توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الراس قبل الكراس!!

  مصر اليوم -

الراس قبل الكراس

بقلم - طارق الشناوي

عندما تسأل رجل دين هل لديه إحساس بالطائفية؟، سوف يتبادر إلى ذهنه مباشرة الرقم- لو كان مثلًا يدين بالمسيحية- ويشير إلى عدد الكنائس فى السنوات الأخيرة، بالقياس لما كانت عليه سابقًا، وهو بالضبط ما تناوله القس أندريه زكى، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية، فى الندوة الأخيرة، التى أقامتها الطائفة، الاثنين الماضى، تحت عنوان (المواطنة والتنوع الثقافى)، ما تبقى فى الذاكرة أن هناك نحو 1500 كنيسة (تتبع الطائفة الإنجيلية) بعضها لا يزال ينتظر عددًا من الإجراءات التنظيمية، ومن الواضح أن الأمور فى طريقها للحل، وكما علمت أيضًا أنه نفس الرقم تقريبا، للكنيسة التى تنتمى إليها الطائفة الأكبر فى مصر (الأرثوذكس)، ولا أدرى إذا كان هذا أيضًا ينطبق على (الكاثوليك) فى مصر أم لا؟.

مهما كانت الإجابة، والتى ربما تشير إلى رضا قطاع من المسيحيين عن العدد، وأنا لا أستطيع أن أجزم بشىء، هل الرقم مرضيًا أم لا، ما فهمته من القس أندريه أنه مرض، إلا أننى لا أقيس الأمور بهذا (الترمومتر)، كثيرًا ما نبدد طاقتنا فى مثل هذه الأمور، مثلما يتردد بين الحين والآخر حذف خانة الديانة من الرقم القومى، حتى لا يصبح هناك فرز طائفى، فهل عمق المشكلة حقيقة فى عدد الكنائس أم فى تلك الخانة؟، أم أنها فى الأعماق، وعلينا قبل بناء أو إصلاح كنيسة أن تطمئن قلوبنا إلى أن المسلم عندما يستمع إلى الأجراس، صباح يوم الأحد، يشعر بأنه يقطن بجوار بيت من بيوت الله، هذا هو الإحساس الذى يجب علينا تنميته فى نفوس أطفالنا، ليس بإلغاء حصة الدين، ولكن بتعميم الحصة ليصبح الدين وليس فقط الدين الإسلامى، ونكتشف جميعا أن المبادئ واحدة، ولكنها طرق تتعدد للوصول إلى الله.

كثيرا ما أقرأ وأتابع تلك الرغبة، بحذف خانة الدين من البطاقة مدركًا قطعًا نبل قائليها، رغم أننى أراها أشبه بعناق الشيخ والقسيس، كلما لاح فى الأفق شىء ما يعكر الصفو، ألقينا بصورة نرى فيها وحدة الهلال مع الصليب، إلا أن النيران تحت الرماد، وكذلك إلغاء خانة الديانة، ستصبح مجرد كلمة محذوفة، وسيبحث البعض عنها بكل الطرق المباشرة وغير الشرعية، الطائفية إحساس (يعشعش فى الراس قبل الكراس).

لدينا مثلًا قضية الطفل شنودة، الذى أصبح اسمه رسميًا فى سجلات الدولة يوسف، هل تم التعامل مع تلك القضية بطريقة صائبة؟، انتزعناه بالقوة من أب وأم تبنياه، بعد أن وجداه رضيعًا فى الكنيسة، الذى فجر المشكلة هم الورثة الذين وجدوا أن الابن بالتبنى سوف يحصل على الميراث، والتحليل الـ(دى إن إيه) أثبت أنه ليس طفلهما، إلا أنه قطعًا لم يحدد الديانة، صراع دنيوى لا علاقة له بالدين، أحلناه إلى قضية دينية، يتناولها العالم، عنوانها شنودة المسيحى صار يوسف المسلم، فهل كسب الوطن شيئًا من كل ذلك؟.

علينا أن نُعمل العقل فى مثل هذه القضايا، بإعادة تأهيل المشاعر أولًا، ليس مهمًا أن نتحدث عن عدد الكنائس أو تلغى خانة الديانة، لأن من يحكم عليك بديانتك سيعرف من الاسم كاملًا أو من صليب على معصمك أو لحية أو حجاب أو.. أو.

الطائفية شر يسكن فى (الراس) قبل أن تراه فى (الكراس)، وتلك هى معركتنا الحقيقية، إنها واحدة من عشرات القضايا التى فجرتها تلك الندوة الثرية التى أقامتها الطائفة (الإنجيلية)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراس قبل الكراس الراس قبل الكراس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon