توقيت القاهرة المحلي 09:51:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمير كرارة.. من الأكشن الصريح إلى الكوميديا «المستحية»!

  مصر اليوم -

أمير كرارة من الأكشن الصريح إلى الكوميديا «المستحية»

بقلم - طارق الشناوي

ما هو معنى البعبعة بفتح الباء الأولى؟ طبقا للمعجم، أولا صوت الماء عند خروجه من الإناء، ثانيا تابع الكلام فى سرعة، ثالثا فرار من ساحة القتال.

أما (البعبع) بضم الباء الأولى فهو فى الثقافة الشعبية شىء خرافى نخشاه، ما رأيته فى فيلم (البعبع) هو بالضبط تجسيد مباشر لكل معانى البعبعة آنفة الذكر.

قبل ساعات ذهبت لدار العرض فى أول حفل جماهيرى، وكلى أمل أن أقضى سهرة ضاحكة.

ما هو أفضل وصف لما رأيته؟ (اللى يخرج من داره يتقل مقداره)، لا أقصد (العبد لله) ولكن أمير كرارة عندما خرج من الأكشن الصريح إلى الكوميديا (المستحية).

سبق أن صرح كرارة، متحدثا عن ظروف إنتاج الفيلم، بأن المؤلف إبراهيم بليبل عرض عليه أولا السيناريو قال له كرارة على طريقة شيرين (أكشن تانى لا)، وجاء الرد (ومن سمعك) وقرأ له السيناريو، لم يتمالك كرارة نفسه و(هاتك يا ضحك)، وأراد أن يشاركه المخرج حسين المنباوى فى (القهقهة)، ولم يكذب المخرج خبرا وجاء الرد (ده سيناريو ما يتفوتش)، بكرة ندخل الاستوديو فورا.

(ويا مواعدنى بكرة، ياريتك نسيت بكرة)، وتم التنفيذ على عجالة، أتخيل أثناء التصوير أن الكل أيضا فى الاستوديو كان يضحك، تخيل مثلا لو أحد الفنيين ظهرت على وجهه (تكشيرة) ولو عابرة، ربما كانوا قد توقفوا قليلا وأعادوا النظر فى الموقف برمته ليعثروا على سبب لتلك (التكشيرة)، ولكن لا صوت يعلو على صوت (القهقهة).

الأحداث كلها فى 24 ساعة، لا بأس، من حق كاتب السيناريو تحديد الزمن، من المهم عندما يضيق الزمان أن تكتشف منطقا وحتمية، لو مثلا امتدت الأحداث التى رأيناها شهرا، هل كان الأمر سيتغير، لو تكن هناك ضرورة درامية لهذا القيد الزمنى، كان من الأوفق طرحه جانبا، حتى لا يؤثر سلبا على مصداقية الأحداث.

شاهدنا أمير كرارة فى الصباح الباكر، داخل جدران السجن قبل دقائق من الإفراج عنه، وقد أشبع خصمه ضربا، جمهور أمير من المؤكد يتذكر له (حرب كرموز) 2018 ثم فى العام التالى (كازابلانكا)، تم تعميده كنجم أكشن من الطراز الأول، يحقق شباك تذاكر (معتبرا)، بنيانه الجسدى يجعلك تصدقه.

التنوع مطلوب وعلى النجم الابتعاد عن (القولبة)، وكلما امتلك الفنان القرار صار التنوع (فرض عين)، كرارة قطعا نجم شباك مطلوب، ومن حقه أن يقول لا، ولهذا بعد غياب ثلاث سنوات عن السينما كان عليه أن يقول لا ويحيلهم إلى أربع.

شاهدناه متألقا قبل سنوات فى الدراما التليفزيونية بأداء دور الشهيد أحمد المنسى، فى (الاختيار) الجزء الأول، كان واقفا على أرض صلبة تبدأ بالسيناريو، وهو بالتحديد ما لم أعثر عليه فى (البعبع).

عصابة داخل عصابة وكل عضو بالعصابة يحاول خداع العضو الآخر بنفس العصابة، وكل منهم على استعداد لرد الخدعة بأفضل منها، وفى نفس الوقت لا بأس من أن يتلقى واحدة أخرى.

راعى المخرج وهو ما يحسب له أن يتجنب مشاهد الدماء، فقط ترى خصم البطل مهزوما أو حتى مقتولا، لكن بلا آثار دماء، وهو ما يتوافق مع طبيعة الفيلم الكوميدى الذى تتخلله جرعة زائدة من (الأكشن)، فهو يضيف فى كل مشهد لمحة كوميديا أو هكذا يعتقد، ويضع الكاتب خطين دراميين، نكتشف أبناء (توائم) لأمير كرارة، وأيضا فتاة حسناء تؤدى دور (طبيبة) يلتقيها صدفة ياسمين صبرى.

ياسمين تملك على المستوى الشكلى مواصفات (الفيديت) فتاة الأحلام، إلا أنها لاتزال بحاجة لمخرج يجيد توظيفها، كما أنها هذه المرة أدت دور (كاراكتر) تكرر لزمة الرغى طوال الأحداث، فى طريقها للمطار تتعقد الأحداث عند لقائها مع أمير كرارة.

جمال الملامح لم يشفع لياسمين، أظهرت ما كان ينبغى أن يختفى، وهو افتقاد خفة الظل، قطعا الأمر يحتاج إلى مخرج يوجه، وقبل ذلك إلى حوار يحمل إمكانية تفجير الضحك، ومع الأسف تراجع حضورها كأنثى كثيرا، وتحولت من عامل جذب إلى مصدر إزعاج.

من الشخصيات أيضا التى كنت أعول عليها كثيرا محمد عبدالرحمن ولكن كأن شيئا لم يكن.

توقفت كثيرا أمام تجربة باسم سمرة، الذى بات فى السنوات الأخيرة يرضى بمساحات على هامش البطولة، وهذا اختيار زكى منه فى تعامله مع قانون السينما، حصل باسم على أكثر من فرصة للبطولة خاصة مع المخرج يسرى نصرالله، إلا انه لم يحقق نجومية الشباك، تعامل باحترافية مع قانون السينما، وبدأ يقبل الأدوار الثانية، سبقه إلى هذا الاختيار محمود عبدالمغنى، بينما مثلا محمد رجب لايزال متعثرا لأنه يصر على البطولة.

ورغم مرونة باسم، إلا أنه لا يجهد نفسه كثيرا فى البحث عن تفاصيل الشخصية التى يلعبها.

الفيلم مصنوع قطعا وفى ذهن المخرج حسين المنباوى والبطل أمير كرارة أنهما سيحطمان أرقام الشباك تحطيما، إلا أنه واقعيا لم يتمكن من الصمود حتى فى البدايات الأولى.

(البعبع) هو اسم الفيلم و(البعبعة) هى المحتوى، وفى لحظات انتهى مفعول (البعبعة) وانهزم (البعبع)، حتى أثناء العرض على الشاشة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمير كرارة من الأكشن الصريح إلى الكوميديا «المستحية» أمير كرارة من الأكشن الصريح إلى الكوميديا «المستحية»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon