتوقف عن السخرية من الديانة المسيحية والطقوس الكنسية، ولا يسلم السيد المسيح عليه السلام من كل ذلك، فهو غير محصن، ثقافة مختلفة لن نستطيع تغييرها بمجرد إصدار مثل هذه القرارات، لكن هناك دور يجب أن نلعبه من خلال السينما، لديكم فيلم (اسمى خان ولست إرهابيا)، بطولة شاروخان، ولا تنس أن نسبة المسلمين فى الهند لا تتجاوز 12 فى المائة من عدد السكان، كانت قضية الفيلم تقديم شخصية المسلم الشريف المتسامح، بينما هناك انطباع مسبق ينعته بالتطرف والإرهاب.

هذا الفيلم الذى حقق رواجا فى العالم، ولايزال يلعب دوره لنصرة الدين الإسلامى، أهم وأبقى وأعمق من كل قرارات المقاطعة.

من أصدر قرارات المقاطعة يعلم جيدا أنه على أرض الواقع لن يتم تنفيذها، كل ما يتعلق بالمزاج الشخصى غالبا لا يتم تفعيله، مثل شعار مقاطعة الدراما التركية الذى نرفعه عندما تتوتر العلاقات مع تركيا، بل فى أعقاب هزيمة 67 قررت الرقابة على المصنفات المصرية مقاطعة الفيلم الأمريكى، ردا على الموقف الرسمى للولايات المتحدة المؤيد دوما لإسرائيل، ورغم ذلك، وفى زمن جمال عبدالناصر، سقط القرار بعد بضعة أشهر، مثلما سقطت شعارات مماثلة لمقاطعة الكوكاكولا والبيبسى والهامبرجر.

على كل المؤسسات المعنية- وفى القلب منها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ولشيوخهما الأفاضل كل الاحترام والتوقير- عليهم البحث عن أسلحة عصرية أخرى أشد قوة وأكثر تأثيرا، لتقديم صورة صحيحة عن الإسلام. علينا أولا أن ننحى جانبا إحساس البعض بأن هناك مؤامرة كونية ضد الإسلام، نبدأ الاعتراف بأننا مقصرون فى نشر حقيقة الإسلام، وندرك أن بعض ممارسات من يتدثرون عنوة بالإسلام، السلاح الباتر الذى يطعنون به الإسلام، وبعدها تبدأ المواجهة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا بعد مقاطعة السلع السويدية والهولندية وماذا بعد مقاطعة السلع السويدية والهولندية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon