توقيت القاهرة المحلي 09:01:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة»

  مصر اليوم -

«أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة»

بقلم - طارق الشناوي

نستقبل شهر رمضان بأغنية عبدالمطلب (رمضانا جانا)، وعندما ينتصف الشهر الكريم ونصبح على بعد خطوات من وداعه نردد مع شريفة فاضل (تم البدر بدرى)، رمضان يقع بين قوسين من الأغانى، حالة روحانية فى الضمير الجمعى المصرى مغلفة بإطار فنى، الموالد الرمضانية تواكب موائد الرحمن الرمضانية.

وبجوار مساجد آل البيت مثل (الحسين والسيدة زينب)، دائما هناك ذكر دينى يتكئ على أشهر الأغانى العاطفية لعبدالحليم حافظ (قولوله الحقيقة/ أبوعيون جريئة) صارت (روحوله المدينة/ محمد نبينا) تلك هى واحدة من خصوصية الروح المصرية.

الشارع له كلمته المسموعة فى كل التفاصيل، منذ مطلع الأربعينيات ومع انتشار السينما، كان المصريون يسلون صيامهم بالذهاب إلى دار السينما، وبعد الإفطار يذهبون مجددا للسينما فى انتظار السحور.

عندما ظهر التليفزيون عام 1960 اختفت تلك الظاهرة، وأغلقت دور العرض أبوابها فى رمضان، صارت الأسرة تتجمع فى نفس التوقيت حول المائدة وهم يشاهدون الفوازير، فى البداية (الثلاثى) جورج وسمير والضيف (أبيض وأسود)، وذلك قبل منتصف السبعينيات، بعدها توجه المؤشر إلى عصر الألوان مع فوازير نيللى وفطوطة وشريهان، ثم المسلسلات الكوميدية والاجتماعية، بينما قبل مدفع الإفطار.

تربينا على المسلسل الدينى (محمد رسول الله)، رمضان تتخلله حالة طقسية موازية تشكل ملامحه، وبالقطع بين الحين والآخر، كنا نتابع أحد الأصوات المتزمتة معلنا أن رقصات نيللى وشريهان فى الفوازير تتناقض مع جلال الشهر الفضيل، وينتفض فى العادة صوت من مجلس الشعب، متبنيا هذا الرأى، إلا أنك سوف تلاحظ شيئين أولا أن الأغلبية تنتصر للفن، ثانيا أن من يرفض الفن هو صوت بعيد عن قبيلة الفنانين، يأتى غالبا من إحدى المؤسسات الدينية.

توقفت كثيرا أمام ما ردده الفنان الكبير حسن يوسف طالبا من الجمهور بألا يشاهد الأعمال الدرامية فى رمضان، والتفرغ فقط للعبادة، واستطرد قبل أن يسأله أحد ليؤكد أنه عندما قدم فى رمضان مسلسل (إمام الدعاة) عن حياة محمد متولى الشعراوى، شاهده فى شهر (شوال)، رافضا أن يلهيه المسلسل عن ذكر الله.

ومن المؤكد أنه طبق نفس القاعدة على مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة)، حيث لعب دور أحد أزواج (زهرة)، وتجنب مشاهدة المسلسل منتظرا (شوال) وربما (ذو القعدة).

ليست تلك هى المرة الأولى التى نستمع فيها إلى هذه الآراء، وكأن هناك خصومة بين الفن والدين، النجم يوسف الشريف لديه تصريحات مماثلة، وكثيرا ما كتب على صفحته اذهب وصلى فى الجامع، خير عند الله من أن تشاهد مسلسلى الرمضانى.

لا أتدخل فى نوايا أحد، وأصدقهم جميعا سواء فنان كبير بحجم حسن أو نجم من هذا الجيل مثل الشريف، إلا أن السؤال ألا تشعر بوجود تناقض، لماذا يساهم نجم كبير فى عمل فنى قد يشغل الناس عن ذكر الله، ألا يعتبر فى هذه الحالة فاعلا أصيلا فى جريمة توجيه مشاعر وأحاسيس الناس بعيدا عما هو مطلوب فى هذا الشهر الكريم؟.

هل العبادة فى شهر رمضان تتعارض مع ما نتابعه على الشاشات من مسلسلات وبرامج، الإحساس بالبهجة لا يتعارض مع الدين، الذائقة الشعبية لا تجد بأسا ولا حرجا وهى تردد فى المولد (روحوله المدينة) على طريقة (أبوعيون جريئة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة» «أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon